سيكون مونديالا مختلفًا وسيشهد مفاجآت عديدة، قد تظهر من مباراة الافتتاح بين البرازيل وكرواتيا، هذا ما أكده المحلل الرياضى خالد بيومى خلال حواره مع إذاعة «هنا القاهرة» بجريدة «التحرير» فى ضيافة الكاتب الصحفى عمر طاهر والناقد الرياضى أحمد عويس، للحديث عن كأس العالم. بيومى أكد فى بداية حواره أن المونديال سيكون مختلفًا هذه المرة عن البطولة التى سبق للبرازيل تنظيمها عام 1950، نظرا للاهتمام الكبير الذى يحظى به من قبل وسائل الإعلام ووجود أعداد كبيرة من المشجعين فى بلاد السامبا، بالإضافة إلى وجود كثير من النجوم العالميين مثل رونالدو وميسى وكافانى وسواريز. كما أكد بيومى أن الإصابات التى ضربت نجوم المنتخبات قبل المونديال لن تؤثر بشكل كبير على البطولة، خصوصا أن البطولات الماضية شهدت نفس الظروف من إصابات لاعبين قبل البطولة. ورشح بيومى فرق ألمانيا وإسبانيا وإيطالياوإنجلترا للوصول إلى المربع الذهبى للبطولة، مستبعدا البرازيل من الوصول لذلك الدور، على الرغم من خوض البطولة على أرضها ووسط جمهورها. المجموعة الأولى: (كرواتيا - المكسيك - البرازيل – الكاميرون)
فى بداية حديثه عن المجموعة الأولى توقع بيومى أن تشهد المباراة الافتتاحية بين البرازيل وكرواتيا مفاجأة كبيرة، بخسارة أبناء السامبا أمام الكروات، نظرا لما تملكه كرواتيا من لاعبين جيدين لديهم سرعات عالية وقوة بدنية جيدة، يديرهم مدرب جيد. وأشاد المحلل الرياضى كثيرا بالفريق الكرواتى، حيث أكد أنه سيكون مفاجأة البطولة، وبإمكانه الوصول لأدوار بعيدة، خصوصا أنه يملك لاعبين فى قيمة لوكا مودريتش وماندوزكيتش وبيرزيتش وكيتيش وراكيتتش وسيرنا كوفاجشتش، وقد يكون الحصان الأسود فى البطولة. أما عن البرازيل صاحبة الأرض والجمهور، فقد انتقد بيومى اختيارات مدربها لويس فيليبى سكولارى -الذى يواجه أيضا انتقادات من قبل الصحافة البرازيلية فى الوقت الحالى- حيث يرى بيومى أن ضم لويس فيليبى لقائمة أبناء السامبا كان سيعتبر أفيد للفريق من ضم مارسيلو، مشيرا إلى أن سكولارى يعتمد أكثر على مجموعة اللاعبين التى توجت معه بكأس القارات العام الماضى على أرض السامبا. وأوضح بيومى أن البرازيل تمتلك خط دفاع جيدًا بقيادة تياجو سيلفا وديفيد لويز وخط وسط جيد للغاية، لكن مشكلتها تكمن فى عدم امتلاكها مهاجمًا جيدًا على الرغم من وجود هالك وفريد، بالإضافة لاهتزاز مستوى الحارس جوليو سيزار فى الفترة الماضية، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن أبناء سكولارى قد لا يصلوا للمباراة النهائية التى تقام على أرضهم وبين جمهورهم. وفى حديثه عن منتخب الكاميرن، قال المحلل الرياضى إنه فريق بطىء ووصل فجأة لكأس العالم، ولم يتحضر لها حتى الآن، ولا يملك مجموعة لاعبين قادرين على المنافسة فى البطولة، نظرا لكبر سن بعضهم وعدم مشاركة البعض الآخر فى المباريات منذ فترة مثل سونج. ويرى بيومى أن فريق المكسيك غريب للغاية، ففى بعض الأحيان تجده فريقا رائعا ومرات أخرى تجده فريقا عاديًّا، فالمشكلة لديهم أنهم لا يملكون الطموح، لكنه أشاد بقدرات اللاعبين الموجودين حاليا بالفريق، والذين يمتازون