· الإسكندرية مدينة ساحلية كانت الأقل عنفا أثناء نشاط الجماعات الإسلامية ذات الطابع الجهادي · السلفيون اعتبروا احتجاز الكنيسة لكاميليا شحاتة مسألة يجب أن تنتفض لها الأمة كلها ولا يؤيدون الخروج علي الحاكم قال الدكتور كمال حبيب - الباحث في شئون الحركات الإسلامية- أن أفراداً سلفيين قد يتحولون إلي العنف والسلفية الجهادية انتقاما لمقتل السيد بلال في الإسكندرية موضحا أن السلفيين نزلوا إلي الشارع ليس خروجا علي الحاكم بل لمطالبة الدولة بأن تبسط سيطرتها علي الكنيسة، كما أن الفكر السلفي القديم يعد احتجاز الكنيسة لما يسمونه بالاسيرات المسلمات قضية يجب أن تنتفض الأمة كلها من أجلها. وقال د. كمال حبيب إن التيار السلفي قديم في مصر وتمثله جمعية أنصار السنة وهي جمعية موجودة منذ عام 1929 وشرعية رغم أنهم منعوا لبعض الوقت في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر من ممارسة نشاطهم إلا أنهم عادوا في آواخر عصره وكان لهم نشاط ملحوظ في إعادة طبع كتب التراث وتحقيقها وعادت التيارات السلفية للظهور في السبعينيات وكان لها نشاط كبير في جامعة الأزهر وبرز دور رموزهم مثل أسامة عبدالعظيم وعبدالله سعد ثم ظهر وأنتشر هذا التيار في العديد من الأماكن في مصر ولكن كتيار علمي وتقليدي ظهر بشكل كبير في الإسكندرية عن طريق رموزهم الدكاترة محمد إسماعيل المقدم وأحمد فريد وياسر برهامي والشيخ أبواسحق الحويني وهم الذين تأثروا وأثروا في التيار السلفي، وأشار د. كمال حبيب إلي أن نزول السلفيين إلي الشارع وظهورهم في مظاهرات نتيجة لاخفاء الكنيسة لكاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين وأيضا بعد كلام الأنبا بيشوي مما أعتبره السلفيون ضعفا من الدولة وأن الكنيسة أخذت ما ليس لها وكان هذا أول ظهور للسلفيين ونزول لهم إلي الشارع للتعبير عن مطلب لهم محدد وواضح وهو «الإفراج عن الأسيرات في الكنائس» وهو مطلب أقرب لتفكيرهم وقناعاتهم، ويري كمال حبيب أن السلفيين لم يكن لهم سابق عهد بالنزول إلي الشارع والخروج في مظاهرات لأنهم أهل علم وعندما نزلوا الشارع كانت الظاهرة ملفتة للمراقبين فهناك تيارات إسلامية أخري مثل الاخوان المسلمين ظهر لهم بعض البيانات التي تشجب احتجاز الكنيسة لكاميليا شحاتة وأيضا ظهرت بعض الآراء الفردية لإسلاميين مثل سليم العوا وربما فهمي هويدي ولكن تظل الظاهرة الملفتة هي تبني السلفيين لهذه القضية، وأوضح كمال حبيب أن خروج السلفيين إلي الشارع لم يكن خروجا علي الحاكم أو ضد السلطة بل خرجوا لمطالبة الدولة بأن تبسط سيطرتها علي الكنيسة والافراج عن مواطنين مصريين قامت الكنيسة بحبسهم وقام الأمن بتسليمهم للكنيسة علي غير سلطة الدولة والدستور لأن السلفيين لا يؤيدون الخروج علي الحاكم وموقفهم ثابت لم يتغير، فهم يطالبون الحاكم ولكن لا يخرجون عليه ويري كمال حبيب حول ضرب الدولة للاخوان بالسلفيين بأن الأمن في فترات معينة يستخدم بعض التناقضات لضرب التيارات ببعضها وأيضا يستخدم تيارات في ضرب تيار آخر بمعني أن يقمع تيارا ويسمح لآخر. وقال كمال حبيب بشأن الجناح المتشدد داخل جماعة الإخوان المسلمين وعما إذا كانوا قد يتحدون بالسلفيين أن هناك جناحا داخل الإخوان يؤمن بالعمل التربوي بعيدا عن السياسة وهذا التوجه أقرب لتوجه السلفية بعيدا عن العمل السياسي والاشتباك مع مشاكله وهو تيار ممكن أن تقول إنه علي اتجاه يميني داخل الاخوان ويبقي للاخوان فكرهم الخاص بهم وكذلك السلفيين، كما أن عدد التيار السلفي كبير ولكنه لا يؤمن بفكر الجماعة أو التنظيم فهو تيار موجود بحكم توجهات تدين لدي قطاعات واسعة لدي الشعب المصري تذهب إلي هذا الاتجاه ولكن تذهب إليه بشكل فردي بعيدا عن فكرة التنظيمات أو منازعة الدولة أو استخدام وسائل تستخدمها تنظيمات أخري فهو فكر تلقائي فطري موجود في الأحياء والأماكن المختلفة فالذي دفعهم للنزول إلي الشارع نزعة دينية بحتة مصدرها الشعور بأن الدين مهدد لأن الفقه التقليدي القديم يقول بإن أي مسلم يتعرض للفتنة بتركه في يد غير المسلمين أو من يمكن أن يرغموه علي عقيدة مختلفة فهذا يعد كبيرة في الفكر التقليلدي القديم وهم متأثرون به وبالتالي اعتبروا أن مسألة احتجاز الكنيسة لكاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين وتركهم في يد الكنيسة مسألة يمكن للأمة كلها أن تنتفض من أجلها وهذا حدث من منظور ديني بحت بعيدا عن السياسة ونزعة دينية تجاه ما يعتبرونه واجبا عليهم لتحرير أسر كاميليا شحاتة ووفاء قسطنطين. ومشيراً إلي أن الإسكندرية مدينة ساحلية كانت أقل المدن عنفا أثناء نشأة الجماعات الإسلامية ذات الطابع الجهادي.