خيم التوتر على العديد من المدن والمناطق جنوب وشرق اليمن بما في ذلك العاصمة صنعاء، اليوم الخميس وسط تصاعد عمليات العنف في اليمن جراء التدهور الامني الذى أثر بشكل مباشر على الاوضاع الاقتصادية وكذلك حركة البيع والشراء بالاسواق ، بسبب حالة الانفلات الأمنى التى يعيشها الشارع اليمنى ، والتصعيد الامنى الذى تشهده مناطق متفرقة باليمن ،رغم نجاح قوات العمليات الخاصة (مكافحة الإرهاب) فى استعادة السيطرة على مقار عدد من المواقع العسكرية ، بعد أن كان تنظيم القاعدة تمكن من اقتحام مبنى قيادات عسكرية فى مشهد الحاكم فيه الكر والفر والسيطرة عليه بعد اشتباكات عنيفة. وقال مصدرعسكرى يمنى بوزارة الدفاع اليمنية فى تصريح له اليوم الخميس أن عناصر مسلحة مرتبطة بالقاعدة أطلقت النار من على متن دراجة نارية على العقيد بالامن السياسي عبدالرحمن محمد علي الشامي. وأضاف المصدر ان مسلحين اثنين على متن دراجة نارية اطلقا الرصاص باتجاه العقيد الشامي أثناء مروره في شارع تونس بالعاصمة صنعاء ظهر اليوم، لافتا النظر إلى ان العقيد الشامي فارق الحياة على الفور فيما لاذ الجناة بالفرار. ويأتى ذلك بعد مرور أقل من 24 ساعة على إحباط حراس سجن للمخابرات اليمنية في صنعاء تمردا ومحاولة هروب جماعية لحوالى 300 عنصر من القاعدة. وأوضح المصدر ان "اكثر من 300 سجين من عناصر القاعدة في سجن الامن السياسي (المخابرات) في حي حدة في صنعاء تمردوا ، وقام السجناء بالاعتداء على الحراسة الامنية المباشرة بالسكاكين والقضبان الحديدية ما اسفر عن اصابة عدد من الحراس بجروح بينهم مسئول التحقيقات في جهاز المخابرات ، الا ان عناصر الحاجز الامني الثاني اطلقوا النار على السجناء وتم احباط محاولة الهروب الجماعي ، واصيب عدد من السجناء بجروح. وكان زعيم تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب ناصر الوحيشي توعد قبل اشهر بتحرير سجناء التنظيم. وشهد سجن الامن السياسي في صنعاء في فبراير 2006 عملية هروب جماعية مثيرة ل23 شخصا من كوادر وقيادات تنظيم القاعدة. وكان تنظيم القاعدة فى شبه جزيرة العرب باليمن قد تلقى هزائم كبيرة على أيدي قوات الجيش المسنودة باللجان الشعبية في محافظة ابين جنوب اليمن حيث حرر الجيش واللجان مدينتي جعار وزنجبار من ايدي التنظيم في يونيو الماضي ، بعد اكثر من عام من سيطرة التنظيم على المدينتين وإعلانهما امارتين اسلاميتين. تجدر الاشارة إلى ان عناصر تنظيم القاعدة فى شبه جزيرة العرب باليمن تمكنت من اغتيال نحو 85 ضابطا يمنيا "عسكريا وأمنيا" وذلك منذ مطلع العام الماضى 2012 في تكتيك جديد للتنظيم وفي أنحاء متفرقة من اليمن ، وتركزت معظم الاغتيالات على الضباط الناشطين في جهاز المخابرات اليمنية "الأمن السياسي" وعلى صفوة من الضباط العاملين في قوات الجيش، بينما زادت عمليات الاغتيالات بحق الضباط اليمنيين النشطين خلال الاشهر الاخيرة. وتشهد مناطق مختلفة في اليمن حالة انفلات أمني شديدة بالتزامن مع استمرار جلسات "مؤتمر الحوار اليمني الشامل"، الذي انطلق يوم 18 مارس الماضي، لمناقشة قضايا رئيسية تتعلق بالعدالة الانتقالية والحريات والقضية الجنوبية، وغيرهما. ويعتبر اليمن من أكثر الدول التي ينتشر فيها السلاح بين القبائل التي تمتلك مختلف أنواع الأسلحة، إذ تنتشر حوالي 60 مليون قطعة سلاح، بحسب إحصائيات رسمية حديثة.