سيدى الوزير أعلم جيدا حجم مشغولياتك وحجم الأعباء التى تحملها على كتفك فى وزارة التربية والتعليم وبخاصة هذه الأيام العصيبة التى تمر بها مصرنا الغالية ولكن أملك من التفاؤل الكثير الذى يجعلنى أشعر أن وزارة التربية والتعليم معك ستكون لها طعم ومذاق آخر لسبب بسيط أنك أحد أبناء تلك الوزارة ولست دخيلا عليها، فطوال عمرك الوظيفى كنت بين جدران المدارس والفصول لذلك نحن نشعر بأنك قادر على أن تكون وزيرا مختلفا عمن سبقوك. سيدى الوزير أنت تعلم جيدا أهمية الصحافة المدرسية وما تقدمه إلى طلابنا وتلاميذنا فى المدارس من خدمات كثيرة لتفرغ المواهب فى كل المجالات الثقافية وتعطى الطالب روح القيادة والتميز فى الشخصية وطالما شكلت الصحافة المدرسية منبرا هاما من منابر الديمقراطية التى تُخرِج لنا طلابا أسوياء يعبّرون بكل شجاعة وصراحة عن آرائهم. بالطبع سيادتكم تعلم جيدا كل ما قلناه ولا نزيد من أهمية هذا المجال فى النشاط المدرسى ولكن نؤكد ونحن على يقين أنك لا تختلف معنا فى ذلك، والصحافة المدرسية فى مدارس مصر تمر بأزمة شديدة ولا تقوم بدورها المنوط بها لأسباب كثيرة ومتنوعة منها عدم الاهتمام الكافى بها وعدم صقل إخصائى الصحافة بالمدارس بالمهارات المطلوبة للوصول إلى ما نرجوه من هذا النشاط الحيوى فى مدارسنا... ندخل فى المفيد. يوجد مركز أهلى فى مصر وهو مركز الرسالة لحرية الإعلام المحلى، وهو مركز أهلى يقدم خدماته للعاملين فى الإعلام المحلى ومنه الصحافة المدرسية. هذا المركز أراد أن يسد الفجوة الموجودة فى المهارات التى لا بد أن يكتسبها إخصائى الصحافة وإدارة المدارس والطلاب تلك المهارات التى تؤهلهم للوصول إلى صحافة مدرسية جذابة ومحترمة فقدم المركز مشروعا لتنمية المهارات الصحفية لعدد من المدارس بمحافظة المنوفية يقدّر بعشر مدارس من خلال خمس إدارات بالمحافظة ويستهدف المشروع عشرة من إخصائى الصحافة فى تلك المدارس وعشرة طلاب من كل مدرسة بإقامة محاضرات وورش عمل للإخصائيين والطلاب عبر خبراء فى مجال الصحافة بإضافة عدد من الندوات لإقامة التوعية بأهمية الصحافة المدرسية لمديرى ونُظّار تلك المدارس بالاشتراك مع ممثلى المجتمع المحلى وأولياء الأمور، وتقدَّم المركز بالمشروع إلى مديرية التربية والتعليم بالمنوفية ممثَّلة فى السيدة وكيلة الوزارة فاستجابت استجابة سريعة للمشروع وما هى إلا دقائق وطلبت ممثلين من ضبط الجودة وموجهى الصحافة المدرسية وطلبت منهم التفاعل الفورى مع المشروع. ولا بد هنا أن نذكر أن مركز الرسالة للحرية والإعلام المحلى تكفل بكل المصاريف من إيجار قاعات للتدريب وبدلات للمدرسين والإدارة والطلاب ووجبات غذائية للمشتركين، كان ذلك فى العام الدراسى السابق التى تصادف أن يكون عمل المشروع مع أوائل ثورة 25 يناير العظيمة ومع كل الظروف غير المواتية لإقامة المشروع أقيم المشروع ونجح نجاحا باهرا لإقبال المدرسين والطلاب على التدريب