مع قلة أفضال رئيس الوزراء وحكومته د.أحمد نظيف علينا، فإنني لابد أن أعترف بفضل له علي شخصيا عندما جعلني واحداً من تصريحاته مؤخراً، أعود بالتفتيش في رأسي إلي برنامج الرئيس مبارك الذي أعلنه علي الشعب من سنوات، إذ لم أعد إلي البرنامج المكتوب، بل استعنت بضعف ذاكرتي علي محاولتي ذلك! إذ كان تصريح د.نظيف أنه قد تم الانتهاء من تنفيذ البرنامج الانتخابي للرئيس!، فلم أعجب لذاكرتي التي خانتني إلا من بعض الإعلانات والتصريحات التي اتبع أصحابها لسنوات منهج الإلحاح الدائب علي أن ما يفعلونه من خلال انجازات الحكومة أو أصحاب المشروعات الخاصة هو «تنفيذ للبرنامج الانتخابي للسيد الرئيس»، أما وأن د.نظيف قد أعلن أن تنفيذ البرنامج قد أوشك علي الانتهاء! فكيف كان شعور رئيس الوزراء وهويعلن ذلك ليس علي المصريين فقط! بل أمام الرئيس مبارك نفسه، إذا كان أبناء مصر لايصدقون أن ما جري لهم علي أيدي حكومة د.نظيف هو فعلا برنامج الرئيس!. وبعد مراجعة بسيطة لما نزل بنا من المصائب خلال السنوات التي أعقبت إعلان برنامج الرئيس وبعد تولي د.نظيف الوزارة مباشرة أدركت أن مراجعتي حتي لو كانت دقيقة فلن تفيد!، بل وجدت الأوفق أن يتولي الرئيس بنفسه محاسبة د.نظيف وحكومته علي مدي الالتزام ببرنامج الرئيس! أو إذا كان الرئيس لايجد وقتا في زحمة انشغالاته الباهظة ومنها طلبات الحكومة إلي سيادته بانقاذها من ورطاتها المتكررة فهل من جهة محايدة داخل مصر أو خارجها تقوم بمضاهاة أصل برنامج الرئيس علي ما قدم د.نظيف وحكومته في سياق تنفيذ البرنامج لاسيما وأن رئيس الحكومة قد أعلن أنه بسبيله وحكومته إلي الانتهاء من تنفيذ البرنامج الرئاسي! والذي لم يرد فيه طبعا دون عودة دقيقة إلي البرنامج السعي بقوة إلي رفع معدلات البطالة في مصر لاسيما بين المتعلمين إلي حدودها غير المسبوقة حاليا! وبالطبع لم يكن الرئيس يعلم وهو يضع برنامجه الرئاسي أن كل طموحاته «ستنفجر فيها هذه «العبوات» شديدة الانفجار من عينة «العلاج علي نفقة الدولة» وتورط بعض من نواب الشعب والوزراء وبعض موظفي مجلس الوزراء أنفسهم في موالاة الاستيلاء علي أموال العلاج داخل مصر وخارجها للفسحة وعمليات التجميل لكل من أراد ولكل من أرادت بشرط «الانتماء» إلي قبائل أصحاب الحظوة! أو غلطة الشاطر التي تورطت فيها الحكومة فيما عرف مؤخرا «مدينتي» من أراضي القاهرة «حبيبتي» وما ستسفر عنه الايام من كل «بالم» و«هيلز» مهما تعددت الاسماء! هنا فقط توقفت عن التفتيش في رأسي عن مفرادات برنامج الرئيس! ومالت رأسي دون أن أقصد ولا بأي نوع من سوء النية إلي حصر هذه «المخازي» التي لم ترد بالطبع في برنامج الرئيس وإذا بي أجد رأيي هذه المرة أيضاً عاجزة عن إحصاء وتعداد كل ما وقع لنا ومازال يقع من مصائب دهر حكومة د.نظيف! لكن المخاوف وذعري الشخصي فقط ما جعلني أبحث فيما هو مازال من بقية المحكوم به علينا من عمر حكومة د.نظيف! خاصة أن ما فهمته من تصريحه أن هذا الذي تجود به علينا حكومته ربما هو «اجتهادات» بعد الفراغ من اتمام برنامج الرئيس! فالذي تخبئه لنا الأيام من طراز انجازات حكومة د.نظيف يعني أننا بسبيلنا إلي هول أكبر! كأن يكشف النقاب عن حقيقة مبيعات حكومة مصر من أراضي شعب مصر وعوار عقود هذه المبيعات! فيكون علي غلابة مصر سداد الغرامات والتعويضات التي تستحق علي الحكومة لمن نهبوا أراضي مصر نهبا منظما! ويكون علي الرئيس مبارك مديد العون لحكومة مصر حيث لا نجاة وهيهات!، لا أدري ما هو الحل! وهل ما تم بيعه من أراضي «بلدي» كفاية، أم أن هناك بقية ؟!