أكتب لكم من القمة العربية التي لم تنعقد اجتماعاتها بعد في ليبيا!، وشأني شأنكم جميعاً.. فليس بي حاجة إلي حضور اجتماعات هذه القمة، فلسنا من الملوك والرؤساء الذين اعتادوا حضورها حتي الختام، ثم عودة كل من هؤلاء إلي بلاده حيث الملايين التي لا تنتظره عادة عند العودة فقد رجع كما ذهب!، والخيبة في الذهاب كما في الإياب، وجلسات اجتماعات القمة - كما تعلمون - معظمها مغلق حتي لا يعرف أحد - بعد الافتتاح - ماذا قالوا لبعضهم.. ومعظمه شتائم من صنف «أنت عميل» ليرد المشتوم «التحية» بأحسن منها من عيار «اخرس.. بل أنت العميل أباً عن جد»!، والتوصيات بعد المداولات التي علي رأسها محنة الشعب الفلسطيني علي الأراضي التي كانت محتلة وقد تحولت مؤخراً إلي أراض «معتلة بعافية» من كثرة ما ضم إليها وجري ويجري تهويده ليل نهار!، وفي الاجتماعات تتلي الكلمات معبرة عن «دوخة» المجتمعين «دوخة الولايا» في محاكم الأحوال الشخصية زمان!، فكيف الحليف الأمريكي لا ينصف!، والآخر الذي لا يعرف ماذا بقي عنده ليقدمه إلي إسرائيل حتي تعطف! وثالث خلع غطاء رأسه مهدداً الحاضرين من أمثاله بأنه سينسحب إذا لم يتخذوا فوراً قراراً بإعلان الحرب علي إسرائيل!، لكنه سرعان ما أعاد الغطاء الذي خلعه إلي رأسه منتظراً القرار الذي يعلم أنه لن يصدر!، وقد انعقد اجتماع جانبي في المساء بعد أن فرغ أصحاب الجلالة والفخامة من اجتماع النهار الذي أسفر عن صداع للبعض، رأي غيره ضرورة الراحة للجميع مجاملة له!، وفي الاجتماع الجانبي كانت مراجعة البيان الختامي الذي جري شطب الكثير من بدايته ووسطه ونهايته استجابة لاعتراض بعض وزراء الخارجية فقد كان الاجتماع لهم!، ومنهم من تهدج صوته وهو يقسم بأنه لا يستطيع عرض بعض الكلمات التي تم شطبها إشفاقاً عليه من الاقالة وسط أكثر التقديرات تفاؤلاً! ثم تقرر تشكيل لجنة لمتابعة ما تفعله إسرائيل التي لا تريد السلام وتعطله، وقد تحمسوا جميعاً لهذا البند بعد أن رأي أحدهم ضرورة الدق علي شعور أمريكا بالإهانة من «نتانياهو» لعل ذلك يحدث «شرخاً» في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية!. وفي يوم ختام المؤتمر كان ربع الحاضرين من أصحاب الفخامة والجلالة قد غادروا إلي بلادهم بعد الأنباء التي جاءتهم عن مظاهرات عارمة أحبطها رجال الأمن عندهم!، وجاءت أهم التوصيات في صدر البيان الختامي الذي أعلن في المساء ليكتشف واحد من مراسلي وكالات الأنباء - دأب اللئيم علي قراءة البيانات الختامية بعناية - أن البيان الأخير هو هو نفس بيانات أربع قمم عربية سابقة علي الأقل وإن اختلفت العواصم!، وقد باح اللئيم بذلك في رسالته التي طيرها إلي وكالته الغربية!، ومع أن المجتمعين قبل الانفضاض كان بينهم رئيس السلطة الفلسطينية إلا أنه صرح قبل المغادرة بأنه سيبدأ فور عودته إلي مقر السلطة جولة من المحادثات مع الزعماء العرب الذين كان معهم لمدة ثلاثة أيام أثناء القمة!، وقد نفي مصدر إسرائيلي مسئول أن تكون اجتماعات القمة - وأي قمة عربية أخري.. تأتي حاملة أي مفاجأة لإسرائيل!، فيما صرح مسئول في الاتحاد الأوروبي بأن قرارات القمة منشطة لجهود السلام، فيما أعلن مصدر عربي مسئول أن القمة التي انعقدت ستعقبها قمم أصغر فأصغر!، حتي تنتشر القمم لصالح العمل العربي المشترك!.