أثارت ميني كثيراً من الجدل بين عشاق سيارات تلك الماركة الشهيرة بعد توسعها الكبير علي مدار الأعوام الماضية والذي أدي من وجهة نظرهم إلي ابتعاد الشركة عن طابعها التقليدي كشركة منتجة للسيارات الصغيرة للغاية والسعي لإنتاج سيارات بحجم أكبر. والمؤكد أن نموذج روكيت مان سيخفف من حدة تلك الانتقادات، فالنموذج يمهد لظهور نوع جديد من سيارات ميني الصغيرة خاصةً وأنه قريب من حيث الأبعاد من موديل الشركة الأول الذي خرج إلي الوجود في عام 1959، حيث أن النموذج الجديد لا يزيد من حيث الطول عن الموديل الأصلي بأكثر من 10 سنتيمترات. وربما تمكن أهمية هذا النموذج في أنه يعطي بعض التلميحات الواضحة المتعلقة بالتصميمات المستقبلية لميني وكيف ستسعي بي إم دابليو لإعادة تقديم الشركة وتعزيز مكانتها في سوق السيارات الفارهة الصغيرة الذي تواجه فيه ميني منافسة ضارية تلك الأيام. ورغم أن الشركة تؤكد بأن النموذج لا يعد تمهيداً لموديل جديد كما حدث مع نماذجها التصورية السابقة، غير أن هذا التصميم بملامحه التي تقترب من موديل تويوتا iQ من حيث ترتيب المقاعد بواقع 3+1 لا يدع مجالاً للشك بأن روكيت مان هي تمهيد لموديل قادم ربما يظهر بعد سنوات. ولكن يؤكد رئيس الشركة أنه سيتم تقييم رد فعل الصحافة وعشاق السيارات تجاه النموذج عندما يبدأ عرضه ضمن فعاليات معرض جنيف التي ستنطلق في الأسبوع القادم. تم تطوير النموذج تحت اسم بيور قبل أن يتغير اسمه إلي روكيت مان، وهو في واقع الأمر يجمع بين التقنيات والأفكار المتطورة مع إعطاء دلائل قوية عن شكل الجيل الجديد من عائلة سيارات ميني، بما في ذلك لغة التصميمات الداخلية والخارجية لموديلات الشركة. يعتمد النموذج علي شاسيه أحادي مصنوع من ألياف الكربون، يبرز في المسافة الواقعة بين العجلات الأمامية والأبواب الأمامية. وفي تلك السيارة أيضاً تم استخدام إطار من ألياف الكربون لسقف السيارة. تتميز السيارة بأبعادها الصغيرة حيث يبلغ الطول 3419 ملليمتر والعرض 1907 ملليمتر والارتفاع 1398 ملليمتر الأمر الذي جعل المساحة المخصصة للمقاعد الخلفية محدودة للغاية. ولكن يمكن زيادة المساحات الخلفية من خلال تحريك المقاعد الأمامية في اتجاه المقدمة. وهناك أيضاً قاعدة أساسية لمقعد خلف مقعد السائق تسمح بموضع لراكب رابع في السيارة لمسافات قصيرة. ربما نجد الوضع أفضل حالاً بالنسبة لركاب المقاعد الأمامية حيث المقصورة العريضة والتصميم العميق للتابلوه الذي سمح لمصممي الشركة وضع بنية جديدة تماماً للتصميم أتاحت منح الركاب شعوراً أكبر بالرحابة. ورغم المساحات الصغيرة في المؤخرة، تمكن فريق تصميمات ميني من توفير مساحة معقولة للتخزين وراء المقاعد الخلفية. ويمكن الوصول إلي تلك المساحة من خلال درج ينزلق من مؤخرة النموذج ويبدو هذا الدرج عملياً بشكل مدهش. النموذج الجديد كما ذكرنا يحمل ملامح المستقبل لسيارات ميني رغم أن النموذج يعد أساساً لسيارة تخصص للاستخدام داخل المدن، ولكن من المتوقع أن تظهر ملامح التصميم الخارجي خاصة الجناح الأمامي وغطاء المحرك والمصابيح الأمامية التي تعتمد علي تقنية LED والتي تحوط الشبكة الأمامية في الأجيال المقبلة من سيارات الشركة الحالية والمنتظر ظهورها بحلول عام 2013. .وفي الداخل يعتمد التصميم علي الشكل الدائري للعدادات ولكن من المتوقع أن تطرأ التعديلات علي هذا الشكل خلال العامين القادمين، وربما يتحول الشكل إلي شاشة تعمل باللمس تجمع نظام الملامح ووظائف الإنترنت في أداة واحدة. بالنسبة للمحركات، لم تقدم الشركة أي تفاصيل متعلقة بها، ولكن قالت الشركة أنه يمكن للنموذج الاستعانة بمحرك يستهلك ما يعادل جالون لكل 94 ميل تقطعها السيارة. ولكن من خلال هذا التصميم الذي يتسم بديناميكا هوائية مميزة يمكن توقع تزويد النسخة النهائية من هذا النموذج بمحرك جديد ذي 3 سلندرات يدار بالديزل ستقوم بي ام دابليو بإنتاجه في المستقبل القريب، ومن المحتمل أن تستخدم الشركة نسخة خفيفة من هذا المحرك مصنوعة من ألياف الكربون.