جلست أقرأ مقالاتي السابقة وقلبي يطفح برغوات من الحزن يدخلني في حالة من الهزيان.. فإن كانت كلماتي الحارقة والملمة بكل أحداثنا وعيوبنا وسلوكنا قد ذهبت سدي فعليه السلام ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.. وكأني ومثلي من يكتبون من أجل الوطن نؤذن في مالطة.. ولكني مصرة ملحة علي أن استمر في الكتابة لأن قلمي هو سلاحي المتواضع أو أضعف الإيمان كما يقولون لمحاربة كل فاسد وطاغ وظالم وليس كرهاً في معاوية ولكن حبا في علي، وعلي بالنسبة لي هو وطني الذي أعشقه فعلا وليس قولاً. بعد أن طال بي العمر وأنا أكتب وعباراتي تقتلني أصوغ الحرف سكينا وبالسكينة أنتحر، أجل أدري بأن حساب السائرين اليوم يموت منتحر.. فماذا من وراء الصدق يا شعبي تنتظر.. سأحشد كل نيراني وأحشد كل قافية من البارود في أعماق وجداني.. وأصعد من أساس الظلم للأعلي صعود سحابة تكلي أجعل كل ما في القلب يستعر فأحضه وأنفجر ولولا الحرف لما يبقي لنا ذكري ولا خبر.. وإن كنت بكلامي البسيط والواضح والصادق جداً لم أستطع أن أعبر عن حجم المأساة وفظاعة الألم وأشير للظلم وألتمس العدل وأغير شيئا للأفضل فهذا قمة الأسف.. كل ما أطلبه من بديل لهذا الوضع الشاذ والمهلك والقاسي لأنني مواطنة محبة لوطني أعيش وأتعايش في محنته فأعبر عنها بقلمي واستمضي الخلاص.. فما أكتبه هو عمل إنساني يحمل صوت التمرد علي ظلم الإنسان لأخيه الإنسان والثورة علي الفساد والطغيان فأكتب علي سجيي من خلال مخزوني الشخصي وأقول لكل من يمسك القلم ليكتب احذروا أن تعبثوا بالحقائق فالكلمة حساسة جدا وممكن أن تتحول من أداة إحياء إلي أداة قتل.. فعذرا يا قارئي المحترم أن كنت أثقلت عليك بما كتبت وبعدت عما أردت أن أكتب عنه اليوم «مظاهرات في ميدان جامع مصطفي محمود تؤيد المخلوع حسني مبارك» وشر البلية ما يضحك.. قمة المهزلة.. تمثيلية درامية مضحكة مبكية أعتقد أنها اخراج المحامي المحب لوطنه فريد الديب الذي أثبت موهبة الاخراج والتأليف وليس التأليف بجوار المحاماة والدفاع عن «المظلومين» شعارات ولافتات وكومبارس في جميع الاعمار يهتفون ويتظلمون ويبكون للبطل الأمين الشريف العفيف الفارس المغوار ويلعنون الثورة والثوار.. آه يا شعب مصر الغلبان مازال فيكم ومنكم من يبيع ضميره للشيطان ومن هو منافق ومن هو جبان سأفكركم «فقط» بشهداء التحرير وأمهاتهم لم تجف لهن دمعة للآن.. وأعود وأكتب دون ملل أو كلل عن التباطؤ في اصدار الأحكام وعن تواطؤ الحكومة العلني مع النظام السابق بشكل واضح ومهان وأن ليس من العدل أن يحكم علي أمين الشرطة الذي أطلق الرصاص علي شهدائنا بالإعدام وحبيب العادلي وأعوانه بعدة سنوات.. فمن يستحق الاعدام هو القائد الذي أمر هذا الأمين المسكين وغيره بفعل ما فعل فهو عبدالمأمور وأي مأمور «حبيب العادلي الجبار» لماذا يا فريد الديب لا تدافع عن هذا الأمين ونحن جميعا نعلم أنه مجرد آلية لحبيب العادلي وتدافع عن حسني مبارك.. أجد ثقلا كلما كتب اسمه حتي الورقة ترفض أن يلامسها اسمه من بشاعة ما فعل بك وفيك يامصر.. وأين الشريف العفيف صفوت الشريف وجرائمه تملأ الصحف فلماذا لم يحاكم للآن؟؟ الغريبة أن اسماءهم عكسهم تماما فمبارك غير مبارك أبدا والشريف غير شريف ونظيف غير نظيف والعادلي غير عادل وسرور كان السبب في كآبة الشعب المصري.. فأطالب بحسب اسمائهم من شهادات ميلادهم لأن هذا تزوير في أوراق رسمية.. لن ينصلح حال الوطن إلا بعد محاكمة من أفسده ونكلوا بشعب مصر وبشكل علني ليكون عبرة.. أعرف أنني كتبت في هذا الكلام الكثير.. ولم يحدث أي تغيير ولكني سأظل أكتب في هذه النقطة بالذات لأنها بوابة التغيير وستوضح الكثير مما لا نراه ولكننا نلمسه ونحسه وهذا طلب عادل وصريح.. فشعب مصر شعب ذكي يستنشق الخطر قبل حدوثه.. وإن كان طيبا وحمولا لكنه إذا غضب أصبح بركانا.. وهو واع لكل ما يدور حوله من أحداث وحتي خطة التيار الديني ومخطط الإخوان.. شعب مصر واع تماما والثورة مازالت قائمة، فقط فتحت فوهة البركان ولكل من يحلم بأحلامه الشخصية والتي تضر بكيان الوطن هو حالم وليس له مكان علي أرض الواقع ولمن يجعلون من الدين ستارا ونواياهم ترقص للشيطان أقول لهم لن تقوي عندي بالتقوي ويقينكم عندي يهتان فإن لم يعتدل الميزان.. فشعرة ظلم تغضب ربك لو أن صلاتك أطنان.. لن أسمح لك تقتلني وتفتك بوطني وتسمي باسم الرحمن.. علي كل مواطن يحب مصر حقا أن ينضم لمواصلة الثورة في ميدان