ربنا يغفر، أما النادي الأهلي فلا يغفر .. الله سبحانه وتعالي يسامح، أما الأهلي فلا يقبل التوبة ولا يعترف بالأخطاء البشرية مع أنه ليس ناديا مقدسا أو ملائكيا، فكثير من الأخطاء والخطايا ترتكب داخله شأنه شأن كل المؤسسات البشرية الأخري .. نعم أخطأ عصام الحضري أخطاء جسيمة وفادحة حينما ترك ناديه في وقت حساس ودون وجود البديل وحينما أضاع الحقوق المالية للنادي الذي احتضنه ونقله إلي مرحلة النجومية، مبررات عصام الحضري منطقية «سني كبر وحققت كل شيء في عالم الكرة ماعدا الاحتراف» ولكن المشكلة أنه ضل الطريق، وانحرف عن الأسلوب الصحيح الذي يحفظ حقه وحق ناديه.. عوقب عصام الحضري بما فيه الكفاية.. تخبط وذهب إلي ناد أقل من الأهلي بمراحل تحت شعار الاحتراف، فاكتشف أن القضية ليست في أن يحترف ولكن في أي ناد يحترف.. وتأكد له أن الاحتراف انحراف في حالته هذه .. عاد الحضري واعتذر وعوقب ودفع الثمن ورفض الأهلي إعادته تحت شعار: الأهلي نادي قيم ومباديء ،نعم للقيم والمباديء التي يتمسك بها الأهلي .. ولكن القيم والمباديء لا تتعارض مع العفو والتسامح خاصة إذا راعينا أمرين : الأول أن الحضري كانت لديه دوافع ومبررات منطقية ولكنه ضل الطريق، والثاني أن الحضري أعظم حارس مرمي في تاريخ الكرة المصرية قدم للأهلي والمنتخب المصري الكثير وأصبح هو حصن الأمان لمنتخبنا والسد العالي الذي يمنع الهزائم.. إذن تاريخه يشفع له.. وقيم العفو والتسامح هي أعظم القيم وهي أسمي المباديء.. ثم إن الأهلي يعاقب نفسه قبل أن يعاقب الحضري..لو أعدتم مشاهدة كل الأهداف التي دخلت مرمي الأهلي هذا الموسم سوف تتأكدون بما لايدع مجالا للشك أن 90% منها يسأل عنها الحارسان الواعدان: أحمد عادل وشريف إكرامي وهما واعدان بالفعل وسيصبحان من أهم حراس المرمي، ولكنهما يحتاجان عاما أو اثنين علي الأقل في ظل وجود حارس قوي مثل الحضري، وهما العامان الباقيان للحضري في الملاعب .. مجهود الأهلي يضيع، والنقاط تتساقط منه بسبب خطأ الحراس.. الآن يمكن أن تتوقع هزيمة الأهلي في أي وقت.. لم يعد الأهلاوية يشعرون بالأمان، في أي لحظة يمكن أن يدخل مرمي الأهلي هدف سهل.. أعيدوا عصام الحضري. لقد عوقب بما فيه الكفاية والتسامح كما ذكرت هو قمة القيم والمباديء، وتاريخه وإنجازاته وسجله البطولي تشفع له لكي ينهي حياته في القلعة الحمراء، ثم أن الأهلي يحتاجه .. عودة الحضري ليست هزيمة للقيم والمباديء.. تنهزم القيم وتتحطم المباديء حينما نتعالي علي العفو، ونعتقد أننا أكبر من التسامح.