قرأت مقالاً أثار دهشتي اشتهر كاتبه بالصوت العالي يتحدث فيه كما لو كان لديه عداء شخصي للداخلية المصرية ولما لا؟ قد يكون ! وللحق أقول إنني شخصياً كنت أنتقد بعض الممارسات حتي و إن كانت للحفاظ علي أمن الشارع المصري و علي أثرها كان تضييق الخناق علي البلطجة و الانفلات وإحكامهم داخل السجون و هو ما نفتقده الآن .. ضايقتني مراراً إجراءات الداخلية إذا تعرضت لسحب رخصة السيارة مثلاً ولا شك أن المثال بسيط، بينما كان يقابل بسخط لأننا شعب يكره أي قيود أو نظام و لو كنا مخطئين .. ولا شك أن ممارسات من بعض أمناء الشرطة والضباط كانت تسئ للداخلية بأكملها لكني لا أعلم ما سر هذا الهجوم الضاري و في هذه الأيام الحرجة التي تمر بها البلاد تحديداً و ما يمكن أن ينتشي أمامه كاتب المقال ويبرد النيران التي يحرض علي إشعال الشارع المصري بها؟! و اسمحوا لي أن أذكر القصة التي كتبها و تم نشرها وتنقصها الحبكة الدرامية التي كانت تثير إعجابي لقصصه وقد فقد هذا الكاتب ثقتي بدايةً في نواياه بعد نشره مقال كاتب عربي كبير وشهير ثم وضع اسمه علي المقال، مما أغضبني كثيراً لكاتب بلدي و عليه ! القصة التي استشهد بها بالنص الذي ورد بمقاله كالآتي : " هذه حادثة وقعت في الاسكندرية مؤخراً..ذهب شاب وخطيبته إلي مطار برج العرب لاستقبال سيدتين من أقاربهما قادمتين من رحلة عمرة استقل الأربعة سيارة خاصة وفي طريق العودة هاجمتهم سيارتان تحملان مجموعة من البلطجية المسلحين حاول قائد السيارة الهروب لكنهم ظلوا يطاردونه و يضيقون عليه حتي انقلبت سيارته في ترعة بهيج علي طريق المطار .. مات ركاب السيارة جميعاً .. أربعة مواطنون مصريون لا ذنب لهم فاضت أرواحهم .. " هذا النص تناسي فيه الكاتب موت كل من بالسيارة و لم يذكر أن أرواحهم ناشدته كي يكون مفجر ثورة جديدة من أجل قصة فُقد كل أبطالها و شهودها !! ثم ظل يسرد حواراً دار بين أهل الموتي والضابط حول إصراره تسجيل الواقعة كحادث مروري، بينما هنالك إلحاح للقبض علي البلطجية الذين لم يشاهدهم سوي الضحايا الأربع، مما يجعلني أخبر الكاتب أنها تصبح مأساة وفوضي إذا ذهب كل منا يطلب تدوين ما ينبغي في محضر شرطة و ينال ذلك سيذهب الحق الذي ننشده جميعاً ! أولاً أسدل الله علي ذويهم الصبر والسلوان و أغدق علي الضحايا وأرواحهم الطاهرة رحمته .. ثم أتحدث عن مقتطفات في نفس المقال يحكي فيها الكاتب عن أمين الشرطة الذي أشعل النيران في كنيسة إمبابة و تقاضي عن ذلك ألفي جنيه وهذا وارد جداً لكن علي الكاتب الباحث عن الحقيقة أن يتساءل منْ وضع صفائح البنزين ونسق أماكنها داخل الكنيسة واشتري ضمير الأمين ؟!! يمكنك العودة إلي أرشيف الصحف كلنا نعلم الحقيقة !! لكن أحياناً نمرر أشياءً من أجل بقاء الوطن واستمرار أمنه ولنسمو فوق اختلاقات و قصص تقضي علي أمن مصر بالكامل، إذ أن الصراع الدائر إذا تمادينا فيه وبهذه اللامنطقية و العشوائية يمكن وصفه بالشخصي أو أن مأرب ما نود تحقيقه علي حساب شريحة كبيرة تبغض هذا الصراع الدائر بلا مبرر وتقضي علي قاعدة كبيرة كادحة هم ضباط الشرطة وأسرهم !! هناك واقعة سجلت تفاصيلها علي جهاز الكمبيوتر الخاص بي، حيث أرسل لي مواطن في منطقة شعبية بالاسكندرية أيضاً استغاثة تركت علي إثرها كل شيء لغوث أناس ضعفاء فأرسل لي فيديو وصور تحوي مشاهد لمنزل فقير كسرت كل محتوياته المتهالكة أصلاً ليخبرني المواطن بأن ما أرسله لامرأة تصرخ لأن أمناء شرطة انقضوا علي منزلها الفقيرالمعدم بحثاً عن شقيق زوجها الهارب تاجر المخدرات! أخذوا منها خمسة آلاف جنيه .. أخبرته أن البيت الذي أشاهد صوره مستحيل امتلاكه هذا المبلغ أو نصفه أو جزء منه ! وهنالك صورة لطفلتها مستغرقة في نوم عميق في حال دخول فرد أمن واحد ومع الصراخ الذي سجله مرسل الرسالة لهذه المرأة لاستيقظ أهل الاسكندرية جميعاً قلت له إنها في ظل هوجة المجرمين و المسجلين والأصوات المرتفعة بالصياح و الضجيج في الإعلام الحالي قد تكون تحلم بالشهرة أو منْ يدعمها مالياً، خاصة أنه لا توجد لقطة واحدة لأمين شرطة ! ثم عاد ليخبرني أن زوجها عاد و يريد شكوي الضابط !! فسألته بدوري ألم تكن قصة الأمس عن أمناء شرطة ؟! لم يكن هنالك ضابط بالأمس ! حديثك مختلق و سأرسل للشرطة العنوان الذي أردت المساعدة فيه مع نص الحوار الذي دار بيننا !! ثم خرج و عاد ليخبرني بأنه مندهش لأني محقة و الجيران أخبروه بكذب وافتعال ما سجل وأرسل !! إلي كل منْ يحب مصر كفانا أحاديث ترويجية تتصاعد فيها الأصوات و ترتفع .. فلتمتد أيدينا نصافح رجل الشرطة نفتح صفحة بيضاء نلتف حول بعضنا البعض من جديد دون الانقياد لأفكار كاذبة هدامة .. نبني ونصعد قبل أن يصعد آخرون علي أنقاض مصر التي نهدمها بأيدينا .. أو إذا أحب حضرته نستورد جهاز شرطة جديد من كوالا لمبور .