عقدت القوات النظامية السورية ومقاتلو المعارضة مصالحة اليوم الإثنين في بلدة ببيلا إحدى آخر بؤر التوتر الرئيسية في ريف دمشق، والتي دمرها النزاع الدامي. وتجري اتفاقات متتالية للمصالحة منذ أكثر من عام في العديد من المناطق القريبة من العاصمة السورية، والتي شهدت معارك يومية شرسة قرر على أثرها مقاتلو المعارضة وقوات النظام السوري التفاوض لإجراء مصالحة بحيث لا يدعي أي من الطرفين النصر. ويشرف على اتفاقات وقف إطلاق النار شخصيات عامة - بما في ذلك رجال الأعمال ووزراء سابقون - من المناطق الخاضعة لأعمال العنف. وتقضي هذه الاتفاقات على وقف إطلاق النار، ورفع الحصار الخانق من الجيش والسماح بدخول المواد الغذائية إلى المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، وتسليم مقاتلي المعارضة أسلحتهم الثقيلة، ورفع العلم الرسمي للنظام على مؤسسات الدولة في هذه الأحياء. وعقدت اتفاقات المصالحة هذه في عدد من البلدات الواقعة في ريف دمشق مثل قدسيا والمعضمية وبرزة، وبيت سحم، ويلدا، ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين، وكان آخرها في ببيلا. كما يجري التفاوض حاليًا على إجراء اتفاقية جديدة في حرستا، أحد معاقل المعارضة المسلحة في شمال شرق العاصمة. وتمكنت مراسلة من وكالة فرانس برس من زيارة ببيلا الإثنين وشاهدت عشرات الأشخاص يهتفون "واحد، واحد، واحد الشعب السوري واحد" في الشارع الرئيسي للبلدة الذي شهد دمارًا شبه كامل جراء القصف والحرائق وعانت أبنيته ما عانته من التدمير. ورفعت السلطات السورية الإثنين العلم السوري على مبنى بلدية ببيلا الواقعة على بعد نحو 10 كلم جنوب العاصمة واستخدمت كقاعدة خلفية لمقاتلي المعارضة، وأحكمت القوات النظامية منذ عدة أشهر الحصار عليها. ولا يزال مقاتلو المعارضة متواجدين في البلدة، حيث تقضي شروط الاتفاق بحصولهم على عفو "شرط تسليم سلاحهم" الخفيف. وأقام مقاتلو النظام والمعارضة حواجز مشتركة في بعض المناطق بينها قدسيا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وأودى النزاع المسلح في سوريا بحياة أكثر من 140 ألف شخص، كما دفع الملايين إلى ترك منازلهم والنزوح داخل أو خارج البلاد.