فى أماكن عمل عديدة تضطر الفتيات المحجبات إلى خلع غطاء الرأس داخل حدود المكان الذى يعملن به إذا كان لا يقبل غير المحجبات، وبما أن الله وحده هو الذى يحكم على عبيده، فليس من حق أحد أن يطلب مبررًا من العاملات، والعاملات لسن ملتزمات بتقديم المبرر، قاعدة لم تصل على ما يبدو إلى الفنانة صابرين التى لا يمكن لومها على الظهور بالباروكة مجددًا فى مسلسل «دكتور أمراض نسا» بعدما دشنت هذا الاتجاه فى مسلسل «شيخ العرب همام»، لكن اللوم يتجدد بالعودة إلى تصريحها الشهير الذى أكدت فيه أنها حصلت على فتوى بأن الظهور بشعر مستعار لا يضير السيدة المحجبة، لم نعرف ولن نعرف مَن صاحب الفتوى التفصيل، ولا يهمنا أن تكون الفتوى صدرت فعلًا ومن عالم له صفة، ولا نرحب بأن تصدر فتوى مضادة حتى نقول إن صابرين صنعت فتوى على مقاسها الشخصى لتواصل العمل الفنى وتحقق انتشارًا عكس فنانات أخريات عدن إلى التمثيل بالحجاب مع الالتفاف حول القواعد الدرامية، فظللن بغطاء الرأس حتى فى غرف النوم. صابرين ومنذ عودتها من الاعتزال مهمومة بالظهور المكثف وكأنها تعوض سنوات الجمود، تقدم برامج دينية أولًا ثم منوعة، تخرج من لقاءات سياسية بتصريحات حماسية، سواء كان الرئيس مرسى أو السيسى، والأهم تريد أن تقبل كل ما يعرض عليها من نصوص بلا استثناء، فأعطت مثلًا سيئًا لاستخدام شماعة الدين التى تحملت فى هذا البلد أكثر مما تطيق، كان يمكنها ببساطة أن تقبل ما تريد من أدوار وتقول إنها ملتزمة بالحجاب، بعيدًا عن ظروف العمل، كان الجمهور سيحترم صراحتها حتى لو اختلف البعض معها بدلًا من أن تعطى الناس نموذجا سلبيا، ملخصه افعل ما تشاء من تناقضات طالما معك فتوى من أى جهة مجهولة تبرر ذلك، وهو أمر بالمناسبة لا يتعلق بمدى اقتناع الجمهور بقبول الممثلة المحجبة فى أدوار معينة أو رفضها تمامًا، لكن الأمر يتعلق بالاتساق مع النفس وهو ما تفتقده باروكة صابرين. بعد التتر أيًّا كان رأيك فى أداء عبير صبرى فهى تستحق الاحترام، لأنها واجهت عودتها من الاعتزال وخلعها للحجاب بشجاعة ولم تبحث عن فتاوى تفصيل.