إزاى تخلّى شعب بحاله يخبط دماغه فى الحيط؟ سهلة، تفضل تعاند فى الثورة 11 شهر طوال بس كل ما تتكلّم عنها تقول انّك بتدعمها وتحبّها ومؤمن بيها. تقول عالشباب «طاهر» وترميهم فى السجن بالآلاف مع المجرمين؛ كل ما تغلط أو يرتكب رجالك جرائم سابت وراها شهداء ومسحولين وفاقدى عيونهم ومصابين بالآلاف (من الشباب الطاهر) تعمل لجنة وتقول ان اللجنة حتحقّق، ومع كل حادثة لجنة جديدة، وتعليمات للجهات المُختصّة إنها توصل لحقيقة الأمر؛ واللجنة والجهات مابتوصلش لحاجة طبعا ولا حيوصلوا، عشان حقيقة الأمر انّكو بتكذبوا علينا فى وشّنا ومش عايزين تحاسبوا أى حد على أذيّته للثورة أو إجرامه فى حق الثوّار. انتو اللى خلّيتونا نفقد الثقة فى كل ما تقولون. طبعا ممكن تفكّر فى عشرات الملايين اللى مش شايفين كده ولا حاجة، اللى بيشتروا كذب المجلس العسكرى وأعوانه فى بياناتهم وعلى شاشات تليفزيوناتهم وصفحات جرائدهم وموجات راديوهاتهم، وبيقرروا يصدّقوهم؛ مش قادرين يا ولداه يفقدوا ثقتهم فيهم، خايفين على مصر لو بس شكّوا فى قادة جيشها العظيم، وكإن لو المجلس العسكرى سلّم الحُكم لأى جهة الجيش حيختفي! حيلموا شنطهم كلّهم ويمشوا. كإن جيشنا مش بتاع مصر، بتاع المجلس العسكرى. والعساكر دول ميليشيات مش ناس مننا عانوا من كل ما نعانيه وحيدفعوا مع جميعنا تمن الأخطاء الفادحة والجرائم المُشينة اللى بترتَكب بإسم جيش مصر فى حق مصر والمصريين! المجلس الأعلى للقوات المسلّحة أقنع ملايين المصريين انّه لو مش على كرسى الحكم، (غير يعنى إن الجيش حيتبخّر) كل حاجة فى مصر حتبوظ، مع إن الحقيقة هى ان المجلس قاعد على كرسى الحكم بقاله ما يزيد على الشهور العشرة وكل حاجة باظت زيادة فعلا! حتّى فى ضرب المصريين وإهانتهم بل والتنكيل بهم وقتلهم؛ كنا بنضحك على نفسنا ونقول «أصل الداخلية مفقود السيطرة عليها وبتتصرّف بجنون» راحوا مخليين عساكر الجيش المصرى اللى لابسين زى الحرب، اللى واجبهم يحموا تراب الوطن من أجل أن يعيش فيه مواطنيه آمنين؛ يعملوا أسخم من اللى عملته الداخلية. وقدّام الكاميرات والشهود ماجراش حاجة؛ الحل دايما بسيط مهما شافوا الناس من أفعالهم؛ مؤتمر صحفى ظريف، يشخطوا فيه فى الصحفيين عشان يتلمّوا ومايسوقوش فيها، ولو حاجة يقدروا ينكروها يقولوا «ماحصلش». ولو مايقدروش، يقولوا «ما انت ماتبصّش على صورة فيها بنت مصرية عساكر جيش بلدها بيقلّعها فى الشارع، ولا ست كبيرة بتضّرب بالقلم من عسكرى أصغر من ابنها، ولا عساكر بيتصرّفوا مع شعبهم زى ما يكونوا جنود احتلال، ولا الشيخ الجليل اللى مات برصاصة غدر زى مئات غيره، بص عالموقف كلّه!» ما هى المصيبة اننا باصّين عالموقف كلّه! وبعد ما نبص والمؤتمر يخلص، ليلة أسود