بالشموع وشعارات «لبيك يا شهيد يا حسين» وضرب الصدور، شارك عدد من المنتمين إلى التيار الشيعى فى مصر فى احتفالية ميدان التحرير بقدوم العام الجديد. وتعد هذه هى المرة الأولى التى يظهر فيها التيار الشيعى بهذا الشكل، معلنا عن نفسه صورة الحسين التى تضاهى صورة المسيح فى الشكل، حملها نساء محجبات وغير محجبات والجميع أضاؤوا الشموع التى كتب عليها «أيضا لبيك يا شهيد». منذ ثورة 25 يناير وجميع التيارات الإسلامية التى كانت تحمل لقب «محظورة» أو ممنوعة وسرية وغيرها خرجت إلى النور، والكل بات يتسابق على الظهور وإبراز دوره فى المجتمع، وحاول التيار الشيعى اللاحق بالسبق إلا أن قلة أعداده فى مصر لم تمكنه من ذلك، حتى إنها لم تمكنه من تأسيس حزب شيعى فى مصر، وخلال شهر ديسمبر ظهر الشيعة فى ميدان التحرير مرتين على الرغم من اختفائهم خلال الثورة المصرية. المرة الأولى كانت فى 11 ديسمبر الماضى خلال احتفالهم بعاشوراء وحدثت بعض المصادمات بينهم وبين الثوار فى الميدان، بينما جاءت المرة الثانية خلال احتفال الميدان برحيل عام 2011، عام الثورة، وقدوم عام جديد. من جانبه قال الدكتور أحمد راسم النفيس المفكر الشيعى، ل«التحرير» إن المشاركة كانت فردية وليست منظمة، وهى ليست من باب الطائفية أو المذهبية، ولكنها تواكب أجواء الاحتفال بأربعينية الإمام الحسين التى تواكب منتصف يناير الحالى. كما أن المشاركة كانت بهدف تقديس شهداء الثورة وتقديم التحية لهم، سواء كانوا مسلمين أو مسيحيين، وأرجع رفع صورة سيدنا الحسين باعتباره رمزا للشهداء وأحرار العالم. وقال إنه لولا هؤلاء الشهداء ما استطاع أحد أن يخرج إلى الميدان ويعلن بحرية عن انتمائه، ويشارك فى الاحتفال بالثورة والعام الجديد. وأضاف النفيس أن الشيعة موجودون ومشاركون فى الثورة منذ اليوم الأول لها، بينما قال طاهر الهاشمى نقيب أشراف البحيرة والأمين العام لاتحاد قوى أهل البيت قال ل«التحرير» إن الشيعة موجودون فى الميدان منذ يناير ولا يجب النظر إلى مشاركتهم بأنها شىء جديد أو تعكس انتماء طائفيا، فنحن جميعا مصريون.