بالسرعة العالية، حيث اعتبر أنهم الأقرب للفوز على الكاميرون فى المباراة الأولى لهما بالمجموعة. المجموعة الثانية (هولندا - تشيلى - إسبانيا – أستراليا) فى هذه المجموعة أشاد بيومى كثيرا بمنتخب إسبانيا، حيث رشحه للوصول للمباراة النهائية، نظرا لما يملكه من لاعبين يمكنهم صناعة الفارق فى أى وقت، وترجح كفة الماتادور مثل تشافى وإنيستا وألونسو، كما أنهم يملكون خطًّا قويا للهجوم يتكون من دييجو كوستا وفيا. وأشار بيومى، إلى أن إنيستا وتشافى لو كانا ضمن لاعبى الأرجنتين بجوار ميسى، لكان فاوز أبناء التانجو بالبطولة دون أى عناء. وبسؤاله عن إمكانية لعب منتخب إسبانيا البطولة بطريقة «تيكى تاكا» قال إن ذلك الأمر يرجع لجاهزية ومستوى الثنائى إنيستا وتشافى. وانتقل للحديث عن منتخب هولندا، حيث قال إن الطواحين تضم مجموعة مميزة من اللاعبين الشباب بجانب الثلاثى الخبرة روبن وفان بيرسى وشنايدر، معتبرا أنهم يقدمون كرة جيدة ويمتعون الجمهورى، لكن النتيجة لا تهمهم، لأن المقام الأول لديهم هو إمتاع الجماهير. وأشار المحلل الرياضى إلى أن ما ينقص هولندا فى بطولة البرازيل هو عدم امتلاكها دكة بدلاء جيدة، على عكس إسبانيا التى لديها مجموعة لاعبين داخل الملعب وعلى دكة البدلاء يمكنهم تغيير النتيجة فى أى وقت. ويعتبر بيومى أن النقطة التى قد توثر على هولندا هى عدم امتلاكها حارس مرمى جيدًا، خصوصا أنه لم يظهر فيها حارس مرمى جيد بعد اعتزال حارسها العملاق فان دير سار. وقال بيومى إن المباراة الأولى التى تجمع إسبانيا بهولندا ستكون صعبة للغاية على كلا الفريقين ويصعب التكهن بنتيجتها. وأشاد الكاتب فى جريدة «التحرير» بفريق أستراليا الذى بدأ يقلل من معدل أعمار لاعبيه فى الفترة الماضية، بعد اعتزال بعض النجوم الكبار، حيث أكد أنهم يمتازون بالقوة الجسمانية، لكنه لم يتوقع لهم أى دور فى المجموعة الثانية. كما أشاد بيومى بإمكانيات منتخب تشيلى الذى يمتاز لاعبوه بالمهارة والسرعة العالية، لكنه أكد أن مباراته الأولى أمام أستراليا لن تكون محسومة بالمرة. المجموعة الثالثة (اليونان - كوت ديفوار - اليابان – كولومبيا) يرى بيومى أن فرق تلك المجموعة متقاربة فى المستوى، وهو ما يجبر المشجعين على متابعتها، خصوصا أن بطاقتى التأهل ستتنافس عليهما الأربع فرق. بيومى أكد أن المجموعة بالنسبة لفريق كوت ديفوار أسهل هذه المرة عن البطولتين السابقتين، فهذه المرة لديهم حظوظ كبيرة فى التأهل لدور ال16. واعتبر المحلل الرياضى أن مشكلة كوت ديفوار تكمن فى المظهرية والتعالى عند اللاعبين، وعدم اللعب بتركيز حتى آخر دقيقة فى المباراة، كما أن لديهم مشكلة فى لاعبى قلب الدفاع، وهو ما يعانى منه أغلب الفرق الإفريقية. وعن فريق اليونان، قال بيومى إنه يصعب المراهنة عليها فى البطولة، على الرغم من أنهم يلعبون بنفس الأسلوب الدفاعى الإيطالى، لكنهم لا يمكلون خبرات الأتزورى. كما أشاد بيومى بمنتخب اليابان تحت قيادة الإيطالى زاكيرونى، قائلا إنهم لديهم إمكانيات تؤهلهم لخطف إحدى بطاقتى التأهل فى المجموعة، نظرا للكرة الهجومية التى يمتازون بها بسب إمكانيات لاعبيهم. أما