· استخدام حركة الجسم في بعض المشاهد موجود في العالم كله وليس حكراً علي أحد · أمتلك مخزوناً فنياً من أفلام حلمي وسعد وجيم كاري وفؤاد المهندس عرفه الجمهور من خلال مسلسل "تامر وشوقية"، ويعتبره شخصياً بوابة دخوله إلي قلوب الجمهور، ثم تفوق علي نفسه في الكثير من الأدوار لعل أشهرها دوره في فيلم الديلر، يمتلك وجهات نظر فنية كثيرة، منها أن الممثل يجب أن يقدم أكثر من تركيبة فنية استغلالاً لموهبته وعدم التمسك بخط فني ثابت، وهو ما جعلنا نضعه في مواجهة مباشرة مع محمد سعد، في السطور الحالية يتحدث نضال الشافعي بطل فيلم "يا أنا يا هوه" عن ثاني تجاربه الفنية في البطولة المطلقة فإلي التفاصيل. مع بداية عرض تجربتك السينمائية الثانية في فيلم "يا أنا يا هو" خلال أيام.. ماذا تقول عن تجربتك الأولي في فيلم "الطريق دائري" بعد أن أصبحت ماضياً؟ - فيلم تعلمت خلال أيام تصويره الكثير من الخبرات الفنية، واستفدت من التجربة بالتأكيد، وتعلمت من المخرج تامر عزت العديد من الأشياء، سواء شكل الأداء، أو فكرة التمثيل السينمائي الجاد، أما إذا كنت تقصد نقطة وجود أخطاء في التجربة، فأعتقد أن ذلك كان طبيعياً خاصة أنها كانت التجربة الأولي لكل منا، ولعل ترشيح الفيلم لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في المسابقة العربية عن طريق لجنة متخصصة شرف كبير يدل علي المجهود المبذول في الفيلم. وما تقييمك للتجربة بعد مضي فترة ؟ - لست صاحب خبرة لأقيم تجربة فنية، بالإضافة إلي أنها تجربتي الشخصية، لذا ستكون شهادتي مجروحة، لذا لا يمكن أن أتحدث سوي عن المكاسب، وأؤكد أنني كنت سعيداً جداً بالتجربة التي أعتبرها همزة الوصل وجسر البداية الذي أوصلني إلي تجربة "يا أنا يا هو" الحالية، وفكرة أن أتحمل مسئولية فيلم جديد بعد تجربة "الطريق الدائري" فهذا يدل علي أن التجربة قامت بما عليها وأكثر. إذا تحدثنا عن فيلمك الجديد.. هل العائد المادي هو ما دفعك للموافقة علي تقديم فيلمك الجديد مع شركة إنتاج تخطو أولي خطواتها الإنتاجية في عالم السينما؟ - لا يوجد ما يمكن أن نطلق عليه عرض مادي أساساً. قاطعته متسائلاً: لماذا.. ألم تحصل علي أجر مقابل قيامك بدور البطولة؟ - يضحك ويقول: لا أقصد المعني الحرفي للجملة بالطبع، لكن ما أقصده أنني لم أنظر إلي الموضوع من هذه الزاوية، لكنني تحمست بشدة لفكرة الفيلم وللشركة المنتجة وللعمل مع مخرج الفيلم، خاصة أن هذا الفيلم يعتبر التجربة الحقيقية الأولي لكل فريق العمل، خاصة أن الحظ لم يحالفني في فيلمي الأول لاهتمام الشركة المنتجة بتسويقه في المهرجانات، وهو ما أدي إلي عدم الاهتمام بالفيلم جماهيرياً، ولعل أكثر الأشياء التي شجعتني علي خوض التجربة هو الحماس الذي لمسته داخل شركة بانوراما لخروج عمل جيد يليق باسم الشركة، ووضعت كل الإمكانيات المتاحة للوصول إلي هذه النتيجة. إذن كم كان أجرك في هذا الفيلم؟ - يضحك بشدة مرة أخري ويقول: لا يجوز أبداً أن أتحدث عن أجري في أول حوار صحفي عن الفيلم. هل تدخلت في اختيار فريق العمل نتيجة هذا القلق؟ - يتميز المخرج تامر بسيوني بصدر رحب، وهو ما ساعدنا جميعاً علي التشاور سوياً للوصول إلي أفضل فريق عمل، لنستفيد جميعاً في النهاية، وكنت أقترح عليه بعض الأفكار، كان يأخذ منها ما يفيد العمل ويترك الباقي، وأنا شخصياً أعتقد أن الممثل مهما وصلت موهبته وأفكاره إلا أنه يحتاج إلي مخرج "أحسن من اللي خلفوه 400 مرة" سواء في اتخاذ القرارات، أو علي مستوي العمل نفسه، أو حتي في التعامل مع الشركة المنتجة، لذا كنت أكتفي بطرح أفكار بشكل عام وأترك له اتخاذ القرار النهائي، وتامر بسيوني تحديداً من الناحية الفنية مخرج يمتلك رؤية فنية جميلة، بالإضافة إلي أنه تخرج في الأكاديمية. يتضح من الإعلانات التسويقية للفيلم أنك اتخذت الخط الفني لكل من أحمد حلمي ومحمد سعد سواء بالنسبة لفكرة البطل المصاب بانفصام شخصية ويجتهد لتقديم شخصيتين كما يفعل حلمي أو بالنسبة لاستخدام الحركة الجسمانية التي يشتهر بها سعد؟ - أحمد حلمي ومحمد سعد نجمان كبيران لا يمكن الاقتراب منهما، وأنا أعشق عليها كمشاهد قبل كوني فناناً، وشاهدت معظم أفلامهما، وكل منهما يمتلك فكرا وطريقة مختلفة عن الآخر، وبما أنني مازلت في بداية الطريق، فمن الضروري أن أتعلم ممن سبقوني في طريقة التفكير والتكنيك حتي أعرف نقاط القوة، وبالفعل كان هناك مشاهد لهما اندمجت معها كفنان، ومشاهد أخري أعجبتني كمشاهد، والعكس صحيح، ونتيجة هذه المحصلة الطويلة تولد لدي مخزون طويل نتيجة مشاهدة أعمال الفنانين الكبار، لذا لم يكن هناك تركيز مني في أنني سأقدم هذا المشهد بطريقة النجم فلان أو النجم فلان، لكن تركيزي كان في كيفية تحقيق معادلة التمثيل والحركة والضحك معاً وبأشكال مختلفة، ولم يكن هدفي أبداً تقليد فنان معين، لكن كان الهدف تقديم العمل بشكل جيد به العديد من طرق الأداء، أما إذا كنت تقصد تشابه أدائي مع أداء محمد سعد في توظيف الجسد في بعض الحركات في المشاهد، فهذا نوع من الأداء موجود في العالم كله، وكان الفنان القدير فؤاد المهندس أحد البارعين في هذا النوع من الأداء في مصر. أنت تقصد مدرسة "جيم كاري" وما يشابهها؟ - بالطبع، وأنا أعتبر نفسي أحد متابعي "جيم كاري"، وهذه المعاهدات تركت داخلي مخزونا كبيراً أيضاً، لكن تظل المشكلة في كيفية خروج هذا المخزون منك، وتقديمه بشكل غير مبتذل، وبدون تقليد أيضاً، وعند طرح الفيلم سيتأكد الجميع أنني لم أقصد تقليد النجم محمد سعد، لكن الشخصية فرضت ذلك، خاصة أنني أفضل فكرة معايشة الشخصية، وكل ما قمت به هو التركيز مع كلمة أكشن التي تخرج علي لسان المخرج، ولا تنسي أن الجمهور المصري أصبح متابعاً جيداً لكل ما يقدم في السينما العالمية، وكان من الضروري تقديم عمل لا يقل فنياً عن كل ما يقدم في الخارج، وقد ساعدنا السيناريو والحوار الذي كتبهما المؤلف أحمد حجازي في ذلك، وهو ما أوجد لدينا حالة من الطمع الفني الذي دفعنا لمشاهدة الكثير من الأفلام الأجنبية المشابهه لنفس نوعية فيلم "يا أنا يا هو"، للوصول إلي النتيجة التي يرتضيها الجمهور من هذا العمل، سواء من ناحية التكنيك، أو شكل الصورة، أو حتي الأداء. إذن أنت قمت بالبحث عن التركيبات الفنية التي يفضلها الجمهور المصري وقررت دمجها وتقديمها في شخصية واحدة مع أول فكرة فيلم يسمح لك بذلك؟ - يمكنك أن تقول ذلك، لأن كل التركيبات التي تابعتها خلال كل السنوات الماضية تحولت إلي مخزون بداخلي، وما أن أتيحت الفرصة المناسبة لخروج هذا المخزون خرج بتلقائية دون إدراك. معني هذا أنك لم تكن تقصد تقليد أحمد حلمي ومحمد سعد؟ - علي الإطلاق، بالطبع هما نجمان كبيران كما ذكرت منذ قليل، لكن لم يكن هدفي تقليد أياً منهما، وهدفي الوحيد من البداية أن تكون لي شخصيتي المنفصلة غير المكررة وغير المقلدة من أحد ، ويتضح ذلك من سؤالك نفسه بدمجي لعدة تركيبات لخروج تركيبة جديدة تماماً، وخروج تركيبة جديدة من رحم تركيبات موجودة يعني ظهور شخص جديد.