ولأننا مؤهلون صحياً ونشأنا في بيئة مثقفة تهتم بكل ما يتعلق بالصحة من مأكل ومشرب ووقاية تعاملنا مع مرضانا بصورة عادية جداً فلن ندع هذا الفيروس اللئيم ينتصر وينال منا ويؤرقنا ويسبب لنا حالة من الذعر والخوف وخاصة أحفادي الذين هم أغلي ما عندي.. فلقد تحددت اقامتهم وسلبت حريتهم خوفاً عليهم من هذه اللعنة.. فحين أعلمتني ابنتي بنتيجة تحاليل زوجها بحمله لهذا المرض أحسست بالحسرة والخوف الشديد علي أطفالها وسرعان ما ألهمني الله فاستجمعت قواي وقلت لها اتركي الأولاد في أحضان أبوهم ولكن أنت ضعي الكمامة واحترسي لا خوف عليك ولكن لكي تقومي أنت بخدمتهم لأن هذا المرض مؤلم ويرهق الجسد بالسخونة والألم في المفاصل فكوني يا ابنتي أنت آخر من يأخذ المرض بعد أن تطمئني علي أطفالك.. ومن ناحيتي أخذت ابنتي الأخري والتي أتت بهذا المرض أيضا في أحضاني ونمت بجوارها في السرير أخدمها وأقوم علي رعايتها لالتقط منها المرض وننتهي من هذا الكابوس المزعج.. وبدأنا الصراع مع المرض واحداً بعد الآخر. ولكن تحت استشارة الطبيب ومع العلاج اللازم والمضادات الحيوية وكنا نهنئ بعضنا علي أن الفيروس وصل ونعد المريض منا لاستقباله ونستسلم لآلامه بصبر.. وكنت أنا آخر من أصابني المرض كما تمنيت حتي أستجمع قواي بعد أن أطمئن علي الكل وقعت صريعة هذا الفيروس القمئ فأستقبلته فارحة لأنه لم ينل من عائلتي وكتبت لهم السلامة والحمد لله.. وحين بدأت حرارتي في الارتفاع اعتكفت في فراشي مع كتبي وأوراقي ورفعت رأسي إلي السماء شاكرة الله الذي ألهمني وساندي في محنتي وأمدني بالشجاعة وحسن التصرف وقوة التحمل والصبر ودعوته أن يلطف بي ويخفف عني فأنا لا أحتمل الألم. وبصبر وحكمة وشجاعة ووعي هزمت أنا وعائلتي الصغيرة هذا المرض وحصنا أجسادنا منه ونزعنا الخوف من قلوبنا وتشاركنا الألم كما كنا دائما نتشارك الفرح فالحياة مليئة بالمفاجآت منها ما يسر ومنها ما يضر وزي ما بيقول المثل الشعبي «صغرها تصغر وكبرها تكبر». وتعافيت من هذا المرض والحمد لله ولكن بغصة كبيرة في قلبي.. أتدرون لماذا؟ لأنه مرض مكلف جداً فالتحليل الواحد ب480 جنيها والمضادات الحيوية باهظة الثمن فأنا والحمد لله أملك المال ولكن كيف سيكون حال الفقير أوحال محدود الدخل؟؟ ربما تكون حالات الموت نتيجة لعدم توفر ثمن العلاج وبالسرعة اللازمة بل هذا شيء مؤكد كنت وأنا نائمة في فراشي أتابع الأخبار وكاد قلبي يتوقف حسرة علي فقراء مصر حين سمعت عن المبالغ الخرافية التي يدعي السيد يحيي الكومي أن السيدة خلود العنزي سلبتها منه أو نصبت عليه كما يدعي وتعجبت من قدرة الإنسان علي ظلم الإنسان فهناك من يموت جوعاً ومرضاً وهناك من لايشبع جشعاً من جمع المال.. ومع السنة الجديدة أناشد كل بشع محباً لجمع المال أن ينظر حوله ويري فقراء مصر وهم كثير بل كثير جداً يموتون مرضاً وجوعاً وارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء. شكراً ياعهد الشرفاء صرنا أحراراً سعداء لاينقصنا شيء أبداً بوجود الديمقراطية تطعمنا «الديمق» أمي وأبي يكسونا «راطيه» ما أجمل عهد الحرية. وعجبي