«الحمار الوحشى» جاء إلى البرازيل لقتل أبطال العالم عندما فتح جيروم فالكى الكرات الصغيرة، وأظهر أسماء أوروجواى وإنجلتراوإيطاليا فى نفس المجموعة خلال قرعة كأس العالم، كل العناوين فى جميع أنحاء هذا الكوكب استخدمت عبارة «مجموعة الموت». ثلاثة أبطال عالم معا. لويس سواريز، وواين رونى، وماريو بالوتيلى.. واحد منهم سيعود إلى دياره مبكرا. كنت حقيقة أفكر بتلك الطريقة، لكنى كنت مخطئا، فاثنان منهم سيغادران البرازيل مبكرا، والسبب بسيط للغاية، هو «الحمار الوحشى» كوستاريكا. «الحمار الوحشى» ليس فقط اسم حيوان فى البرازيل، بل نحن نستخدم تلك الكلمة للإشارة إلى الفريق الذى سيصبح مفاجأة البطولة. على سبيل المثال، إذا ما هزم كوينز بارك رينجرز مانشستر يونايتد فى نهائى دورى أبطال أوروبا، فهو إذن «حمار وحشى» كبير، كما فعلت كوستاريكا فى كأس العالم. كيف تمكنت كوستاريكا أن تتغلب على أوروجواى فى المباراة الأولى؟ هذه المباراة الأولى لى فى الاستاد فى كأس العالم. أنا أعترف بأنى ذهبت إلى ملعب كاستيلاو فى فورتاليزا، وفى فكرى أن أوروجواى هى الفائز بالطبع. وأستطيع أن أخمن أنه كان شعور الجميع تقريبا، ولكن الأمور تغيرت خلال المباراة. فاز كوستاريكا بسهولة، وتدريجيا أصبحت الهتافات فى المدرجات «أوليه أوليه تيكوس تيكوس» يتردد صداها أقوى وأقوى. عندما شاهدت هذا الأمر كنت فى منتصف مدرجات القمصان الحمراء وشاهدت احتفالية وسعادة الجمهور بالفوز بثلاثة أهداف لهدف. «إنه مجرد حمار وحشى»، هذا ما كان يظنه الناس، لكنهم كانوا يرغبون فى ما هو أكبر من ذلك. كوستاريكا دخلت إلى الملعب فى بيرنامبوكو أول من أمس من دون أن تخسر أى شىء ضد إيطاليا. الأزورى هو المرشح للفوز. الأزورى هو من يمتلك النجوم. الأزورى هو بطل العالم أربع مرات. لكن كوستاريكا لا تهتم بهذا الأمر بتاتا، فقد كانت أوروجواى هى المرشحة للفوز عليهم أيضا، وكانت أيضا تمتلك النجوم، وفازت ببطولة العالم مرتين. فى كوستاريكا لا يلعبون فقط بأسمائهم، ولكن يلعبون بقلوبهم. ومرة أخرى، أنا متأكد من أن الناس فى ريسيفى اشترت التذاكر لمشاهدة بالوتيلى وبوفون وبيرلو. لكن البرازيليين دوما يحبون الهتاف للأضعف، إنه أمر فى روحنا. وأصبحت كوستاريكا المرشحة، وأصبحت كوستاريكا النجم، إنها ليست مجرد لاعب واحد، إنها فريق متكامل، وتمكن بريان رويز من تسجيل هدف الفوز على إيطاليا، وحجزت كوستاريكا مكانا فى دور ال16، وباتت إنجلترا أول ضحايا «مجموعة الموت». «سى سيه بويدى».. تترجم من الإسبانية إلى كلمة شهيرة أخرى «نعم، نستطيع»، التى استخدمت من قبل الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى حملته الانتخابية. وتلك كانت هى الجملة التى رددتها جماهير كوستاريكا خلال التسعين دقيقة، والتى احتشدت فى ملعب بيرنامبوكو، حتى إنها غنت الهتاف الشهير الخاص