نكشف اسم وقصة الفنانة التي كلفت المخابرات المصرية عمر الشريف بإقامة علاقة معها تمهيدا لقتل والدها · ما لم يقله «عمر الشريف» أن هذه الفتاة اللبنانية صارت الآن هي أهم نجمة في المسرح اللبناني.. وبحسب العديد من مصادري الخاصة إنها الفنانة الكبيرة نضال الأشقر تحدث "عمر الشريف" عن محاولة المخابرات المصرية خلال الستينيات تجنيده للعمل لصالحها.. كان المطلوب هو أن يعرف محل إقامة رجل تطارده الأجهزة للإجهاز عليه، من خلال اقترابه من ابنته، حيث علمت المخابرات أنها سوف تحضر حفلاً في باريس، يشارك فيه أيضاً "عمر الشريف". وقال في حوار مع قناة العربية إن جزءا من التمويه لنجاح العملية كان سب الرئيس المصري جمال عبدالناصر، مشيرا إلي أنه(عمر) لم يستطع الرفض، وأعلن قبوله المهمة بشكل مبدئي، لأن كلمة مخابرات في ذلك التوقيت كانت سببا لبث الرعب في نفوس من يسمعها من المصريين، سارع بمقابلة ضابط المخابرات في السفارة المصرية بلندن بمجرد أن طلبه، وكانت تقتضي العملية أن يتقرب من الفتاة للوصول لوالدها، وحملت خطة القتل تفاصيل معقدة للغاية، وأعلن أنه لم يكن يتصور أنها ستنتهي بقتل الرجل، وقرر في النهاية الاعتذار عن عدم استكمالها، خاصة مع زواجه وقتها من الفنانة فاتن حمامة، وخطورة إقامة علاقة مع امرأة أثناء الزواج، أكد "عمر" أنه لم يستجب للمخابرات في النهاية، لكنه استطاع الوصول إلي ابنته وحذرها من المصير الذي ينتظر والدها.. ما لم يقله "عمر الشريف" هو أن هذه الفتاة اللبنانية صارت الآن هي أهم نجمة في المسرح اللبناني..وبحسب العديد من مصادري الخاصة هي الفنانة الكبيرة نضال الأشقر.. أغلب نجومنا تعرضوا لضغوط من المخابرات للعمل لصالحها حتي "فاتن حمامة" لم تسلم من هذه المحاولة!! ******** «بالألوان الطبيعية» الفصل الثاني بعد «بحب السيما» قوة الفكر وخفوت السحر! وكأننا بصدد الفصل الثاني من فيلم "بحب السيما" الذي قدمه المخرج "أسامة فوزي" مع الكاتب "هاني فوزي" وذلك قبل عدة سنوات وشهد معارك رقابية طاحنة حتي سمح للفيلم بالعرض علي الناس.. كانت كل الشخصيات بالفيلم مسيحية مع اختلاف الطائفة أرثوذكس وبروتستانت، ولهذا السبب شاهد البعض الفيلم بقدر كبير من الحساسية.. هذه المرة مع "بالألوان الطبيعية" ولأن الشخصيات الرئيسية مسلمة لا أتصور أن الفيلم سيواجه نفس الموقف وإن كان الأمر لن يخلو من غضب محتمل هنا أو هناك!! في "بحب السيما" شاهدنا الطفل وهو يتسلل من أبيه ليخفي سر عشقه لفن السينما بينما الأب مارس عليه كل صنوف الكبت.. هذه المرة نجد أن الولد قد كبر ومن حقه أن يختار دراسته في كلية الفنون الجميلة، هذه المحطة التالية له، وهكذا يبدأ الفيلم بأن يتوجه الشاب الصغير بالدعاء لله أن يدخله كلية الفنون الجميلة، نتذكر دعوات الطفل "يوسف عثمان" في فيلم "بحب السيما" بأن يدخله حتي النار طالما سوف يلتقي مع نجوم السينما.. كبر الطفل فصار يعبر عن مرحلة عمرية تقف علي عتبات الشباب بداخله تدور أسئلة تبحث عن إجابات.. النقاء الذي نولد به أطفالاً من الممكن للمجتمع أن يحيله إلي عوائق ومحرمات وجبال يصعب اختراقها.. لا شك أن هذه هي البداية الساخنة.. ماذا يفعل الشاب بين عائلة ومجتمع بل وأساتذة عدد غير قليل منهم ينظرون للفن بقدر من الريبة والشك والتكفير.. الفيلم يستند إلي حقائق حتي داخل كلية الفنون الجميلة وهي أن عدداً من الأساتذة يحرمون الفن بل وصل الأمر إلي منع الموديل من السماح لهم بالتواجد في الكلية.. الضربة التي يواجهها المجتمع قاسية جداً ضد كل ما هو إبداعي وفي كل المجالات حتي صار التحريم هو الأساس رغم أن كل الأديان تقوم علي قيمة أساسية وهي الإباحة أولاً والمنع هو الاستثناء.. لجأ الكاتب "هاني فوزي" إلي أسلوب الكاريكاتير في تقديم الشخصية، أي المبالغة في رسم صفة ما لكي يصبح هذا