طلب القادةُ، وأوفى الضباطُ والجنودُ تعهداتِهم بالاستجابة لتحقيق ما تنفذه جيوش أخرى فى سنوات، لكنهم نفذوه فى أشهر قليلة، من أجل ذلك حرص القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع المشير عبد الفتاح السيسى، على أن يصحب كبار مساعديه والقادة إلى صحراء «الروبيكى» خارج القاهرة ليتفقد كل منهم الجنود وضباط الصف والضباط الذين استعدوا منذ ساعات الصباح الأولى بالشدة القتالية داخل عرباتهم المدرعة، وإلى جانب مدافعهم ومجنزراتهم، حيث طبعت الشمس على وجوههم آثار ساعات وأيام العمل المضنى، لكن أرواحهم عكست فى حديثهم مع القائد العام وكبار القادة، عزيمةً وإصرارًا لا تنال منه قسوة التدريبات. أكثر من ساعتين قضاها المشير السيسى وسط الضباط والمجندين يسير على قدميه من مجموعة لأخرى، لم يترك واحدًا منهم بدون سؤال أو حديث شخصى أو تواصُل إنسانى مع مَن اقترب منه، يسأل هذا عن تسليحه ويطلب من آخر رأيه فى السُّترة الواقية ويفحص تجهيز سيارة أو ناقلة جنود ويطلب إضافات لها لتناسب المكان أو المهمة. السيسى بدا فخورًا بإنجاز رجاله والتزامهم معه بإنشاء قوة التدخل السريع، هذه القوة الجديدة تعد هى الأولى من نوعها فى منطقة الشرق الأوسط، ولذا حرص على أن يضمِّن كلماته الشكرَ العميقَ، وأن تكون مسموعة لكل فرد من قوات التشكيل. «أريد أن أقول لكم شكرًا، أريد أن يسمعنى كل فرد فى أرض الاصطفاف.. هل يسمعنى آخر فرد فى الخلف؟ فجاءته الإجابة: (نعم) فواصل السيسى قائلا: هذه القوة تشكلت لتزيد وتعزز من قدرات الجيش على التدخل السريع داخليا وخارجيا بما يعنى أن جيشنا أصبح يمتلك قدرة لا تتوافر إلا للجيوش المتقدمة، ويعنى قدرة قتالية عالية وقدرة تحرك عالية ووجودًا أعلى». السيسى واصل كلامه، موضحًا سبب فخره أيضا: «هذه القوة تشكلت فى وقت قياسى جدًّا بما يؤكد أن الجيش المصرى الوطنى الشريف المخلص قادر على أن يعمل المستحيل، وما أراه هنا تحقق اليوم يستغرق فى دول أخرى سنين لتجهيز مثل هذا التشكيل». متابعا «لكن بفضل الضباط وبفضل الجنود وبفضل ضباط الصف تحقق، عند دراسة الموضوع قالت هيئة العمليات والجهات المختصة بتشكيل القوة إنه لا مشكلة ونستطيع أن نفعلها فى شهر أو يزيد، وبالفعل قامت كل إدارة بالدور المطلوب بشكل مشرف، أقول لكم بكل فخر أنا متشكر وأنتم دائمًا تشرفوننى وتشرفون جيش مصر بالانضباط وإنكار الذات، فما نراه اليوم ليس رفع كفاءة تشكيل، بل هو إنشاء قوات جديدة وتشكيل جديد تماما». وحرص المشير السيسى على مراجعة تجهيز القوة قائلا: «إنها تمتلك قدرة عالية جدًّا على المناورة وتمتلك قدرة نيران وكفاءة قتالية وتحركًا ونقلًا لحماية البلاد»، متابعا «هذا مستوى ثان وقدرة مضاعفة على التدخل السريع فى أى مكان ودون تحديد مسميات فى أى مكان، كى نحمى أهلنا فى مصر وسنستمر فى دعم هذه القوة، وكل إضافة جديدة تمكن وتزيد من قدرة القوات المسلحة لا بد وأن نمتلكها، ولا بد أن ندعمها ببرامج تدريب غير تقليدية، بل واعدة». السيسى حرص أيضا على الإشارة إلى الدور المطلوب من كل مصرى، قائلا: «مصر محفوظة، لكن لا بد وأن يقوم كل المصريين بدورهم وما هو مطلوب منهم ليحافظوا عليها، الرؤى وحدها لن تخرج بمصر من أزمتها وإنما لا بد أن يتحرك المجتمع كله، وأن ينشغل كل فرد بالعمل الذى يؤديه فيحسِّن من أدائه ويتقنه ولا يتركه ليتفرغ للبحث فى عمل غيره، فهذا لن يفيد الوطن». لماذا أنشأت القوات المسلحة تشكيلًا لقوات التدخل السريع المحمولة جوًّا الآن؟ يجيب «اللواء.أ.ح. توحيد توفيق قائد المنطقة المركزية» قائلا: «إنه بعد التجربة التى عاشتها مصر منذ ثلاثة أعوام وانخراط تشكيلات الجيش فى حفظ الجبهة الداخلية ومع تنامى مشاركة القوات المسلحة فى العمليات الأمنية كان التفكير فى إنشاء قوات للتدخل السريع المحمولة جوًّا ذات التشكيل الخاص، والتى تتسم بالقدرات العالية وطبيعة العمل الخاصة، مضيفا أنه تم تطوير المطلوب لتشكيل قوات ذات تدريب وتسليح معين يتيح لها التدخل السريع فى أى موقف يهدد أمن الوطن بالداخل أو الخارج..