وقدرتهم على استيعابه ولا نبالغ إذا قلنا وعلى فرحتهم وسعادتهم بهذا التدريب. وأقيم فى نهاية المشروع برنامج تنافسى بين المدارس العشر اشتركت المدارس فيه بأعمالها الصحفية من خلال صحف الحائط والصحف الإلكترونية التى قام بتكاليفها بالكامل المركز، وأقيم حفل كبير لتسليم الجوائز للطلاب والمدارس ليكون المشروع مشروعا جيدا ولكننا لاحظنا أن مدة المشروع لم تكن كبيرة، وبالتالى لم يأخذ المتدربون الوقت الكافى للتدريب الكامل الذى يرضى عنه المركز، وبانتهاء المشروع تم التفكير الجدى فى إقامة مشروع فى عامنا الدراسى هذا وبدل أن يكون فى محافظة المنوفية فقط يكون إلى جانبها فى محافظتين (الغربية والقليوبية)، وبدلا من أن يكون التدريب لمدة شهرين يكون طوال العام الدراسى، وبدلا من عشر مدارس يكون فى 30 مدرسة، عشر من كل محافظة. واستجلب المركز خبراء من كبرى الصحف المصرية ليقدموا للمتدربين فنون العمل الصحفى الكاملة (تحرير صحفى-تصوير صحفى-إخراج صحفى-مدونات إلكترونية) وتم عرض المشروع على أمناء المركز بميزانيته وتطوع رئيس مجلس الأمناء للمركز بمبلغ يصل إلى ما يقرب من نصف مليون جنيه لتمويل هذا المشروع. لاحظ معى يا سيادة الوزير أن التمويل مصرى خالص ليس به تمويل خارجى حتى نبعد عن حساسيات التمويل الخارجى، وتصور أن المركز بعرض هذا المشروع على ثلاث مديريات سيكون مرحبا به، خصوصا أن تلك المديريات إلى جانب أنها ستؤهَّل للعمل المحترف فى الصحافة المدرسية بما يمثل إضافة كبيرة لهذا النشاط المدرسى فإنها أيضا لن تكلف مديريات التربية والتعليم فى المحافظات الثلاث مليما واحدا بل بالعكس سيستفيد مدرسوها وطلابها من بدلات نقدية. لكن المركز فوجئ بأن مديرية التربية والتعليم فى المنوفية هى الوحيدة التى وافقت على المشروع أما المديريتان الأخريان وهما الغربية والقليوبية فقد فعلتا كل ما لديهما لعرقلة الموافقة على المشروع (ليه ما تعرفش)، فقد طلبتا جميع الأوراق القانونية للمركز ونُفِّذت الأوامر، وطلبتا معرفة المشروع بكل تفاصيله الدقيقة فقُدِّمت تفاصيله إليها بل طلبتا الميزانية وقُدِّمت إليهما، ومن أول العام الدراسى وكوادر المركز يذهبون كل فترة إلى المديريتين ولا يجدون إجابة شافية.. الأيدى كلها مرتعشة غير قادرة على اتخاذ القرار. نحن فى النهاية نسألك بصفتك وزير التربية والتعليم فى مصر: هل من المنطقى أن يعرقل وكلاء الوزارة مع بعض الموظفين هذا المشروع الكبير؟ ولماذا تفهّمت وكيلة وزارة التربية والتعليم أهمية المشروع بينما الآخرون عرقلوه؟ فلذلك كان لا بد من الحل وهو أن يقام المشروع فى محافظة المنوفية وبدلا من عشر مدارس تصبح 30 مدرسة وبدلا من مئة طالب للتدريب فقط فى المحافظة الواحدة يصبحون 300 طالب يتم تدريبهم بمحافظة المنوفية أخيرا.. حِلّ معى يا سيدى الوزير هذا اللغز: لماذا عرقل وكلاء الوزارة وموظفوهم فى محافظتى الغربية والقليوبية هذا المشروع المهم؟