هل صحيح أن "عبد الحليم حافظ" غني للملك الحسن الثاني أكثر مما غني للرئيس "جمال عبد الناصر".. كان هذا هو التساؤل الذي طرحته مجلة "المصور" أو إن شئت الدقة لم يكن تساؤلاً بقدر ما حمل إجابة مباشرة تؤكد أن "عبد الحليم غني للحسن الثاني أكثر مما غني لجمال عبد الناصر.. كان "عبد الحليم" يدعي مرتين في العام إلي المغرب في عيد الجلوس وعيد الشباب.. الزميل "محمد دياب" رصد الأغاني التي وصلت إلي 13 أغنية لست متأكداً من الرقم لأن معلوماتي أن "الموجي" لحن 3 أغنيات و "بليغ" 3 أغنيات و "منير مراد" أغنية أي أن المجموع لا يتجاوز 7 ورغم ذلك فإن أغنيات "عبد الحليم" لجمال عبد الناصر وللثورة تجاوزت 50 أغنية! العلاقة الخاصة بين "عبد الحليم" والملك الحسن هي التي فرضت عليه أن يغني باسمه كان الملك يتكفل بمصاريف علاجه الباهظة وهذه الحفلات التي كان يشارك فيها "عبد الحليم" سواء في زمن "عبد الناصر" أو "السادات" كانت تتم بموافقة الدولة ولم يكن "عبد الحليم حافظ" فقط ولكن "محمد رشدي" شارك فيها وأيضاً "فايزة أحمد".. بل في فترة زمنية حدثت جفوة بين الملك الحسن وعبد الحليم حافظ عندما ذهب "عبد الحليم حافظ" إلي الجزائر في عيد استقلالها وغني "قضبان حديد اتكسرت" والمعروف أن العلاقات دائماً متوترة بين الجزائر والمغرب للخلافات علي الحدود وظل "عبد الحليم" لمدة خمس سنوات مغضوباً عليه من الملك حتي تم الصلح بينهما قبل رحيل "عبد الحليم" بعامين فقط.. بالطبع لا أعتبر أن هذه الأغنيات تستحق أن يتباهي بها المطرب و "عبد الحليم" لم يفكر أن يشير كثيراً إلي تلك الأغنيات في حياته فلقد غني أيضاً لبعض الأمراء في المملكة العربية السعودية والكويت بالإضافة إلي بعض أغاني الأفراح والتي كان بين الحين والآخر يقدمها "مجدي العمروسي" علي أشرطة بعد رحيل "عبد الحليم".. وأيضاً "محمد عبد الوهاب" له أغان خاصة قدمها للأفراح ولعدد من الأمراء العرب.. "أم كلثوم" هي الاستثناء الوحيد فلم تغن أي أغاني خاصة لملك أو أمير صحيح أنها قدمت قصيدتين للشاعر الأمير "عبد الله الفيصل" وهما "ثورة الشك" و "من أجل عينيك" الذي أكد في وصيته التي كتبها في منتصف الستينيات أن "أم كلثوم" لها حق أن تقدم بدون قيد أو شرط أي قصائد من إبداعه.. وذلك رغم أن "أم كلثوم" رحلت عن الحياة عام 1975 وهو قد عاش بعدها 32 عاماً!! كانت "أم كلثوم" تغني هنا للشاعر وليس للأمير فهي غنت من كلماته ولم تغن له.. نعم "عبد الحليم" يغني للملوك والأمراء هي معلومة معروفة ولم تتعود الصحافة في حياة "عبد الحليم" علي أن تذكرها كثيراً لكنها لا تعني أن "عبد الحليم حافظ" غني للملك أكثر مما غني للرئيس.. إنه تاريخ مسكوت عنه.. إنها رتوش غير مستحبة للمطرب الأول الذي ارتبط صوته بالثورة و "عبد الناصر"!! كان "محمد عبد الوهاب" قبل الثورة يحمل لقب مطرب الملوك والأمراء فهل أخذ منه "عبد الحليم حافظ" هذا اللقب بعد الثورة؟! نحن في هذه الحالة نظلم الحقيقة لأن عبدالحليم رغم شيء هو صوت الثورة وعبدالناصر.