نفس الغموض الذي أحاط بإعلان السيد المشير عبد الفتاح السيسي استقالته ، وعزمه الترشيح للرئاسة هو ذات الغموض الذي فاجئنا به د/ حازم الببلاوي- رئيس الوزراء السابق بتقديم استقالته وأعقبها غموض اختيار رئيس الوزراء الذي سيتولى المسئولية بعده ، ونفس هذا الغموض صاحب التشكيل الوزاري لحكومة محلب . الغموض أصبح سمة من سمات من يدير هذا البلد ، ألم نستحق كشعب قام بثورتين متتاليتين وتغيير نظامين ، الشفافية والوضوح أم أننا لا نملك كشعب الأهلية التي تؤهلنا لاستيعاب المواقف والمخاطر ، لماذا تخشي الأنظمة الحاكمة للبلاد من مشاركة الشعب بالحقائق والشفافية ألم يستحق هذا الشعب ذلك ؟. سيدي دولة رئيس الوزراء منذ توليك وتكليفك بمنصب رئيس الوزراء وكل طموحات وآمال معظم أفراد الشعب المصري موجهة لسيادتكم آملة في أن تجد حلا لدي رجلا له تاريخ كبير في الاحتكاك بالشارع والمواطنين وهو ما أهله لأن يطلق عليه رجلا ميدانيا وكما تردد واحد مننا . ومع بداية الساعات الأولي لتوليك وقيامك بمهام عملك أكدت لنا هذه الثقة بقرارك القوي والحكيم والذي جاء بناء علي مطالب الشعب المصري والثورة والذي سيغير مجري تاريخ مصر وهو منع تناول المياه المعدنية داخل مجلس الوزراء لثقة سيادتكم في شركة مياه شرب القاهرة الكبري ونقاء المياه الطبيعية (أيوه كده رئيس وزراء واحد مننا ) . ولكى تتأكد الناس من صدق نواياك الحسنة وأن هذا القرار ليس بمحض الصدفة وإنما جاء بعد دراسة لمتطلبات الشارع المصري جاء ثاني قرار لسيادتكم أثناء محاولة التفاوض مع العاملين بالمحلة الكبري برفقة بعض السادة الوزراء المعنيين عندما طالبت بكبرياء وشموخ أن تعيش أنت ومرافقيك حياة الشعب المصري فطلبت تناول وجبه الإفطار (سندوتشات فول وطعمية طبعا بالإضافة للمياه العادية ) وهو ما نال استحسان العمال والشعب المصري . ولكن عذرا معالي رئيس الوزراء ليس بالفول والطعمية ولا المياه العادية تصبح واحد مننا لأني أخشي تطبيق المثل الشعبي الشهير ( من بره هلا هلا ومن جوه يعلم الله ) أمام الناس فول وطعمية ومياه عادية ومن جوه حسبما ذكرت أحد التسريبات من داخل مجلس الوزراء ، أن رئيس الوزراء يتناول أفخم الأطعمة من أكبر المطاعم . لا الفول ولا الطعمية ولا الكباب والكفتة هو سبيلنا للنهوض بمصر وحل مشاكل المصريين وهنا أعود مرة أخري للأمثلة الشعبية ( يا سيدي كل اللي يعجبك والبس اللي يعجب الناس ) وهنا المقصود باللبس الظاهر فالظاهر للناس هو أن تتخذ سيادتكم قرارات حيوية تهم الشارع وتساعد علي حل مشاكلهم الحياتية والإسراع في اتخاذ خطوات إيجابية لدعم الاستثمار وحل مشاكل المستثمرين وحل مشاكل قطاع السياحة وما يتعرض له من أزمات وحل مشاكل الصحة والأطباء ومطالب المعاشات ومطالب العاملين بالبريد وغيرها . والسؤال الذى يطرح نفسه هنا بقوة ، لماذا لم تتخذ قرارات إلغاء المياه المعدنية والترويج لصناعة الفول والطعمية وأنت تشغل منصب وزير الإسكان في حكومة الببلاوي ، أم أنك طرحت هذا القرار وقوبل بالرفض وهل هناك من الأفكار والقرارات الهامة لدي وزرائك أيضا ويتكتمون عليها أملا في منصب رئيس الوزراء وأصبح منصب وزيرا ليس كافيا لإشباع رغبه البعض ؟ وإحقاقا للحق أشيد ببدء الخطوات الإيجابية للتصدي لحالات التعدي علي الأراضي الزراعية وإزالة المباني المخالفة وهو ما يؤدي لعودة هيبة الدولة وسيادة القانون ولكني أتسائل عن موقف سيادتكم من علي التعدي علي حرمات الطرق والإشغالات التي اغتالت شوارعنا ومياديننا العامة ، ألم يحن الآن المواجهة مع هؤلاء ؟ لقد استوعبنا مطالبة سيادتكم للمتظاهرين والمعتصمين وأصحاب المطالب الفئوية بإعطاء سيادتكم مهلة ثلاث شهور لترتيب البيت وهو ما استوعبناه بالانتظار لوضع الموازنة الجديدة للدولة يوليو القادم . ولكن هذا يجعلنا نثير تساؤلا هاما ، طالما أننا سننتظر فلماذا إذن تغيير الحكومة الآن ؟ ، علما بأننى مع التغيير وطالبت به كثيرا ، ومع قيادة سيادتكم للحكومة لأنك أهل لها ولاسيما عقب مطالب الكثير وارتفاع الأصوات المطالبة بتغيير الببلاوي . ولكن مع التغيير لم يجد جديد فى الكثير من الملفات الهامة ، فوجدنا حالات التعدي وانتهاك حقوق الإنسان وانتشار ظاهرة التحرش الجنسي ببناتنا بل وضيوف بلادنا والتعدي علي أطفالنا والدولة تقف دون تدخل ، في موقف المشاهدين . وهذا الأمر يجعلني أضع الكثير من علامات الاستفهام علي هذا التراخي الذي وصل بنا إلي تصديق الأكذوبة الأمنية بعودة الأمن ، وجاء الرد سريعا أيضا باغتيال زهور الصحافة المصرية ، الصحفية ميادة أشرف والتي وقفت في حراسة الأمن فأين حراسة صاحبة الجلالة وأين التصدي للإرهاب والقوات الخاصة وغيرها . كل تلك الأحداث الجسيمة كشفت لنا أكذوبة الأمن وفشله فشل زريع في حماية أرواحنا ومواطنينا وعزائي للشعب الطيب . والسلام ختام (لا عزاء لشهداء صاحبة الجلالة ...أنتم السابقون ونحن اللاحقون ) توقيع فضفضة شاب مصري