بالإيطاليين «أوليه أوليه»، وهى طريقة محفوظة لإذلال الفريق المهزوم من قبل الجماهير الفائزة فى ملعب لكرة القدم. يوم الثلاثاء المقبل، سيلعب كل من إيطاليا وأوروجواى فى ملعب «داس دوناس» فى ناتال، من أجل أن يبقى أحدهما فى البطولة. آخر فريق فى المجموعة الرابعة، الذى لم يكن يتوقعه أحد، هو كوستاريكا، الذى لن يرحل قريبا عن البطولة. قدمت «مجموعة الموت» لقتل أبطال العالم. لقد حازت البرازيل فى 2014 على أكثر من حمار وحشى، الأول كان هو تشيلى، الذى أرسل إسبانيا إلى وطنه. الآن، الحيوان الوحشى يأتى من منطقة البحر الكاريبى. يمكننا أيضا استخدام بعض الأرقام لإظهار حجم الحمار الوحشى. باستخدام «سوق الانتقالات» كمصدر، فمجموع سعر لاعبى كوستاريكا مجتمعين 32.5 مليون يورو، وهو ما يعادل تقريبا نصف سعر نجم البرازيل نيمار (60 مليون يورو)! مع 23 لاعبا تم استدعاؤهم من قبل المدرب خورخى لويس بينتو، أكثر اللاعبين قيمة هو براين رويز (8.8 مليون يورو)، وصاحب هدف الفوز على إيطاليا، يليه جويل كامبل (5.5 مليون يورو). يمكن إضافة حارس المرمى كايلور نافاس (4.4 مليون يورو)، واضعين فى الاعتبار المركز الطيب الذى حققه فى الدورى الإسبانى. المجموعة بأكملها تستحق أكبر من ذلك بكثير، على سبيل المثال، هناك نجوم بالفعل خرجوا من كأس العالم قدموا أداء أضعف منهم بكثير، مثل الإسبانى أندرياس إنييستا تبلغ قيمته (55 مليون يورو) أو نجم المنتخب الإنجليزى واين رونى (49.5 مليون يورو). الشىء الغريب هو أن معظم أولئك اللاعبين لا يلعبون فى أوروبا، فقط 11 لاعبا من 23 لاعبا يعيشون فى القارة العجوز، معظمهم فى دوريات ليست بالكبيرة فى النرويج والسويد. ثمانية لاعبين من منتخب كوستاريكا يلعبون فى كوستاريكا نفسها. فريق «إريديانو» الكوستاريكى له أربعة ممثلين فى المنتخب: دانيال كامبرونيرو، ديف ميرى، استيبان جرانادوس، خوسيه ميجيل كوبيرو. وهو النادى المحلى الذى يضم أكبر عدد من لاعبى المنتخب. التوقعات حاليا يمكن أن تبدأ فى أن تفتح أبوابها فى كأس العالم، حول وجهة أولئك اللاعبين فى سوق الانتقالات الدولية. جويل كامبل، 21 عاما فقط، وهو بالفعل أحد المرشحين للقب أفضل لاعب شاب بالبطولة (الكأس الذى فاز به توماس مولر قبل أربع سنوات). بعد أدائه الحاسم أمام أوروجواى، قالت الصحف البريطانية إن مدرب الأرسنال «آرسين فينجر» سيدعو كامبل إلى الأرسنال بعد البطولة، خصوصا أنه كان ينتمى إلى المدفعجية، ولكنه معار حاليا إلى أولمبياكوس اليونانى. فى إسبانيا، بعد موسم رائع فى ليفانتى وبداية واعدة فى كأس العالم، بات نافاس حاليا على جدول أعمال برشلونة وأتليتكو مدريد. عادة، الحمار الوحشى يأتى من إفريقيا، لكن فى البرازيل فإنهم يأتون من الدول الجارة لهم. ويمكن لأشبالها أن تشرق وتضىء سماء أوروبا قريبا.. «نعم، كوستاريكا تستطيع».