أنا أدمن عشق هذا الوطن وكل ما يفرحه يفرحني وكل ما يشقيه يشقيني.. لقد تابعنا جميعاً النصر المذهل للمنتخب المصري في كرة القدم أمام الفريق الغاني وحقاً كان نصراً رائعاً ومذهلاً ومتكاملاً... بكل المقاييس لعباً وفناً وحرفنة ولياقة وذكاء ممهنيا وإيماناً صادقاً ومن القلب وكماً هائلاً من الحب ومع هذا الحدث العظيم نسيناً تماماً انفلونزا الخنازير وتلاصقت الأجساد والأنفاس في الاحتفالات التي ملأت الشوارع، وربما يكون هذا الفيروس البغيض أخذ إجازة ورحل بعيداً حتي لا يعكر صفو فرحتنا! المهم أنه كان يوما مشهودا ملأنا بالفرح والمرح والزهو والفخر اعتكفت في بيتي الصغير في ضاحية المعادي الهادئة لأمارس طقوس احتفالي الخاص بالمباراة الحاسمة.. فأرخيت الستائر وأطلقت البخور ونسقت الزهور الحمراء التي اشتريتها خصيصاً لهذه المناسبة وارتديت عباءتي الحريرية الحمراء وأضأت «إحدي عشرة شمعة» حمراء وهي عدد لاعبي الفريق وتعطرت وتزينت ووضعت كل ما لذ وطاب من طعام وشراب علي طاولتي الصغيرة أمام التلفاز ولم أنس أرجيلتي الصديقة التي ترافقني وتؤنس مقعدي دائماً وجلست وحدي أتابع المباراة بشغف وأنا أكاد أسمع دقات قلبي وكم أشجاني وأطربني صوت المذيع التونسي للمباراة فكان مايسترو لهذه السيمفونية الرائعة وأتي الفوز البديع علي صينية من ذهب ومع دخان أرجيلتي الذي ملأ المكان انتشرت فرحتي فتراقصت الأشياء حولي طرباً وسعادة بهذا «الجول» الذي حسم الأمر من جدو العجيب فكان أعظم هدية لأحفاده.. وكانت ليلة الفرح مدهشة حقاً فهنيئاً لشعب مصر هذا الفوز العظيم وهنيئاً «للصقر» حسن شحاتة مدرب الفريق والذي ما أنجبت البلاد مثله رجلاً «وخمسة في عيون كل اللي يحسدوك» يا رجل العصر. وأتساءل: ماذا لو أن الصقر العظيم حسن شحاتة عين رئيساً للبلاد أو حتي رئيساً للوزراء؟!