اجتمع وفدا النظام السوري والمعارضة للمرة الأولى دون أن تلتقي النظرات. واتهم رئيس الائتلاف المعارض، أحمد الجربا، دمشق ب"القتل والتعذيب". وأعلن المبعوث الأممي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي أنه سيلتقي الوفدين السوريين الخميس "على انفراد وسنرى ما هي الطريقة الأفضل للمضي قدما". لم تلتق نظرات وفدي النظام السوري والمعارضة التي تطالب بإسقاطه في المؤتمر حول سوريا في مونترو السويسرية، ولم يتبادلا سلاما ولا تحية، بل تلاسنا وتبادلا الاتهامات ولم تكن تفصل بينهما إلا أمتار قليلة. وجلس الوفدان إلى جانبي عرابيهما، ممثلي واشنطن وموسكو، إلى جهتي الطاولة الرئيسية التي ترأسها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، وجها لوجه. لكن عندما أعطي الكلام لرئيسي الوفدين تبادلا النعوت من دون النظرات. كان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، الذي يترأس الوفد طيلة وقت المؤتمر تقريبا، ينظر إلى أوراق بين يديه، ويضع سماعتين خلال الكلمات الملقاة بالانكليزية من اجل الترجمة. أما وزير الخارجية السوري وليد المعلم، فبدا في معظم الوقت عابسا، ولم يعبأ بالجرس يقرع أكثر من عشر مرات لإنذاره بضرورة التوقف عن الكلام لأنه تخطى الوقت المسموح به وقدره عشر دقائق إلى 35. اضطر بان كي مون لمقاطعة لمعلم أكثر من مرة. ورد لمعلم بلغة إنجليزية "أنا أقيم في سوريا وأنت تقيم في نيويورك. لدي الحق بأن أعطي الرواية الحقيقة" للوضع. وانفجر أعضاء في الوفد السوري وفي قاعة الاجتماعات وفي مركز الصحافة بالضحك عندما طلب "بين خمس إلى عشر دقائق إضافية". وعندما قاطعه بان مرة أخرى، قال له من دون أن يتخلى عن هدوئه "أعدك، بضع دقائق بعد"، فسمح له الأمين العام الأممي بالمتابعة، معربا عن أمله بأن "يلتزم بوعده"، فقال المعلم "سوريا تفي بوعودها". وحفل خطابه بالتهجم على دول الخليج، التي قال إنها تحاول إعادة سوريا "إلى العصور الوسطى"، وتحاضر بالديمقراطية، بينما "تغرق بالجاهلية". وتهجم على الغرب، قائلا إن الدول التي تدعم بالسلاح والمال بحجة الثورة تسلح "المنظمات الإرهابية"، كما تهجم على المعارضة التي اتهمها ب"الخيانة" و"العمالة". طالب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أحمد الجربا بتحقيق دولي في المراكز الأمنية للنظام السوري، متهما إياه ب"القتل والتعذيب". وقال الجربا بعد أن أعطي الكلام مجددا في نهاية المؤتمر بالإضافة إلى وزير الخارجية السوري وليد المعلم، "أطالب بتحقيق دولي عبر لجنة مستقلة، تقوم بزيارة مراكز النظام الأمنية ومعسكرات اعتقاله التي تعمل على نشر الموت والتعذيب". ووصف الجربا مؤتمر جنيف-2 ب"الفرصة التاريخية"، وقال "نرى ممثل الأسد يرفض إيقاف القتل وإرهاب الدولة الذي تمارسه العصابات المسلحة الداعمة للنظام". وتابع أن "موقف النظام السوري بالإصرار على رفض جنيف-1 يغلق الباب أمام مفاوضات جدية يمكن أن تؤدي إلى حل سياسي لنخرج البلد من الكارثة التي أنزلها النظام بالشعب السوري". وأضاف مستدركا "بالرغم من ذلك يحدونا الأمل بأن نتمكن من بناء سوريا الدولة الحديثة لتكون دولة قانون ومواطنة بين جميع السوريين من دون تمييز". أعلن الإبراهيمي أنه سيلتقي الخميس بطرفي النزاع لبحث المرحلة المقبلة من المفاوضات في إطار مؤتمر جنيف2. وقال "غدا، سألتقي بهم على انفراد وسنرى ما هي الطريقة الأفضل للمضي قدما". وأضاف الإبراهيمي "هل سنجتمع في قاعة واحدة ونبدأ المباحثات أو سنتحادث بشكل منفصل قبيل ذلك؟ لا أعرف بعد". وقال الإبراهيمي إن "لديه مؤشرات على استعداد الطرفين السوريين لمناقشة تبادل السجناء ووصول المساعدات الإنسانية ووقف إطلاق النار بعدد من المناطق.