· ناجح إبراهيم: رجال الدين يلعبون دوراً خبيثاً · رشاد البيومي: فتواه غبية وتدخلنا النفق المظلم فجأة.. خرج علينا الشيخ السلفي محمد حسين يعقوب بآراء صادمة في أحد دروسه الدينية، عندما ظل يهلل ويكبر بنتيجة الاستفتاء التي قالت «نعم» للتعديلات الدستورية، ولم يتوقف يعقوب عند هذا الحد بل نادي بإصدار فتاوي تعيدنا إلي عصور الظلام بتكفير كل من قال «لا» للتعديلات الدستورية مستخدماً فتوي أجازت له طرد كل من أبدي اعتراضه علي التعديلات وهو ما أثار حالة من الغضب في أوساط جماعة الإخوان والوسط والجماعة الإسلامية خاصة أن يعقوب أصدر فتوي تكفير علنية مما قد يشعل معارك طائفية، الأمر الذي دعا أتباع تلك التيارات إلي مطالبة يعقوب بالتراجع عن فتواه متهمينه بالسعي لاشعال الفتنة الطائفية. في البداية قال الدكتور ناجح إبراهيم القيادي في الجماعة الإسلامية إن ما قاله الشيخ محمد حسين يعقوب غير مناسب تماماً للظرف السياسي الحالي لأنه قد يشعل الأمور الملتهبة أصلاً والمتوترة منذ عدة أيام، وإن كنت أري أن الساحة المصرية شهدت نوعاً غريباً من التجييش كانت تقوم به الكنيسة المصرية، حيث أصدر البابا أوامره لكل القساوسة ورجال الدين المسيحي بإجبار المسيحيين علي التصويت ب«لا» بل إنها هددت من يقول نعم بأنه سيفسح بذلك المجال للإخوان المسلمين، فتحولت مصر إلي مسلمين وشيوخ يقولون «نعم» وقساوسة ومسيحيين يقولون «لا» مع أن الظرف ظرف سياسي والموقف هنا موقف سياسي وليس دينياً إلا أن رجال الدين من الطرفين لعبوا دوراً خبيثاً. وأضاف: الكلام غير مناسب وهي «فلتة» من فلتات يعقوب وكلامه خاطئ ولم يكن عليه أن يقوله لأن هناك من الصالحين من المسلمين من قال «نعم» ومنهم من قال «لا» لذلك لابد ألا نصنف المسلمين صنفين ونترك الصناديق تقول رأيها، وربما يكون السبب في الخطأ الذي ارتكبه يعقوب هو أنه لأول مرة يخوض العمل السياسي، لذلك فإنني أطالبه بعدم الخلط بين ما هو دعوي وبين ما هو سياسي، فالدعوي ثابت والسياسي متغير، مشيراً إلي أن ما يقوله عن طرد من قال «لا» أو طرد المسيحيين يمكن أن يؤجج نار الفتنة من جديد خاصة أنه أحد الشيوخ الأجلاء الذي يحبه الكثيرون ويتبعون كلامه الذي ينطوي علي خطورة شديدة علي أمن مصر واستقرارها، لذلك أطالبه بمراجعة نفسه وعدم خلط الدين بالعمل السياسي. أما عبدالحميد بركات من حزب العمل فقال: ليس من الإسلام ولا من اللياقة ولا من حسن الفطن أن يقول محمد حسين يعقوب هذا الكلام الذي سيؤدي لاشتعال الفتنة الطائفية وأقول: له إن الإسلام قال «ادع إلي سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن»، كما أن الرسالات السماوية كلها قامت علي الاقناع، فلماذا يحاول يعقوب اجبار الناس علي اتباعه بتكفير من لا يأتي علي هواه ولا يتوافق مع آرائه السياسية، فالإسلام ترك لنا حرية العقيدة ونحن هنا لسنا أمام عقيدة بل أمام رأي، وإذا كانت هناك حرية عقيدة فما بالنا بالقضايا الأخري التي يريد يعقوب تكفيرنا بسببها. وأضاف: أقول ل«يعقوب» من كفر مسلماً فقد باء بأحدهما كما قال الرسول الكريم فكيف تكفر أنت المسلمين لمجرد مخالفتهم في الرأي، لذلك فقد آسفت كثيراً لهذه الكلمات غير المسئولة، لأنها تنطوي علي خطورة كبيرة متمثلة في أن يعقوب له مريدوه ومن يتبعونه فكيف يقول ذلك؟ ومن أعطاه الحكم لكي يطرد هذا ويبقي علي هذا؟ وأطالبه بمراجعة كلامه غير المسئول خوفاً علي بلادنا من الفتن ولأنني أخشي أن يتمسك بهذا الرأي الجهلاء ويقومون بأفعال قد نندم عليها لأنها ستتسبب في اشعال الفتن الطائفية وكما قال الرسول الكريم: «الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها». أما أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط فقال: لا أوافق علي ما يقوله محمد حسين يعقوب فكلامه مرفوض شكلاً وموضوعاً لأنه ليس كل من قال «نعم» فهو مسلم وليس كل من قال «لا» فهو مسيحي فالمسألة نسبية واستشعر خطورة كبيرة في استخدام الفتاوي الدينية في المسائل السياسية فهي المحرك دائماً لكل العمليات الإرهابية التي وقعت وستقع لا قدر الله في حالة الاستجابة لهذه الدعوات غير المسئولة التي يطلقها بعض هؤلاء الشيوخ. وأضاف: أرفض ما يروجه البعض من أن ما قاله يعقوب هو رد لما فعله المسيحيون لأن الموقفين خطأ كبير من الممكن أن يؤديا إلي كارثة طائفية جديدة طالما أنهما يسعيان لاستخدام الدين في السياسة وأكد ماضي أنه يستشعر خطورة في كلام يعقوب خاصة أن هناك العديد من الجهلاء الذين يستمعون إلي كلامه دون وعي. أما الدكتور رشاد البيومي النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين فقد قال: ما قاله يعقوب جاء في غير محله ولا يجب أن يأتي في مثل هذا التوقيت بالذات، خاصة أننا في مرحلة «لم» الشمل ومحاولة بناء ما هدمه مبارك وأعوانه علي مدار سنوات عديدة، لذلك لا يجب عليه أن يدخلنا في دائرة التخوين وليس من حقه أن يخون من قال «لا» فالمسألة نسبية الكل يخشي علي بلده مصر، لكن كلا بطريقته الخاصة والخطورة فيما قاله يعقوب تكمن في الشخص المتلقي الذي يمكن أن يسمع كلام يعقوب ويثور علي من قال «لا» وبالتالي تشتعل نار الفتنة الطائفية من جديد وبالتالي أيضاً سندخل في معارك جانبية ستشعل مصر بعد أن هدأت الأمور عقب الثورة الشبابية الناجحة، لذلك أؤكد للشيخ يعقوب ولكل من سمعه أنه من الغباء أن يتم استدراجنا لمعارك تافهة الآن لأن مصر لا تحتمل أي أزمات طائفية في الوقت الحالي ولا يمكن أن ندخل النفق المظلم مرة أخري. وحول رأي البعض من قيام يعقوب بذلك رداً علي تجييش الأقباط قال البيومي: لا أتفق مع من يقول ذلك لأنه لا يجب أن ينجرف وراء هذه الدعوات الغبية ولا يجب أن نتهم من قال «لا» بالكفر لأن هناك قطاعاً من المسلمين قال «نعم» وبالتالي تكفيره سيعود علي من قام بتكفيره لذلك فإنني أطالب يعقوب بالتراجع عن دعوته وتكفيره للآخر حتي تمر بلادنا بسلام. أما عن تكبيرات يعقوب فقد قال: هو حر يحتفل كيفما شاء بانتصاره إذا كان هناك شعور لديه بالانتصار، وأعتقد أنه شعور زائف لأن المسألة لا تخرج عن استفتاء وصناديق وليست معركة عسكرية حتي نحتفل فيها. وأشار البيومي إلي أن هناك أشخاصاً يتلاعب بهم الخارج لضرب الاستقرار في مصر بعد أن نجحت الثورة، كما أن هناك أشخاصاً يتم التلاعب بهم من الداخل من أنصار النظام القديم لذلك لا يجب أن ننجرف إلي هؤلاء ولا إلي هؤلاء.