· نصر الله أول زعيم تعلق صوره في البيوت بعد عبدالناصر عنتر عبداللطيف في عام 2006 اكتسب حسن نصر الله زعيم حزب الله شعبية جارفة بسبب الحرب الغاشمة التي شنتها إسرائيل علي جنوب لبنان، والتي فشلت في تحقيق أي نصر فيها. وكانت الشعوب العربية تتلهف لسماع خطب وأحاديث نصر الله، التي تميزت بالرصانة والحماسة والثقة. مما أعادهم إلي سنوات طويلة مضت ذكرتهم بخطابات الزعيم جمال عبد الناصر. وسرعان ما تحول نصر الله إلي رمز للمقاومة العربية، فهو الذي يتصدي لإسرائيل وغطرستها والذي استطاع تحرير الجنوب اللبناني منها. وانتشرت صور هذا الرجل في بيوت المصريين وأماكن عملهم وسياراتهم وشغل مساحات كبيرة في حواراتهم لكن هذه الصورة اهتزت قليلا أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي غزة، خاصة بين المصريين عندما فاجأهم بتصريحات فسرها بعضهم بأنها تحريضيه، ولعل منها دعوته للجيش المصري بالتحرك ضد النظام. ولم تمض أسابيع حتي اهتزت هذه الصورة بعنف عقب الإعلان عن اكتشاف تنظيم تابع لحزب الله في مصر وما قيل عن أنه يخطط للقيام بعمليات ارهابية بما يمس الأمن القومي المصري. وأمام هذا التطور يكون السؤال البديهي والبسيط هل خسر حسن نصر الله شعبيته في مصر؟ طرحنا السؤال علي شرائح مختلفة من المصريين فجاءت اجاباتهم : يري الدكتور محمد العمدة عضو مجلس الشعب أن حسن نصر الله مازال يحتفظ بشعبيته في الشارع لأنه قاوم الإسرائيليين وطردهم من جنوب لبنان. وما فعله « مشروع». كما أن القضية مازالت منظورة أمام القضاء، وإذا تم توجيه اتهامات لأعضاء هذا التنظيم بأنهم كانوا ينوون القيام بعمليات تخريبية تمس أمن وسلامة مصر فإن ذلك سيؤثر علي شعبية نصر الله وحزبه في مصر. ويرفض المهندس محمد الأشقر- الناشط السياسي - تماما فكرة تأثر شعبية حسن نصر الله بعد كشف التنظيم. مؤكدا أن الرجل نموذج يحتذي به ورمز للمقاومة العربية والإسلامية، وأن ما يقوم به النظام المصري محاولة بائسة لتشوية صورته. وأن بعض الحكام العرب يشعرون ب«الضآلة» أمام «كاريزما» نصر الله، ولذلك فلن يسمحوا أن يكتسب كل يوم مزيدا من الشعبية في الشارع العربي. ويشير الأشقر إلي أنه لم يحدث منذ وفاة الزعيم جمال عبد الناصر أن علق المصريون صور زعيم عربي في بيوتهم وسياراتهم ومحلاتهم إلا اللامع نصر الله.، والذي يثقون في قدرته علي تحرير الأرض المحتلة. وأنه حقق للأمة أحلامها في هزيمة العدو الإسرائيلي. ويؤكد خالد عبد الفتاح - الناشط السياسي - أن رهان النظام المصري علي أن يفقد نصر الله شعبيته في الشارع هو رهان «خاسر» وينم عن غباء سياسي، فالحكومة المصرية بادعائها وجود ذلك التنظيم في هذا التوقيت توجه ضربة لانتصارات نصر الله علي إسرائيل، وتدعم أجنحة معينة بالحكومة الإسرائيلية يرتبط معها النظام بعلاقات وطيدة. فيما يؤكد الدكتور محمد أبو الغار - الأستاذ الجامعي أن هناك تأثرا فعليا طال شعبية حسن نصر الله بعد الاعلان عن اكتشاف هذا التنظيم. لافتا إلي عدم وجود قياسات دقيقة واستطلاع رأي علمي حول هذه القضية. لكن أبو الغار يري كذلك أن الشعب المصري اعتاد من الحكومة علي «الكذب» فهي ذات سمعة سيئة، ولذا فإن بعض المصريين لا يصدقون وجود التنظيم. مضيفا أن ما يتردد حاليا يثير بلبلة بين المواطنين ينتج اختلافا حول مدي تأثر شعبية حسن نصر الله. وبسخرية يقول المهندس كمال خليل - الناشط السياسي - إن نصر الله فقد شعبيته بالفعل ولكن عند عملاء النظام الحاكم والذي لن يستطيع تشويه صورة الرجل الذي حرر جنوب لبنان وطرد الإسرائيليين منه وسط صمت وتواطؤ مريب من النظام المصري والعربي. وسخر خليل كذلك من زعم تعرض الأمن القومي المصري للخطر، لأن الذين أضروا بهذا الأمن هم من «طبعوا» مع إسرائيل. ويري «حاتم أحمد السيد» - أعمال حرة - أن نصر الله أصبح رمزا للمقاومة ولن تؤثر الاتهامات الباطلة علي تعاطف المصريين معه، لأنه أثبت بالفعل أن إسرائيل لن ترضخ إلا بالقوة. واستشهد حاتم بمقولة جمال عبدالناصر إن «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة» فيما ذهب محمد الشيمي عضو بالحزب الوطني، إلي أن الحكومة المصرية لم تدع كذبا علي نصر الله الذي تستخدمه إيران في المنطقة لتصدير الثورة الشيعية وبذلك فإن نصر الله أخطر علي مصر من الإسرائيليين أنفسهم !! ولأن معظم المجتمعات العربية سنية وترفض بشدة أن ينتشر المذهب الشيعي فيها، أما إسماعيل صديق - موظف بوزارة الزراعة - فأشار إلي أن الشعوب العربية كانت تتوق إلي التحلق حول زعيم عربي يواجه إسرائيل وصدفها وغرورها، ولم نجد ذلك إلا في نصر الله، وما يحدث من محاولة لتشويه صورة هذا المناضل الشريف لن يغفرها التاريخ فالرجل رد للأمة العربية عزتها وكرامتها. أما أماني جمال الدين - ربة منزل فأكدت أنه الرجل الذي استطاع هزيمة الإسرائيليين ولذا فهي تتعاطف معه وترفض اتهامه بتمويل عمليات ارهابية داخل مصر لأنه مواطن عربي يقف بمفرده في مواجهة إسرائيل. «كفاية إنه هزم إسرائيل».- هكذا بدأ صلاح أحمد مقاول حديثه عن نصر الله، مشيراً في الوقت نفسه إلي أن شعبيته تأثرت بالفعل نتيجة الهجوم عليه رغم أنه قد أعطانا الثقة في أنفسنا مجدداً، فقد زادت إسرائيل من طغيانها مؤخراً، وتخاذل الرؤساء العرب عن مواجهتها، وهو ما كان يعطي انطباعاً بأنها قادرة علي مواجهة العرب جميعهم، إلا أن هزيمتها علي يد الشيخ حسن علي حد وصفه أعادت الثقة إلي الشعوب العربية في قدرتها علي المواجهة وهو شيء يحسب لنصر الله. وبثقة قال أيمن محمد دبلوم تجارة مكانش فيه اثنين يختلفوا علي نصر الله، لكن دلوقت فيه ناس بتهاجمه، ولكنني مازلت متعلقا بنصر الله لأنه لا يوجد ما يبرر قيام حزب الله باستهداف الأراضي المصرية وزعزعة الاستقرار بها كما تدعي الحكومة.