وكأننا اكتشفنا فجأة أن الحزب الوطني يقتل المصريين .. وكأننا كنا ننتظر كلام نواب الرصاص لنكتشف أن الحزب الوطني يطلق الرصاص علي المواطنين.. وكأننا صدمنا وصعقنا من أن تصدر عن نواب الحزب الوطني تهديدات دموية مع أنه حزب تخصص في مص دماء المصريين وقتل المواطنين واغتيال أحلام الحالمين .. ما الفارق بين التهديد بقتل شباب المتظاهرين والتسبب في غرق الشباب العاطلين الذين يضطرون إلي ركوب البحر بحثا عن فرصة عمل وهمية في اليونان أو ايطاليا وهروبا من الجوع والفقر والبطالة القاتلة الناجمة عن سياسات الحزب الوطني.. ما الفارق بين اطلاق الرصاص علي المتظاهرين ومصرع الغلابة بسبب الفساد في عبارة يملكها ممدوح إسماعيل عضو الحزب الوطني المعين في مجلس الشوري والمقرب من كبار المسئولين والمحصن بالحصانة النيابية. ما الفارق بين مقتل عشرات المتظاهرين برصاص الشرطة ومصرع مئات المطحونين في حوادث السكة الحديد؟.. لن نصدق أكاذيبهم بأن هذا قتل عمد وذاك قتل خطأ، فحوادث السكة الحديد سببها الفساد في قطاع السكة الحديد ومآسي العبارات تبدأ من الفساد في النقل البحري، والموت في المستشفيات الحكومية ينطلق من الفساد في قطاع الصحة وتكرار حوادث القطارات ومآسي العبارات ومهازل المستشفيات بنفس السيناريو والشكل والطريقة يؤكد أن الحزب الوطني يقتل المواطنين عن سبق إصرار وتعمد .. لذلك أحيي النائبين نشأت القصاص وأحمد أبو عقرب اللذين طالبا بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين علي صدقهما وأمانتهما وولائهما التام للأفكار والمبادئ التي يؤمنان بها .. أحييهما علي عدم اللف والدوران وارتداء الأقنعة مثل غيرهم داخل الحزب الوطني ممن يتحدثون بنعومة ظاهرية تخفي وحشية الممارسات ودموية الانتهاكات وممن يقابلونك بالورد ويخفون السكاكين خلف ظهورهم .. لقد خرج علينا النائبان بالسكاكين والخناجر والرصاص فكانا أكثر صدقاً واتساقاً مع أفكار الحزب الوطني الدموية. لقد عبر نواب الرصاص عن حزب الرصاص والدم بأمانة وصدق فلم الدهشة إذن؟.. ولم الذهول.. لماذا شعر البعض بالصدمة.. ألا يعتدي الأمن علي المتظاهرين بالأحذية والهراوات؟.. ألا يرميهم في المعتقلات.. أليس كل ذلك رصاصاً؟!.. أعرف أن النظام هو الذي انزعج بشدة من تلك التصريحات الدموية لأنها تظهر الحزب الوطني وكأنه احتلال أجنبي لمصر علي اعتبار أن قوات الاحتلال هي التي تطلق الرصاص دائما علي المتظاهرين وأن كلام نواب الرصاص أعاد إلي الأذهان رصاص الاحتلال الإنجليزي الذي انطلق في صدور المتظاهرين علي كوبري عباس. نعم.. الحزب الوطني الجاثم علي أنفاسنا لأكثر من 30 عاماً يأتي أشبه بقوة احتلال تطلق النار يومياً علي المصريين.. من لم يمت في عبارة ممدوح إسماعيل مات موتاً جماعياً في حوادث السكة الحديد أو غرق في البحر بحثاً عن فرصة عمل.