حين تلقيت دعوتهم سيطرت علي حيرة للقبول أوالرفض فعنوان الدعوة "مستقبلنا.. في بلدنا " وفي بداية الأمر ذهبت أفكاري إلي إتجاهين الأول أنها إحتفالية يقيمها الحزب الوطني الديمقراطي يستعرض فيها إنجازات تؤهله لانتخابات ذات شفافية بعد ذلك العرض الذي سأشاهده ويشهده آخرون وبالتالي تتحقق فكرة الإعلان عن شفافيتهم والتي لا أميل إلي تصديقها بعد إختيار مرشحيه لمجلس الشعب في دورته القادمة والاتجاه الثاني أن القائمين علي الحدث " مستقبلنا.. في بلدنا " هم مجموعة من معارضي الحزب الوطني قرروا إقامة المؤتمر لاستعراض مساوئ البلد وسلبيات المجتمع وبالتالي يضعون خططا وطموحات نحومستقبل آخر أوخطة بديلة للواقع ومع هذا الصراع تباطأت في حماسي لحضور المؤتمر لأنني من هؤلاء الذين يبغضون اسلوب تشويه الآخر من أجل البقاء.. وذهبت للحضور أبحث في مغزي ذلك العنوان الجاذب وجدت فكراً أكثر جاذبية ووجدتني إلي حد ما سيئة الظن .. " مستقبلنا في بلدنا " عنوان حدث هام في نظري توَّجَهُ شعارهم علم مصر مرفوعاً ومطبوعاً ينتشر في كل مكان.. يدعمه أغان وطنية بصوت العندليب الراحل عبد الحليم حافظ الوطنية الحماسية بينما موضوع المؤتمر يصل في معناه إلي رُقي فكري لمسته في حديثي مع منظمي الحدث الذين تركزت جهودهم في جمع أكثر من ثمانين شركة كبري لتعيين ألف شاب وفتاة، بينما تقدم حتي منتصف يوم المؤتمر أكثر من اثني عشر ألف شاب وفتاة حديثي التخرج لم يكن ذلك بجهود حكومية أومعارضة، إنها جهود أهلية تماسكت فيها الأيدي تعمل من أجل أبناء مصر ولصالح مصر، تعانقت أفكار نادي روتاري قصر النيل مع الجامعة الأمريكية لفتح أبواب الأمل أمام شباب لا يملك إلا طموحه وأحلامه نحومستقبل أفضل ربما في هذه المرحلة التي تشهدها مصر وأحداث غير عادية يترقبها الجميع كانت بارقة أمل لهذه الأعداد الباحثة عن يد العون وسط زحام لحاق الكبار للفوز بقطعة من الكعكة في حين انصرف أصحاب الكعك للبحث عن وظيفة توفر قوت أيامهم المجهولة القادمة، بدا لي جهد كبير لتجميع هذه النخبة من شركات ومصانع كبيرة وإقناعها بفكرة تعيين شباب مصر إبقاءً عليهم دون اللجوء إلي الاغتراب وفقد الأمل في الحصول علي وظيفة ومستقبل داخل الوطن، لا أعلم لما تصورت الحدث " مستقبلنا في بلدنا " يتحول إلي حملة قومية يجتمع عليها وترعاها الجمعيات الأهلية والمجتمع المدني المحب للعمل الخدمي، وهم كثيرون أمثال ذلك النموذج المشرّف الذي شاهدته.. مناقشات دارت بيني وبعض من بذلوا جهداً في هذا الحدث الهام ومنهم " أسامة مراد " و"نيفين كشميري" مساندين رئيستهما هذا العام " دينا سليمان" ربما لوتكاتفت نوادي الروتاري مع المهتمين بمستقبل مصر لتحول ما شاهدته إلي تغيير وتعديل هام في مسار مصر والمصريين. حنان خواسك