لا شك في أن ميتسوبيشي إيفو تعد من السيارات الشهيرة في عالم الموديلات السيدان عالية الأداء وقد اكتسبت السيارة علي مدار أجيال عديدة سمعة أسطورية ويحاول الصانع الياباني اليوم الدخول في منافسة مع السيارات الرياضية الخارقة، ورغم أن تصميم الجيل الجديد منها لم يكن ينطوي علي تغييرات جذرية غير أنها تبدو جيدة من حيث التصميم. أما سوبارو إمبريزا STI فهي الأخري تتميز بتصميم أفضل بكثير من تصميم الموديل السابق الذي كانت ردود الفعل تجاهه استقطابية بمعني أنك تحب التصميم تماماً أو تكرهه تماماً. قدمت ميتسوبيشي أول نسخة من لانسر إيفو في عام 1992 وحملت الاسم إيفو 1 ثم بدأت بالتطور عبر السنين. وكان تطور السيارة متزامناًً مع خوضها منافسة بطولة العالم للراليات حيث تحتاج السيارة في تلك البطولة للقوة والمتانة وتكشف إمكاناتها الحقيقية، الأمر الذي فرض علي الشركة تقديم نسخ أكثر تطوراً وجدارة في كل مرة. ومع تقديم الجيل الجديد من موديل لانسر انتهزت الشركة الفرصة لتقديم طراز إيفو 10 وإعطاء المزيد من القوة والنشاط لنظام الدفع الرباعي المتاح لها. ولم يكن ذلك غريباً علي موديل إيفو والذي يعتبر من أفضل سيارات فئة السيدان عالية الأداء. ويتوفر للسيارة أحد خيارين لناقل السرعات، إحدهما يدوي لخمس سرعات وهو أمر غريب إن علمنا أن سيارة الجيل السبق كان مزوداً بناقل يدوي لست سرعات. وتبرر ميتشوبيشي هذا الأمر بأن الناقل اليدوي ذي الخمس سرعات هو دائماً المفضل في سيارات الرالي كما أنه أخف وزناً من ناقل السرعات ذي الست نسب.أما الخيار الآخر فيتمثل في ناقل تتابعي لست سرعات يشبه ما توفره بي إم دبليو للموديل M3 بإسم SMG. ويتوفر لإيفو 10 نظام للتحكم الخارق بالعجلات الأربع وهو عبارة عن نظام تحكم متكامل من شأنه أن يوفق بين الأنظمة المختلفة للتحكم في الدفع. ويعزز من هذه الأنظمة القاعدة الذكية التصميم للسيارة والتي لا تعرف فقط مدي اقتراب السائق من الحدود القصوي للسيارة، بل إنها مجهزة لتحويل العزم إلي العجلات الأكثر ثباناً أو ضخ الزيت إلي الفرامل وذلك بهدف إبقاء السيارة في مسارها أو حتي إعادتها إليه إن خرجت عن المسار نتيجة القيادة بسرعة بالغة في ظروف غير مواتية. خضعت إيفو 10 الجديدة لخفض وزنها بداية من محركها بالإضافة إلي تزويدها بحاجز صدمات أمامي مصنوع من الألومنيوم وسقف مصنوع من مركبات معدنية خفيفة وغطاء محرك ورفارف الأمامية مصنوعة من مواد خفيفة الوزن مع تغيير مكان البطارية وخزان مياه ماسحات الزجاج إلي صندوق الأمتعة بهدف تحسين توزيع الوزن بين المقدمة والمؤخرة، ولهذا فإن وزن السيارة بلغ 1540 كيلوجراماً فقط. علي الطريق تبدو السيارة ناعمة دون أن تكون ضعيفة خاصة أثناء عندما تتجاوز السرعة حاجز 160 كم/ساعة، وتبدي السيارة جدارة مميزة في اجتياز الحلبة بكافة مقاطعها المستقيمة والمتعرجة، حتي منعطفاتها الضيقة والصعبة بدون أي أخطاء الأمر الذي يؤكد علي النضج الكامل لموديل إيفو 10. وأثبت نظام التحكم في الثبات المتاح للموديل جدارته فوق الأسطح الجافة وخاصة أثناء تجاوز المنعطفات، إلا أنه أثناء الخروج من المنعطفات يبدو وكأنه يحد من انطلاق السيارة في الوقت غير المناسب وذلك للحفاظ التام علي ثباتها. قد يعجب البعض بشكل موديل أمبريزا STI في جيلها الجديد ولكن سيزيد هذا الإعجاب بعد التعامل معها. التصميم الخارجي بدا مختلفاً بشكل كبير عن إمبريزا الجديدة وخاصة الإضافات التي طرأت علي الهيكل بشكل عام بما فيها عواكس الهواء والرفارف المنتفخة والعجلات الكبيرة وفتحات التهوية الإضافية. وأضافت تلك التعديلات 5.5 سنتيمتر إلي عرض السيارة بالإضافة إلي منحها مظهر رياضي خارق عززه شكل الشبكة الأمامية والتصميم الجديد لحاجز الصدمات الأمامي بعاكس الهواء السفلي المدمج به، وأنابيب العادم الأربعة. عند الدخول إلي المقصورة تبدو مستويات الفخامة العالية فيها والتي تظهر فيها اللمسة الرياضية. كما بدت المقاعد الرياضية رائعة من حيث إحكامها حول السائق والراكب الأمامي، بالإضافة إلي علبة التروس جديدة بنسبها الست. وتتضمن التجهيزات الأخري تحكماً بالترس التفاضلي الوسطي بالإضافة إلي نظام إس آي من سوبارو والذي يوفر ثلاثة أنماط لدواسة الوقود من ناحية حدتها واستجابتها. وبمجرد تشغيل المحرك يمكن ملاحظة أنه صار أكثر هدوءاً بالمقارنة مع محرك الجيل السابق من السيارة. فبالمقارنة مع الجيل السابق أيضاً فإن هذا المحرك بسعة 2.5 لتر بدلاً من 2 لتر وبالتالي فلقد زادت القوة إلي 305 حصاناً. علي الطريق تبدو السيارة رائعة بكل معني الكلمة بشرط أن تبقي دورات المحرك مرتفعة، حيث بدت علبة التروس اليدوية السداسية دقيقة جداً، كما أن الشعور الميكانيكي المتأتي من الفرامل المصنوعة من شركة برمبو بدا قوياً جداً وهو يعزز من متعة القيادة، أما إنطلاق السيارة من السكون وصولاً لسرعة100 كم/ساعة فيتحقق خلال 4.8 ثانية فقط. وتجدر الإشارة إلي أن تحقيق هذا التوقيت ليس بالأمر السهل علي الإطلاق إذ يتطلب سائقاً متمرساً وذو خبرة كبيرة، كما بدا التحكم بقوة سحب المحرك ممتازاً وذلك رغم أن عجلة القيادة خفيفة جداً ولا تعطي الشعور بالثقة التامة للسائق والتي كانت متوفرة للجيل السابق من السيارة. بدا التعامل مع السيارة مميزاً من ناحية جمعه بين التماسك والراحة حيث يتحقق هذا التوازن لدي القليل من السيارات، فتجاوب السيارة حاد جداً وهو أمر يظهر مع راحة ركوب واضحة، ولم يتعارض ذلك مع متعة قيادة السيارة والتي سترضي محبي سوبارو