تعزيز العلاقات الاقتصادية والعسكرية، كلمات تقليدية لأى متابع للأخبار نسمعها على الدوام، ولكنها قادمة تلك المرة من تل أبيب التى ما زالت تخلق لها حليفا قويا فى جنوب السودان. إسرائيل استقبلت أمس (الثلاثاء) الرئيس الجنوبى سيلفاكير ميارديت فى أول زيارة رسمية إلى تل أبيب وصفت بدعم التعاون الثنائى بين البلدين فى النواحى الاقتصادية والإنسانية والعسكرية. وهو ما يرى مراقبون أنه مقلق استراتيجيا بصورة كبيرة، لكون تل أبيب تسعى لأن تكون جنوب السودان حليفتها فى المنطقة وأن تجعلها ورقة ضغط ضرورية ضد جارتيها الشماليتين السودان ومصر، خصوصا أن حكومة الجنوب لم توقع بعد على الاتفاقية الإطارية لتقسيم مياه النيل ولم تعرب عن موافقتها على أو رفضها تلك الاتفاقية التى وقّعت عليها 6 دول على رأسها إثيوبيا أحد الحلفاء الأبرز لإسرائيل فى القارة الإفريقية. بالإضافة إلى أن تقديم تل أبيب دعما عسكريا إلى جوبا قد يسهم فى تفوقها عسكريا على الخرطوم، مما قد يهدد باندلاع حرب جديدة بين البلدين اللذين أُعلن انفصالهما يوليو الماضى فى ظل توتر العلاقات بين الجارتين إثر اتهامات للسودان بمساندة الجنوب للحركات المتمردة فى جنوب كردفان والنيل الأزرق. سيلفاكير التقى خلال زيارته الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير خارجيتها أفيجدور ليبرمان، كما أنه أكد دعم بلاده لإسرائيل بزيارته متحف تخليد المحرقة اليهودية فى القدس. وكما عودتنا إسرائيل فإنها لا تمنح أى شىء من دون مقابل، فهى ستقدم الدعم الاقتصادى وفى مجالات الصحة والزراعة علاوة على الدعم العسكرى إلى جنوب السودان، ولكن مقابل حل مشكلة تؤرق تل أبيب كثيرا ألا وهى «المتسللين الأفارقة». حيث كثرت حالات تسلل أفارقة من جنوب السودان إلى أراضيها، وستتضمن المفاوضات بين الطرفين إمكانية عودة المتسللين إلى الجنوب مقابل إعادة تأهيلهم وتقديم مساعدات اقتصادية وإنشاء مشاريع لتشغيل الذين سيتم إعادتهم إلى موطنهم الأم.