منتخب كولومبيا فقد أكد أنه من الفرق المرشحة للتأهل، خصوصا أنه يعتبر من أقوى فرق أمريكا الجنوبية، على الرغم من افتقاره إلى مهاجمه الكبير رادميل فالكاو. المجموعة الرابعة (إنجلترا - إيطاليا - كوستاريكا – أوروجواى) بيومى قال إن المنتخب الإيطالى تجب المراهنة عليه للوصول إلى المربع الذهبى، خصوصا أنه ظهر بشكل مختلف تماما مع مدربه الحالى تشيزارى برانديللى، حيث أصبح للفريق شكل هجومى، على عكس ما كان يُعرف عن إيطاليا باللعب الدفاعى الجيد فقط. وأضاف المحلل الرياضى أنه على الرغم من الانتقادات التى وجهت لبرانديلى وقت تعيينه مدربا للأتزورى، فإنه تمكن من تغيير أداء وشكل الفريق والكرة الإيطالية بشكل عام، وجعل لديه حافز كبير للمنافسة على البطولة، حيث توقع بيومى أن يصلوا للمباراة النهائية. وأوضح بيومى أن الفريق الإيطالى يملك قائمة متكاملة من اللاعبين سواء الأساسيين أو البدلاء، نظرا لوجود حارس فى حجم بوفون، ولاعبين مثل بيرلو وفيراتى وإمبيولى وتشيرشى. أما عن منتخب إنجلترا، الذى توقع له بيومى أيضا الوصول للمربع الذهبى، فقد قال إنه يملك مجموعة جيدة من اللاعبين الشباب، بالإضافة إلى عنصرى الخبرة واين رونى والقائد جيرارد، لكنه أشار إلى أن نقطة ضعفهم الوحيدة هى الحارس جو هارت. واعتبر بيومى أن رحيل اللاعبين الكبار (المعلمين) أفاد كثيرا منتخب الأسود الثلاثة، مع ظهور اللاعبين الشباب أمثال ستوريدج ورحيم سترلينج. وبالنسبة لمنتخب أوروجواى، يرى بيومى أن قائمته لم تتغير منذ مونديال 2010 بجنوب إفريقيا، والذى وصل فيه للمربع الذهبى، وأنه يعانى من مشكلة كبر سن لاعبيه. المجموعة الخامسة (فرنسا - هندوراس - سويسرا – الإكوادور) بيومى أشار إلى أن فرص منتخب فرنسا فى الصعود من تلك المجموعة كبيرة للغاية، خصوصا أنه منتخب محظوظ بالوقوع مع الهندوراس، وسويسرا التى يوجد مجموعة كبيرة من اللاعبين تعرضوا للإصابات بصفوفها قبل المونديال. وقال المحلل الرياضى إن مشكلة فرنسا تكمن فى ضعف دفاعها وظهيرى الجنب، بسبب عدم وجود لاعبين محليين لديهم الخبرة الكافية للعب الدولى. وعن الثلاثة منتخبات الأخرى فى المجموعة، أكد أن الإكوادور ستصعد على حساب سويسرا والهندوراس. المجموعة السادسة (البوسنةوالهرسك - إيران - نيجيريا – الأرجنتين) بيومى أشاد بالخط الأمامى للمنتخب الأرجنتينى كثيرًا، والمكون من ميسى وأجويرو وهيجواين ورودوريجز ولافيتسى، والذى يمكنه خلخلة دفاعات أى فريق فى البطولة، شرط أن يكونوا فى حالتهم الطبيعية، لكنه أكد أن أبناء التانجو يعانون من الناحية الدفاعية، كم أنهم لا يملكون حارسا جيدا. واعتبر بيومى أن نيجيريا من أفضل الفرق الإفريقية، ولديها حلول كثيرة فى طرق اللعب، على عكس منتخب غانا، وذلك لوجود لاعبين مميزين يمكنهم اللعب فى أكثر من مركز، كما اعتبر أن النسور سيكونون مفاجأة المجموعة، وقد يحققون نتيجة إيجابية فى مباراتهم أمام الأرجنتين. وبالنسبة لفريق البوسنة فقد أشاد المحلل الرياضى بجريدة التحرير، بقدرات اللاعبين وأشار إلى أن نجم أوروبا المقبل سيكون البوسنى بيانيتش، والذى وصل سعره حاليا ل45 مليون يورو، كما أنهم يملكون