أجرت صحيفة التايمز حواراً موسعاً ومطولاً مع رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة، الذى قدمته فى الحوار على أنه يعمل فى ظروف صعبة، وأكثر الذين خاطروا باستمرار استثماراتهم فى مصر، رغم الظروف السياسية الصعبة، التى عاشتها مصر بعد 25 يناير، ووصفت الصحيفة أحمد أبو هشيمة برجل الأعمال الشاب، الذى يمثل حالة استثنائية من رجال الأعمال الذين راهنوا على اقتصاد بلادهم. قال أبو هشيمة للصحيفة البريطانية، "أنا لست مجنوناً، ولكننى مُخاطر"، وهو ما علقت عليه "التايمز" بقولها "ليس كثيراً من رجال الأعمال راهنوا على اقتصاد بلدهم، خلال السنوات الخمس الماضية، مثلما فعل أبو هشيمة"، مشيرة إلى أنه بينما انسحب أغلب المستثمرين، قبل ثلاث سنوات ولم يعودوا سوى بعد الإطاحة بنظام الإخوان المسلمين من الحكم، الصيف الماضى، فإن قليلين مثل أبو هشيمة الذين لم يفروا بعيداً عن بلدهم. وتناولت التايمز بعض الخطط المستقبلية لأبو هشيمة، واعتبرتها نوعاً من الاستثناء، وقالت "فيما يخطط أبو هشيمة لبناء مصنع جديد يسيطر من خلاله على 25% من سوق صناعة الصلب فى مصر وتطرح أسهمه فى الاكتتاب العام، العام المقبل، فمثل هذه القصص استثناء". وقالت الصحيفة البريطانية، "بينما يذهب المصريون للتصويت على دستور جديد، هذه الأيام، فإن المستثمرين يعودون بحذر إلى الاقتصاد الذى تخبط بسبب الربيع العربى وتداعياته، فمنذ يناير 2011، تراجع معدل النمو فى مصر إلى أقل من 2%، وارتفع حجم الدين ليقترب من 90% من الناتج المحلى الإجمالى، كما انهار دخل السياحة، مما أدى لتراجع الأجور وعائدات الضرائب وارتفع التضخم ثمانى نقاط فى الأشهر الثمانية الماضية، ورغم ارتفاع سوق الأسهم المصرية بنسبة 25% منذ عزل حكم الإخوان، لكن أحد المحللين فى معهد كاتو يعتقد أن مصر ربما تقف على شفا الإفلاس". أحمد أبو هشيمة وصف للتايمز فى الحوار الحالة الحالية، وقال "هذا هو وقت حرج، لكنه الوقت المناسب"، مضيفاً: "فى النهاية سنصل إلى الاستقرار، فأى ثورة تستغرق وقتاً، أعتقد أن مصر أمضت 70% من ذلك". ورصدت صحيفة التايمز مشوار أبو هشيمة ورحلته مع الاقتصاد وأهم المواقف التى تعرض لها، وقالت "إن آخرين استطاعوا التجديف وسط هذه الفوضى، بينهم "حديد عز"، أكبر منتج فى مصر ومنافس لشركة حديد المصريين التى يملكها أبو هشيمة، محققاً زيادة فى الأرباح قدرها 76% خلال الربع الثانى من العام الماضى، ويرجع ذلك جزئيا إلى تراجع تكاليف الإسكان، وفى السنوات الست التى سبقت الأزمة المالية العالمية، اشترى أحمد أبو هشيمة وشريك له حصصا فى عدة شركات صلب مصرية من الدرجة الثانية، بما فى ذلك شراء حصة قدرها 10% من حديد بورسعيد، وفى 2008 قام ببيع هذه الحصة لكونسورتيوم من دولة الإمارات العربية المتحدة". أبو هشيمة علق للتايمز على هذه الصفقة بقوله "لقد كانت صفقة جيدة جداً بالنسبة لى".. وتكمل الصحيفة تاريخ أبو هشيمة الاقتصادى بقولها "هذه الصفقة لم تكن جيدة بالقدر الذى كانت عليه صفقة جديدة تتعلق بشراء الشركة نفسها بالكامل بثمن أقل كثيراً، بعد ثلاث سنوات إذ لم يكن المستثمر الإماراتى يرغب فى البقاء داخل السوق المصرية بعد الإطاحة بالرئيس الأسبق حسنى مبارك". وأشارت صحيفة التايمز البريطانية إلى توسع أبو هشيمة فى المجال الإعلامى لتغطية قواعده بشرائه حصة كبيرة فى جريدة اليوم السابع الليبرالية، وبدء عمليات تطوير الصحيفة لتكون مؤسسة متكاملة، والتى أطلقت مؤخرًا موقعاً إلكترونياً إخبارياً باللغة الإنجليزية "كايرو بوست"، يحمل وجهة النظر المصرية للغرب. وتحدثت الصحيفة البريطانية مع أبو هشيمة عن الدستور الجديد، وقالت إن رئيس "حديد المصريين" يبدى ثناءً غير محدود للجيش والدستور، وقد قامت صحيفة اليوم السابع، الأسبوع الماضى، بتوزيع مليون نسخة مجانية من مشروع الدستور الذى يجرى التصويت عليه هذا الأسبوع. وقال أبو هشيمة للتايمز "نحن بحاجة إلى دستور للاقتصاد، فليس لدينا أى تخطيط اقتصادى سليم منذ عام 1952، عندما وصل عبد الناصر إلى السلطة"، وأشار أبو هشيمة فى الحوار إلى السياحة كمثال، متسائلا: "كيف يمكن أن يكون لديك البحر الأحمر والبحر المتوسط و30% من آثار العالم، فيما لا تستقبل سوى 12 مليون سائح سنوياً؟ فجزيرة مايوركا يزورها نفس العدد شهرياً". وقالت الصحيفة، إنه فيما تتجه مصر لإقرار دستور جديد يمهد لانتخابات برلمانية ورئاسية، ربيع هذا العام، أعرب أبو هشيمة عن ثقته أن مصر يمكنها العودة إلى معدلات النمو السابقة للثورة والتى تصل إلى 8% أو أكثر، كما يصر على أن المستثمرين الذين أضاعوا هذه اللحظة سوف يخسرون الكثير. صحيفة التايمز، إحدى أكبر وأقدم الصحف البريطانية التابعة لمجموعة نيوزكورب، المملوكة لرجل الأعمال الأمريكى روبرت مردوخ، وأسسها جون والتر فى يناير 1785، باسم "ديلى يونيفرسال ريجستر وغير اسمها للتايمز فى يناير 1788، وانضمت لمجموعة نيوز كورب فى 1981.