المكسيك أثبتت أن البرازيل ليس فريقًا غير قابل للمنافسة.. والوقت دوما يلعب ضد السامبا نجوم كرة القدم الأكثر شهرة يقولون بأن البرازيل «كرة قدم عبارة عن صندوق مفاجآت»، تُستخدَم تلك الجملة مرارا وتكرارا، نسمعها كل يوم فى الشوارع، لكن من المستحيل أن نبدأ هذه المقالة عما حدث أول من أمس فى كأس العالم بين إسبانيا وتشيلى بجملة أخرى، وهى كرة القدم هى «صندوق المفاجآت»، ونحن نحبّها من أجل ذلك. دعونا نذهب بعيدا لبرهة قليلة، لكن لن نذهب بعيدا جدا، يمكننا أن نعود إلى شهر واحد فقط إلى الخلف، إسبانيا يتم اختيارها كأحد أبرز المرشحين بالفوز بكأس العالم من قبل 9 من أصل 10 خبراء، من أسماء مثل: بيليه ومارادونا وزيكو وبيكينباور.. كيف لا تكون مرشحة وهى الفريق الذى فاز بكأس العالم الأخيرة وآخر بطولتَى أمم أوروبا؟ كيف لا تكون مرشحة وهى التى لعبت نهائى كأس القارات الأخير؟ كيف لا تكون مرشحة وهى فريق يضم أهم لاعبين فى العالم؟ نعم إنه كان فريقا مرشحا للفوز بالمونديال. لكن، كرة القدم هى صندوق المفاجآت! لقد رأينا المنتخب الإسبانى وهو لم يقترب حتى من مستواه الذى أثار إعجاب العالم فى مونديال جنوب إفريقيا، بتمريراته السريعة، وسيطرته الكاملة على المباراة، ونجومه الكبيرة المشرقة، لكننا الآن نسينا كل ذلك، فما شاهدناه فى البرازيل كان فريقا محبطا، طاعنا فى السن، دون أى رغبة فى الفوز، أو كما تم تعريفه من قبل «تشابى ألونسو»، تلك هى نهاية هذا الجيل. من الممكن القول بأن إسبانيا أرادت أن لا تقل حصتها عن باقى زملائها من القوى الأوروبية الكروية الأخرى التى ذاقت مرارة هذا الذل، فإيطاليا بعد فوزها بكأس العالم 2006، فى النسخة التالية كانت الأخيرة فى مجموعتها التى كانت تضم باراجواى وسلوفاكيا ونيوزيلندا. ومثل الأزورى، كانت فرنسا التى فازت بكأس العالم 1998، وذهبت إلى كأس العالم 2002 فى كوريا الجنوبية واليابان، لكنها خرجت من الجولة الأولى دون أن تسجِّل هدفا واحدا. لنلقِ تلك الصدف جانبا، فإن الخروج المبكر للفرق الثلاثة به أوجه تشابه كثيرة، من بينها أنه فى جميع الحالات يبقى الفريق البطل قاعدة لاعبيه الأساسية الذين تزداد أعمارهم، ليفشلوا بالتالى فى تكرار ما حققوه من فوز قبل 4 سنوات. استدعى فيسنتى ديل بوسكى، مدرب المنتخب الإسبانى، لكأس العالم فى البرازيل ما لا يقل عن 16 لاعبا من الذى حصلوا على كأس العالم معه فى جنوب إفريقيا، لم يستدعِ للبطولة فقط فيكتور فالديز «المصاب»، ومارشينا، وبويول «الذى أعلن اعتزاله»، وكابديفيلا، وأربيلوا، ولورينتى، وخيسوس نافاس، والذين لم يظهروا جميعا فى ملعب «الماراكانا» أول من أمس. كما أخذ مارشيلو ليبى، مدرب إيطاليا السابق، معه إلى جنوب إفريقيا فى 2010، 9 لاعبين ممن كانوا معه فى الحصول على اللقب قبل 4 أعوام، لقد كان شكل الفريق الرئيسى هو نفسه مَن نافس فى كأس العالم بألمانيا، بنفس لاعبيه: بوفون، وكانافارو، ودى روسى، وجاتوزو، وياكوينتا، وجيلاردينيو، وكامورانيزى، وبيرلو، وزامبروتا، وكذلك اتبعت فرنسا نفس التقاليد، وأرسلت 14 لاعبا ممن فازوا بكأس العالم 1998 إلى مونديال 2002. من جانب آخر، تشيلى هو مثال جيد للفريق الذى يمتلك تشكيلة اللاعبين الأفضل، فارجاس وسانشيز «يطيران» بالكرة، كما نحبّ أن نقول فى البرازيل على اللاعبين ذوى المهارات العالية. إذا ما كنا نعتبر إسبانيا فريقا مرشحا لفترة طويلة فتشيلى دوما فريق يمكن تصنيفه بأنه صانع المفاجآت، لقد كان عمل خورخى سامباولى هو الحصول على نتائج جيدة، والآن لديهم مهمة جادة، وهى الفوز على هولندا لتجنب مواجهة البرازيل فى دور ال16. لا أقول إنه من المستحيل هزيمة البرازيل، فقد أثبتت المكسيك أن البرازيل ليس فريقا غير قابل للمنافسة، كما أن الوقت دوما يلعب ضد البرازيل كلما مر وهى لم تُسجِّل، ليشكِّل ضغطا أكبر من المدرجات. الحشد من الجماهير البرازيلية هو مساعدة وعون قوى، لكن يمكن أن يتحول إلى العدو الأسوأ عندما لا تسير الأمور كما تشاء. يمكن أن يكون لدى تشيلى فرصة قوية ضد المضيفين، لكن سيكون لهذه المواجهة التاريخية للبرازيل بعض المزايا حينما تواجه جارتها. بعد انتصارهم المذهل على إسبانيا فى الجولة الأولى، عانت هولندا من أجل الفوز على أستراليا، لكنها حصلت على النقاط الثلاث، وهذا هو المهم، حجزت مكانا فى المرحلة التالية، فالفريق البرتقالى لا يرى البرازيل باعتبار مواجهته صعبة. يمكننا أن نتذكر جنوب إفريقيا عندما أرسلت فريق الشباب البرتقالى دونجا إلى الوطن فى الدور ربع النهائى، البرازيل فى مواجهة هولندا، قد تكون واحدة من أكبر مباريات كرة القدم، ولا يمكن أن ترجّح كفة أى منهما فيها، لأن كرة القدم هى «صندوق المفاجآت».