لاعبين يمتازون باللعب الجماعى، ولديهم قوة بدنية عالية. وعن فريق إيران، أكد بيومى أن المدرب البرتغالى كارلوس كيروش تمكن من تغيير شكل وأداء الفريق، لكنه يدخل المونديال دون ضغوطات كبيرة، خصوصا أن تأهله للبطولة كان إنجازا كبيرا بالنسبة لهم. المجموعة السابعة (ألمانيا - البرتغال - غانا – أمريكا) قال بيومى إن منتخب ألمانيا سيواجه مشكلة كبيرة بسبب طريقة «تيكى تاكا» التى يلعب بها فريق بايرن ميونخ فى الدورى الألمانى، نظرا لوجود 7 لاعبين من تشكيلة المانشافت يلعبون فى الفريق البافارى، وهو ما يهدد اللعب الجماعى فى الفريق، لأن باقى اللاعبين لا يجيدون هذه الطريقة التى تحتاج إلى قدرات خاصة. واعتبر المحلل الرياضى أن مشكلة ألمانيا تكمن فى قلبى الدفاع هوملس وميرت ساكر، اللذين يمكن اختراقهما، لكنه أكد امتلاكها حارسا قويا للمرمى مانويل نوير ووسط ملعب رائع بقيادة شفاينشتيجر وأوزيل وريوس، بالإضافة إلى خط الهجوم. وانتقل بيومى للحديث عن منتخب البرتغال، الذى اعتبر وجود رونالدو فيه أمرا مهمًّا للغاية، حيث يمثل 50% من قوته، حتى لو كان مصابا، نظرا لأن وجوده فى الفريق يعطى «برازيل أوروبا» قيمة داخل الملعب، ويرسل الاطمئنان للمدرب وزملائه والجمهور، مشيرا فى الوقت ذاته إلى أن البرتغال تملك لاعبين جيدين يمكنهم قيادة الفريق للأدوار التالية. كما أشاد كثيرا بمنتخب غانا، الذى اعتبره من أفضل المنتخبات الموجودة بالعالم، حيث رشحه بقوة لخطف إحدى بطاقتى التأهل بتلك المجموعة، بسبب امتلاكه لاعبين كبار واستقرار تشكيلته منذ عام 2010، كما أن معظم لاعبى الفريق كانوا ضمن المنتخب الذى فاز بكأس العالم للشباب بمصر عام 2009. واعتبر بيومى أن العيب الوحيد لمنتخب غانا هو وجوده فى قارة إفريقيا، حيث أكد أن لاعبيه لو كانوا يملكون بشرة بيضاء أو يلعبون مع منتخبات أوروبا، لكان وضعهم المحللون ضمن الفرق المرشحة للفوز بالمونديال. وقال بيومى إن فوز غانا على أمريكا فى مباراتهما الأولى بمونديال البرازيل، سيفتح الطريق للفريق الأسمر للمرور إلى دور ال16. أما منتخب أمريكا، فقال عنه بيومى إن مدربه الألمانى كلينسمان يحاول تغيير الفريق وتصعيد اللاعبين الشباب على حساب الكبار، والدليل استبعاد النجم دونوفان، وأن تخطيطه الحالى ينصب على تجهيز الفريق لمونديال 2018. المجموعة الثامنة (بلجيكا - روسيا - الجزائر - كوريا الجنوبية) على عكس كل التوقعات التى ترشح بلجيكا لأن تكون الحصان الأسود فى تلك البطولة، قال بيومى إنها قد تخرج من الدور الأول، وذلك بسبب عدم امتلاكها دكة بدلاء قوية، يمكنها مساعدة اللاعبين الأساسيين وتغيير النتيجة فى أى وقت. وبالنسبة للمنتخب الروسى، أكد المحلل الرياضى أن طريقة لعبه تغيرت تماما تحت قيادة الإيطالى فابيو كابيلو، حيث أصبح هدفه الأول هو الخروج فائزا بهدف نظيف بغض النظر عن الأداء، فالنتيجة أصبحت هى الأهم بالنسبة له، مشيرا إلى أنها قد تصل هى والجزائر لدور ال16. وعن منتخب الجزائر، أشاد بيومى بقدرات لاعبيه ومدربه الصربى حليلوزيتش، وتوقع إمكانية وصولهم لدور ال16، لكنه أشار إلى أن نقطة ضعفهم هى الحارس رايس أمبولحى.