من اللى قبلها، بضحايا وشهداء برضه! بس المرّادى ماكانش فيه مؤتمر كذب ولا حاجة، واحنا ممكن نسترجع اللى سمعناه فى المؤتمر اللى فات وخلاص. ملايين المصريين عايزين الجيش يسلّم السلطة فعلا بس مش دلوقتى، لمّا يبقى فيه برلمان ورئيس يسلّموهم السلطة؛ لكن كل يوم بتزيد أعداد اللى بقوا عايزين المجلس يسلّم السلطة دلوقتى حالا «لأى حد وخلاص!» بفضل أفعالهم. مش لاقيين حد تسلّموه السلطة؟ طب كفوّا أذاكم عن الناس طيّب لو عايزين الناس تصبر عليكو! ماتخلّوش التاريخ يكتب جنب أساميكو إن دول كانوا قادة الجيش اللى اعتدى على شعبه بشيوخه ونساؤه وأطفاله. وبالرغم من إثباتكو انكو كنتو المفروض تسلّموا السلطة فى 11 فبراير، (بس عشان كل اللى خايفين الجيش يتبخّر لمّا المجلس يسلّم السلطة) كمّلوا المرحلة اللى فاضلة من الانتخابات وسلّموا السلطة للبرلمان، إحنا عايزين البرلمان. وأيا كانوا اللى فيه، احنا اللى إخترناهم. سيبونا بقه مع اللى اخترناهم وارجعوا ابدأوا رحلة إصلاح هيبة ومكانة المؤسسة العسكرية فى قلوب المصريين اللى بتشوّهوها كل يوم. كفاية؛ إحنا أصلا عملنا ثورة عشان كنّا طافحين المر لحد ما فاض الكيل بينا! إعملوا خروج آمن، سالم، مشرّف، أى حاجة انتو عايزينها، إقترحوا اللى تحبّوه، وانا اوعدكو إن ألف من حيساعد فى محاولة بيع الفكرة دى للناس. فكرة الخروج الآمن لمصر من تحت أيديكم. نطالبكم كآباء، كجدود، كعسكر، كرجال، كبنى آدمين، نرجوكم كفاية كده. من سنة الناس كانت بتخاف من أمن الدولة، بس ماينفعش اخاف من جيش بلدى اللى خدمت فيه وكنت فخور وانا لابس ألوانه، لا يرمينى فى السجن أو يرمى جثتى فى الزبالة أو يضربنى بالجزمة والخرطوش والرصاص؛ أو يحاول يكسر عينى عشان ماستجراش أرفعها تاني؛ مع إنّهم كانوا بيقولولنا فى الجيش بصوت عالى مُدوِّى «مايبصّش فى الأرض إلّا الخسيس!» فيه أيادى خفية وأصابع خارجية وعندنا ييجى ربع البرلمان أو قد يزيد من السلفيين، برضه سيبونا فى حالنا مع اللى انتخبناهم، وروحوا حاولوا ترجّعوا جيش مصر يبقى عظيم تانى برجاله اللى «يُفترض» بيتعلّموا فيه الوطنية وفداء الوطن بالإستماته فى الدفاع عن أرضه «وأهله» مش بحرق الأرض بما ومن علَيها. وعارفين لو الجيش بريء من كل التهم المنسوبة إليه، والمجلس العسكرى صافى النية محب للثورة ويريد أن يصل بها إلى بر الأمان، والأخطاء دى كلّها غير مبيّتة النية بل بتُحفَرلُهُم من شياطين الأرض؟ برضه إرجعوا أماكنكو عشان تنقذوا الجيش من شياطين الارض! إرجعوا أماكنكو عشان انتو فشلتو فى حكم مصر؛ بقالكو سنة قاعدين على عرشها وقائمة أخطاءكو الجسيمة أطول من قوائم الأحزاب. هل يكفى ده انّكو ترجعوا لثكناتكم وتسيبونا نجرّب طريقة مختلفة؟ هل يكفى؟