■ لماذا يريدون ذبح امرأة طيبة وجميلة مثلك؟.. ردت علىّ النجمة الكبيرة قائلة بحيرة ودهشة: «والله العظيم ما اعرف»، فسألتها: «ولماذا تؤثرين الصمت ولا تردين عليهم، خاصة أنه بإمكانك أن تقيمى ضدهم قضية سب وتشهير لتوقيفهم عند حدهم بقوة الحق والقانون، لأن كل ما قالوه عنك كذب وافتراء؟».. فردت علىّ بهدوء وثقة وقالت باسمة: «ربنا حياخد لى حقى، وبعدين الناس مابيصدقوش عنى أى حاجة وحشة، والحمد لله لأنهم عارفينى كويس». دار هذا الحديث بينى وبين النجمة الفنانة ميرفت أمين، بمناسبة الحملة المدبرة التى تشنها عليها ومنذ فترة إحدى الصحف الرخيصة التى تخصصت فى نشر الفضائح الكاذبة والأخبار الملفقة، بهدف جذب القراء عن طريق هذه الوسيلة المتدنية، وقد بدأت هذه الحملة مع الأسابيع الأولى لقيام ثورة 25 يناير، حين بدأت أصابع الاتهام تشير بقوة نحو أحمد عز، لضلوعه فى قضايا التربح والاحتكار وإهدار المال العام، وتزوير الانتخابات، حيث فوجئت ميرفت أمين بهذه الصحيفة تنشر فى صفحاتها الأولى خبر زواجها من أحمد عز، وأنها حصلت عن طريق هذه الزيجة على قصور وملايين من أموال هذا الشعب، وكان الهدف من وراء نشر هذا الخبر الكاذب هو التشهير بسمعة ميرفت أمين، باعتبارها واحدة ممن استولين على قوت الناس الغلابة بصورة غير شرعية عن طريق شرعى وهو الزواج.. وكان من الطبيعى حسب أبسط قواعد وأصول شرف المهنة أن تنشر الصحيفة إياها مع هذا الخبر صورة لعقد الزواج الرسمى أو حتى العرفى لتؤكد المصداقية، ولكن شيئا من هذا لم يحدث، أما الغريب حقا وراء هذا الخبر الملفق فهو أن ميرفت أمين لم تر وجه المدعو أحمد عز فى أى مناسبة من المناسبات، ولا تعرف حتى شكله، ولكنهم فعلوا ما فعلوا لكى يرسموا لها صورة مشوهة فى عيون الناس. أما الضربة الثانية التى وجهتها تلك الصحيفة الصفراء إلى صدر وسمعة ميرفت أمين، فهو ادعاؤها فى خبر منشور بشكل واضح أن ميرفت فى الصيف الماضى كانت تقضى إجازتها فى بيتها بمنطقة العجمى بالإسكندرية، وأنها ذات ليلة قررت أن تسهر فى ملهى ليلى شهير هناك، حيث انطلقت وراحت ترقص بشكل هيستيرى طائش، وسط المراهقات، مما جعل صاحب الملهى يطلب منها أن تترك المكان، ويطلب من العاملين عنده منعها من دخوله ثانية.. وكل من يعرف ميرفت أمين من أصدقائها وزملائها يعرفون أنها فى حياتها لم تشرب الخمر ولا تسهر فى الملاهى الليلية والمراقص، كما يعرفون أيضا أن شخصيتها الخجولة الرزينة الهادئة تمنعها تماما من التصرف الهيستيرى الطائش حتى بينها وبين نفسها فى بيتها، ثم إن صاحب المحل إياه الذى ادعى أنه منعها من الدخول محال أن يفعل هذا، لأن وجود نجمة مشهورة فى حجم وجماهيرية ميرفت أمين داخل ملهاه، من شأنه أن يزيد الإقبال عليه أضعاف الأضعاف، فما كل هذا الافتراء والكذب الواضح؟ ثم لماذا لم تقم الصحفية الناشطة كاتبة هذا الخبر الملفق بتصوير ميرفت وهى ترقص بطيش وهيستيرية وسط المراهقين وتنشر الصورة مع الخبر لتكون دليلا دامغا على صحته، خصوصا أن التصوير فى مثل هذه الأماكن سهل جدا وميسور، سواء بالكاميرات الصغيرة أو بأجهزة الموبايل؟ ومنذ أيام نشرت نفس الصحيفة عن طريق نفس المحررة المأجورة خبرا عن حفل عيد ميلاد ميرفت أمين، الذى أقامته لها صديقتها المذيعة بسمة وهبى فى الكافتيريا التى تملكها فى حى المهندسين، وجاء فى هذا الخبر أن بسمة دعت إلى ذلك الحفل مجموعة ضخمة من أهل الوسط الفنى، وأنها قدمت إلى ميرفت «تورتة» من ثلاثة أدوار، وعلى أية حال فإن الخبر بهذه الصورة ليس فيه أى غرابة، لأن من حق أى إنسان أن يقيم لنفسه أو لأحد أصدقائه حفل عيد ميلاد، ويجيب له تورتة حتى عشرين دور، ما دام أن ذلك غير ممنوع قانونا ولا يضر بأمن الدولة مثلا، ومعظم الناس فى مختلف بقاع الأرض يحتفلون مع أصدقائهم بأعياد ميلادهم، وليس ميرفت أمين فقط، ولكن الغريب فى الموضوع حقا هو أن ميرفت لم تحتفل أصلا بعيد ميلادها، لا فى هذه الكافتيريا ولا فى أى كافتيريا أخرى، وصديقتها بسمة لم تقدم إليها تورتة من ثلاثة أدوار ولا حتى دورين، فالمسألة كلها كذب وتلفيق، والمحررة إياها أرادت من وراء ما كتبته شيئا آخر، وهو التساؤل بسخف عن عمر وسن ميرفت أمين، لتؤكد أنه رقم ستين، وأنها تزوجت خلال هذا العمر أكثر من مرة.. طب بالذمة إيه علاقة ده بده؟.. وهل يعيب إنسان عدد سنوات عمره أيا كانت؟ ثم هل ميرفت أمين هى أول امرأة فى مصر والعالم تتزوج أكثر من مرة؟ وهل فى هذا خروج عن الشرع والقانون؟ أم أن الأمر وما فيه هو هجوم لمجرد الهجوم، ومحاولة رخيصة لتشويه صورة إنسانة وفنانة احترمناها وأحببناها جميعا؟ إن الصحافة والإعلام عامة سلطة قوية لها تأثير بالغ على الناس، وحرام أن يستغل بعضنا هذه القوة، لتشويه صورة أشخاص لهم قدرهم فى عالم السياسة أو الفن أو حتى لو كانوا أشخاصا بسطاء عاديين، لأن واجبنا نحن كسلطة مؤثرة قوية أن ندافع عن المظلومين، وأن نظهر الحق، لا أن نكون سيوفا على الرقاب، فتشويه صورة الناس دون حق أو دليل هو شىء يسىء لنا جميعا، ويعتبر نوعا من البلطجة الإعلامية. أنا لا أقول أو أكتب هذا دفاعا عن ميرفت أمين لشخصها، ولكنه دفاع عن شرف وقيمة مهنة الصحافة والصحفيين.