ذعر وخوف مغلف بغضب عارم، تلك كانت ردة فعل الغرب حول التهديدات الإيرانية بإغلاق مضيق هرمز فى حال تم فرض عقوبات على صادراتها من النفط الخام. الخوف الغربى يرجع إلى أن مضيق هرمز بات أهم ممر مائى فى العالم، حيث تعبر منه من 20 إلى 30 ناقلة بترول يوميا، مما يشكل نحو 40% من البترول المنقول عالميا عبر البحر، كونه الرابط بين منطقة الخليج العربى والمحيط الهندى. مساء أول من أمس، الأربعاء، ظهر هذا الخوف الغربى على هيئة غضب عارم فى تصريحات آمى ديريك، المتحدث باسم الأسطول الخامس الأمريكى، الذى يتخذ من البحرين مقرا له، حيث اعتبر ديريك هذا الإجراء «غير مقبول ولن نسمح به على الإطلاق، فكل من يهدد حرية الملاحة بمضيق هرمز يقف بوضوح خارج المجتمع الدولى». أما فرنسا فكان ردها حذرا، حيث خرج المتحدث باسم خارجيتها برنار فاليرو ليحث طهران على الالتزام بالقانون الدولى والسماح بحرية الملاحة فى المضيق. بينما أكد الاتحاد الأوروبى أن تهديدات إيران لن تثنيه عن توسيع العقوبات تجاه طهران لتشمل صادراتها النفطية، بسبب ما سمته ب«القلق الشديد إزاء البرنامج النووى الإيرانى»، وعلى الجانب المقابل تعتبر حكومة الرئيس أحمدى نجاد إغلاق المضيق ورقة الضغط الأخيرة على الغرب لوقف عقوباته ضدها. هدوء طهران على ما يبدو زاد من غضب وقلق الغرب، خصوصا بعدما خرج قائد البحرية الإيرانية حبيب الله سيارى ليقول إن إغلاق مضيق هرمز «أسهل من شربة ماء، إذا ما رأت الحكومة ضرورة لذلك». وما زاد من هذا القلق أيضا هو المناورات البحرية الواسعة التى تجريها طهران فى المنطقة تحت مسمى «ولاية 90» والتى تستغرق 10 أيام، وتأتى ضمن توسيع القوات الإيرانية من وجودها فى المياه الدولية المحيطة بها منذ 2010.