بعد النجاح الذي حققه الجيل الأول من موديل كونتيننتال GT ، كان من الطبيعي أن تأتي سيارة الجيل الثاني كما لو كانت من حيث الشكل نسخة معدلة من سيارة الجيل السابق ربما رغبة في المحافظة علي هذا النجاح الذي تحقق للسيارة في جيلها الأول. ففي البداية، تم تغيير كافة أجزاء الهيكل والأسطح الزجاجية في السيارة بالكامل. وقد قام ديرك فان برايكل رئيس تصميمات الشركة والفريق المصاحب له ببدء التصميم استناداً إلي الشكل التقليدي لسيارة الجيل الأول مع إضفاء ملامح أكثر حدة من أي وقت مضي. ولهذا يمك القول أن السيارة هي نفسها السيارة القديمة ولكن في ثوب جديد. والتغييرات لم تقتصر في واقع الأمر علي بعض ملامح الشكل الخارجي بل أضافت بنتلي محركاً جديداً V8 بسعة 4 لترات ضمن الخيارات المتاحة لطرازات الموديل. التغييرات الشكلية التي طرأت علي التصميم الخارجي متعددة، ويمكن ملاحظنها للوهلة الأولي في تصميم المقدمة من خلال المصابيح الأمامية الأربعة المستوحاة من شكل مصابيح موديل بنتلي مولسين الجديد، وتتستخدم المصابيح الزينون للإضاءة القوية وتقنية LED للإضاءة العالية، بينما تستخدم العدسات الخارجية أضواء نهارية. وعلاوة علي شكل المصابيح الأمامية، انخفض ارتفاع الشبكة الأمامية بنحو 4 سنتيمترات. عند المقارنة بين سيارة من الجيل الأول وأخري من الجيل الثاني لموديل كونتيننتال سيتبين للمرء الفارق الكبير من حيث التصميم الجانبي حيث يبدو الجيل الجديد أكثر استقامة خاصة في الجزء الخلفي من الجيل السابق عند النظر إلي السيارة من الجانب. وحتي مواضع مقابض الأبواب طرأت عليها بعض التغييرات وينطبق نفس الأمر علي المرايا الجانبية التي صارت مماثلة لمثيلاتها في موديل مولسين. لم يتغير التصميم الهندسي الأساسي في سيارة الجيل الجديد عن سيارة الجيل السابق بل أن الطول الإجمالي للسيارة وطول قاعدة العجلات بقي كما هو دون تعديل. ولكن هناك العديد من التعديلات الفنية منها قطر العجلات الذي صار أكثر عرضاً في المقدمة والمؤخرة كما زاد حجم أقواس العجلات كي يمكنها استيعاب عجلات بقطر 20 بوصة كتجهيز قياسي مع العلم بأن الشركة أتاحت للموديل الجديد عجلات بقطر 21 بوصة. ربما المميز في الموديل الجديد هو أن القيادة بدأت تميل للعجلات الخلفية بواقع 60-40 مع العجلات الأمامية. ويتوافر للسيارة الجديدة ناقل سرعات أوتوماتيكي ZF لست سرعات تقول الشركة أنه أختصر زمن نقل السرعة إلي النصف باستخدام تقنيات أدخلتها الشركة علي موديل سوبر سبورت. من العناصر الجديد في السيارة نجد استخدام الألومنيوم خفيف الوزن بكثافة.فالجناح الأمامي مصنوع من قطعة واحدة من الألومنيوم كما أن باب حقيبة الأمتعة الخلفية وغطاء المحرك الأمامي صنعا من نفس المادة علماً بأنه في السابق كانت الحقيبة الخلفية والأجنحة مصنوعة من الفولاذ. وتقول الشركة أن استخدام الألومنيوم ساهم في خفض الوزن الإجمالي للسيارة بنحو 63 كيلوجراماً. يتوافر للموديل مجموعة من المحركات منها محرك W12 سعة 6 لترات والذي زادت قوته إلي 567 حصان مع عزم أقصي يبلغ 516 رطل قدم عند عدد لفات للمحرك تتراوح ما بين 2000-5000 لفة في الدقيقة. ولكن الجديد هنا هو توافر محرك V8 سعة 4 لترات تم تطويره بالتعاون مع شركة أودي الألمانية. والواضح أن هذا المحرك من المحركات المتفوقة فنياً، وهو الذي تحدثت عنه بنتلي منذ ثلاث سنوات عندما وعدت بمحرك نظيف بيئياً تنخفض نسبة إنبعاثات ثاني أكسيد الكربون الصادرة منه بنحو 40%. ويمكن لمحرك بنتلي الجديد العمل بالوقود العضوي بل ومن المحتمل أن يتم تزويده بشاحن تربو عندما يظهر في الأسواق بحلول عام 2012. والطبع ستكون النسخ المزودة بهذا المحرك هي الأكثر مبيعاً في الأسواق خاصة وأنها ستكون أقل قوة من المحرك سعة 6 لترات وبالتالي ستكون أقل سعراً، الأمر الذي سيساعد بنتلي علي زيادة حجم مبيعاتها السنوية. وحرصا علي إضفاء المزيد من الفخامة علي موديلها الجديد، قدمت بنتلي العديد من التجهيزات للمقصورة الداخلية منها نظام سمعي مميز من طراز نايم وقرص صلب بمساحة 30 جيجا بايت وخرائط جوجل للطرق علاوة علي عزل مزدوج للمقصورة لتوفير جو هادئ داخلها أثناء الانطلاق علي الطريق. وتقول الشركة أن الموديل الجديد يوفر مساحة لأقدام الركاب تزيد بحوالي 46 ملليمترا عن المساحة المتاحة في الموديل السابق بفضل انخفاض سمك المقاعد كما أن أحزمة الأمان في الموديل الجديد لم تعد متكاملة مع المقعد، ولكن لا تزال المساحات الخلفية في السيارة غير كافية. وقد أولت بنتلي الكثير من الاهتمام لواجهة نظام الوسائط المتعددة، فهناك شاشة رقمية أكثر عرضاً مع أدوات تحكم تعمل باللمس. تمكن أهمية موديل كونتيننتال في أن إليه يرجع الفضل في الطفرة التي شهدتها الشركة خلال السنوات العشر الأخيرة، وقد باعت الشركة أكثر من 23 ألف نسخة من تلك السيارة منذ عام 2003، بينما بلغت المبيعات الإجمالية للشركة علي مدار تاريخها البالغ 80 عاما حوالي 16 ألف سيارة. وساعد ذلك علي حالة من الرخاء تمتعت بها الشركة نتيجة زيادة مبيعاتها من ألف سيارة إلي 10 أضعاف هذا الرقم في غضون 4 سنوات. ربما المشكلة التي يواجهها مثل هذا النوع من السيارات هو أن عملاء هذا القطاع يبحثون دائماً علي كل ما هو جديد، وقلما تبقي سيارة في حوزتهم لأكثر من عام ولهذا رأت الشركة أنه قد حان الوقت لتجديد الموديل لإغراء تلك الفئة من الأثرياء لشراء موديل بنتلي الجديد.
