إخصاب بويضة من متبرعة بعد إكسابها الحمض النووي للأم الحاضنة لتفادي أمراض وراثية خطيرة هل يتم السماح للأطباء بتوليد طفل من عملية يشارك فيه رجل وامرأتان ليخرج إلى النور طفل لا يواجه خطر الإصابة بأمراض وعاهات كالعمى وفشل الأعضاء والصرع، نتيجة للاختلالات الجينية؟ هذا هو السؤال الذي ستدرسه لجنة تابعة لهيئة الأغذية والدواء الأمريكية هذا الأسبوع عندما تعقد جلسة استماع حول ما إذا كانت ستسمح بتجريب تقنية إخصاب مثيرة للجدل على سيدات مصابات بأمراض الميتوكوندريا، وهي مجموعة الاضطرابات الناتجة بسبب عيوب وراثية. ويأتي هذا الاجتماع من جانب هيئة الأغذية والدواء بعد دراسة أجراها مجموعة من الباحثين بجامعة أوريجون للصحة والعلوم، بقيادة الأمريكي شوخرات ميتاليبوف، والذين تمكنوا من توليد خمسة قرود سليمة من الأمراض الوراثية باستخدام تقنية لاستبدال أجزاء من الحامض النووي للأم. ويسعى ميتاليبوف إلى الحصول على موافقة هيئة الأغذية والدواء لبدء باختبار هذه التقنية على مجموعة من النساء اللاتي يحملن جينات دفاعية يمكنها أن تؤدي إلى أمراض خطيرة في الأطفال، من بينها العمى وفشل الأعضاء والصرع. وعلى خلاف معظم الأحماض النووية "دي إن إيه"، فإن ميتوكوندريا الحمض النووي تنتقل فقط من الأم وليس الأب. وهذه التقنية، إذا تمت الموافقة على استخدامها، سوف تسمح لسيدة بأن تنجب طفلا، يحمل الحمض النووي الطبيعي الخاص بها، لكن لا يحمل ميتوكوندريا الحمض النووي الدفاعية المسؤولة عن الأمراض الوراثية. ولتحقيق ذلك، سيقوم الباحثون بإزالة نواة الحمض النووي من بويضة مستخلصة من متبرعة سليمة من الاختلالات الجينية، واستبدالها بالحمض النووي للأم الحاضنة للبويضة. وبعد التخصيب، فإن الطفل الناتج عن هذه العملية، سيرث الحمض النووي للأم الحاضنة، الذي يحتوي على معظم الصفات الوراثية مثل لون العينين، والطول، غير أنه سيرث فقط ميتوكوندريا الحمض النووي السلمية من الناحية الصحية. وقد أثارت هذه التقنية جدلا إعلاميا واسعا في البداية، بوصفها طريقة لتخليق أجنة من ثلاثة آباء، لكن العلماء يقولون إن هذا الوصف ينطوي على مبالغة، لأن الطفل سيحصل فقط على أجزاء من الحمض النووي للسيدة المانحة. ويصف ميتاليبوف هذ العمل بأنه "تصحيح جيني" وليس "تعديل جيني". ويقول: "نريد استبدال هذه الجينات المشوهة.. نحن نعيدها إلى الوضع الطبيعي، لذا فإنا لا أفهم لماذا يعارضون ذلك؟"