اللواء المتقاعد: بعد أن نحقق الاستقرار سيكون القرار للشعب كتب- محمود حسام ووكالات: جرعة جديدة من الدعم الشعبى حصل عليها اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أول من أمس (الجمعة)، حيث تظاهر الآلاف من الليبيين للأسبوع الثانى على التوالى تأييدًا لما يعرف بعملية «الكرامة» التى يقودها ضد من أسماهم «قوى التطرف والإرهاب، والميليشيات الإسلامية المتشددة». وجاءت المظاهرات التى شهدتها العاصمة طرابلس ومدينة بنغازى شرقى البلاد ومدن أخرى، للمطالبة بتجميد عمل «المؤتمر الوطنى العام» والإبقاء على حكومة تسيير الأعمال برئاسة عبد الله الثنى، حيث أعلن المتظاهرون رفضهم لأى حكومة جديدة قبل الانتخابات البرلمانية المقررة أواخر شهر يونيو القادم. من جهته قال الجنرال حفتر إنه سينجز مهمة تخليص ليبيا من الإرهابيين، ثم ستكون الخطوة التالية هى إجراء الانتخابات. وقال حفتر فى مقابلة هاتفية مع شبكة «سى إن بى سى» الأمريكية من بنغازى: «مهمتنا هى القضاء على الأصوليين الذين جاؤوا إلى ليبيا من الخارج»، مضيفًا أنه سيواصل استخدام القوة لتخليص البلاد من المقاتلين الذين جاؤوها من أفغانستان وباكستان والهند والجزائر وتونس، ثم بعدها تجرى الانتخابات. وتابع: «بمجرد أن يحدث ذلك، ستكون لدينا انتخابات. سنحتاج إلى وقت كافٍ للتجهيز لهذه الانتخابات وبعدها سيكون القرار للشعب الليبى. الهدف الرئيسى، بل أهم هدف هو استقرار البلد». وقال حفتر إن «غالبية هؤلاء أصوليون، بل هم فى الحقيقة إرهابيون.. ومن ثم فنحن مضطرون لاستخدام القوة ضدهم» فى إشارة إلى الميليشيات الإسلامية التى نشرت العنف فى ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافى فى 2011. وكان حفتر قد أعلن أن الشعب الليبى أعطاه تفويضًا لمحاربة الإرهاب فى البلاد وتعهد بالمضى فى العملية حتى نهايتها، وطالب بتجميد عمل «المؤتمر الوطنى» الذى انتهت ولايته فعليًّا فى فبراير الماضى وتولى مجلس مدنى شؤون البلاد. وتشهد ليبيا أزمة سياسية خطيرة، حيث أعلن البرلمان تعيين أحمد معيتيق، وهو رجل أعمال، رئيسًا للوزراء قبل ثلاثة أسابيع، ليصبح ثالث رئيس وزراء فى شهرين بعد اقتراع اتسم الفوضى، وذلك بدعم من الإسلاميين والمستقلين فى البرلمان المنقسم على نفسه. غير أن عبد الله الثنى، رئيس الوزراء، رفض تسليم السلطة مبديًّا شكوكه بشأن شرعية انتخاب معيتيق. وقد أعلن عماد السايح، رئيس المفوضية العليا للانتخابات فى ليبيا، أن انتخابات «المؤتمر الوطنى» العام ستجرى فى موعدها المحدد فى الخامس والعشرين من الشهر المقبل، وذلك على الرغم من الاضطرابات والخلافات السياسية التى تعيشها البلاد. والليبيون يحتشدون تأييدًا لعملية «الكرامة» الحشود تطرد المتأسلمين من الميادين.. وتعلن تأييدها لحفتر للجمعة الثانية على التوالى، احتشد الشعب الليبى فى الميادين العامة بالمدن الكبرى، فى فاعلية «جمعة إنقاذ ليبيا»، منادين بالقضاء على الإرهاب، والوقوف خلف اللواء المتقاعد خليفة بلقاسم حفتر، قائد معركة الكرامة، الذى أعلن الحرب على المتأسلمين من الإخوان وأتباع الجماعة الليبية المقاتلة والوهابيين، المستمرين فى تنفيذ خطة محكمة لإفشال المظاهرات الشعبية السلمية، المؤيدة ل«الكرامة» ضد أعمالهم الإرهابية. ميدانا الشهداء والجزائر فى مدينة طرابلس العاصمة، شهدا عصر أول من أمس (الجمعة) مظاهرات شعبية حاشدة دعمًا للجيش ولعملية الكرامة، وتندد ب«المؤتمر الوطنى» وحكومة معيتيق. المتظاهرون تجمعوا من كل حدب وصوب رافعين علم ليبيا، والشعارات واللافتات المؤيدة لعملية الكرامة والحرب على الجماعات الإرهابية المتطرفة، ومنها «كرامة الوطن.. كرامتنا»، و«نعم للأمن والأمان»، و«شعبًا وجيشًا نحارب الإرهاب»، و«الإخوان منظمة إرهابية»، ورفعوا لافتة كبيرة تطالب بإصدار قانون يمنع أعضاء «المؤتمر الوطنى» من الترشح فى البرلمان القادم، لأنهم خذلوا وطنهم ليبيا. كما شهدت مدن ليبية عدة مظاهرات مناهضة للإرهاب، واحتشد المئات أمام فندق تبيستى، وساحة الحرية فى بنغازى، وميدان الشهداء فى طبرق، مطالبين بالإسراع فى بناء الجيش الوطنى والشرطة، وتحقيق تطلعات وآمال أبناء الوطن فى بناء دولة عصرية حديثة. حشود فشلوم وزاوية الدهمانى، توجهت إلى ميدان الشهداء حاملين نعشين، أحدهما كتبوا عليه «حكومة معيتيق»، بينما حمل الآخر اسم «أنصار الشريعة الإرهابية»، ومن الناحية الأخرى كتب عليه «المؤتمر الوطنى»، وكان خروج الحشود النسائية المؤيدة ل«الكرامة»، بجانب مشاركة أعضاء حركة تمرد الليبية، أبرز ملامح مظاهرات الجمعة الثانية. مصادر ليبية مطلعة كشفت خطة الجماعات المتطرفة لإفشال مظاهرات الشعب الليبى، عن طريق توافد المتأسلمين على ميدان الشهداء منذ الصباح بحجة إقامة صلاة الجمعة، ومحاولة نشر الفوضى بين المتظاهرين وتهديد أمن وسلمية المظاهرة. المصادر أوضحت أن المتظاهرين طردوا المتأسلمين من ميدان الشهداء، وقضوا على خطتهم فى مهدها.