هو الاتفاق المبدئي بين الفيلم وجمهوره، كل الشخصيات تحمل هذا الملمح الكاريكاتيري.. الأم التي تؤدي دورها "انتصار" ثم الجيران الذين يحيطون بها بمجرد استلام ورقة مكتب التنسيق للدخول للجامعة ويقترحون عليها أن يتحول ابنها إلي "نقاش" بعد تخرجه فهي مهنة شريفة وأيضاً تدر أموالاً علي من يمارسها.. "بالألوان الطبيعية" فيلماً نجد فيه روح اللون بقدر ما نلمح فيه أيضاً مباشرته وهكذا جاءت حالة الفيلم.. نري كل الشخصيات داخل الكلية وكأنها ألوان مباشرة في سلوكها وأفعالها وأقوالها ومن الواضح أن الكاتب "هاني فوزي" بدأ بدراسة ميدانية لكل تفاصيل الكلية حتي لا تفوته أي تفصيلة إلا ويتكئ عليها درامياً من أجل أن يصل إلي الإلتصاق بالواقع مثل صراع الأساتذة واستغلالهم للطلبة والموديل العجوز الذي كان يحلم بموقع آخر ثم أجهضت أحلامه والموديل الجديد الذي بدأ المشوار والغيرة التي نراها تعلن عن نفسها بين الطلبة بعضهم بعضا والأساتذة.. التيمة الدرامية الرئيسية هي الصراع الدائم مع تفسير الدين في علاقته بالقوي الاجتماعية التي لها في المجتمع العربي سطوة أكبر حتي من سلطة القانون.. تلك هي المحاور الرئيسية.. ويترك النهاية مفتوحة أمام الجمهور من خلال لقطة تجمع بطل الفيلم مع فتاة الموديل وأمه والموديل العجوز ورجل الدين الذي يدعي العصرية في التفسير.. نستطيع أن نقرأ في هذه الشخصيات ملامح ممن نعرفهم أو صورا ذهنية أنت نفسك عايشتها عن قرب.. رجل الدين العصري أري فيه الشيخ "عمرو خالد" ربما لم يلجأ الممثل الذي أدي دوره إلي التماس الشديد مع تلك الشخصية عن قصد ولكنه اكتفي فقط بالإيحاء لتخرج من نمطيتها حتي لا تعبر في توجه مباشر عن شخص بعينه لتتجاوز ذلك إلي أي رجل دين من الذين نتابعهم في الفضائيات باسم الدين.. الكل في النهاية مسئول عما نختاره.. الخط الموازي لكريم قاسم بطل الفيلم هو "يسرا اللوزي".. نعم أقامت معه علاقة جنسية لكنها تسأل: هل هذا هو الجنس أم انه الحب ثم نكتشف أن العودة لله كما تراها فتقرر أن ترتدي الحجاب ثم النقاب وتضع قفازا علي يديها حتي لا تلامس أحدا.. النقاب يتحول إلي زي موحد تختفي وراءه المرأة.. التناول الكاريكاتيري بالطبع يسيطر علي بناء الفيلم، لهذا نري في فناء الكلية أن العدد صار بالعشرات للمنتقبات وهو يتجاوز المنطق والحقيقة والواقع سواء في كلية الفنون الجميلة أو في غيرها من الجامعات المصرية ولكن مغفور بالطبع التجاوز عن المنطق الدرامي أمام هذه الروح التي تضع دائماً المبالغة كإطار يغلف أحداث وملامح الفيلم وكل شخصياته لأن هذا هو قانون اللعبة الدرامية منذ البداية!! المخرج يسند الأدوار إلي ممثلين جدد دفعهم لأول مرة وبرغم أن "كريم قاسم" شاهدته أكثر من مرة أولاها "أوقات فراغ" وهو يتمتع بالوسامة ولكن ينقصه الكثير في فن الأداء برغم ما يملكه من الحضور أمام الكاميرا، خاصة أن المخرج كثيراً ما لجأ إلي أداء المونولوج في الحوار كمقاطع طويلة تكشف قدرة الممثل وإن كانت في جانب منها كشفت ضعف أداء بطل الفيلم.. ناهيك عن أنها تبدو في كثير من الأحيان خطابية في توجهها وكأنها تصادر علي حق الجمهور في أن يضيف هو ويتفاعل مع العمل الفني.. الممثل المفاجأة هو الذي أدي دور صديق البطل "رمزي لينر" ممثل تلقائي ولديه حميمية مع الكاميرا.. وتقدمت كثيراً الممثلة "مني هلا" في دور الموديل وتفهمت بعمق "فرح يوسف" إحساس الشخصية في دور الفتاة ذات الجذور الألمانية من الممثلات اللائي أراهن لأول مرة "فريال يوسف" التي أدت دور المعيدة كانت لافتة.. "يسرا اللوزي" دور مركب متعدد المراحل كان يحتاج إلي قوة تعبيرية اكبر وهو بالتأكيد مسؤولية المخرج في توجيه البطلة.. حالة من الألق الخاص علي مستوي الصورة وديكور "صلاح مرعي" الذي أشرف علي اللوحات وكاميرا "طارق التلمساني" وموسيقي "تامر كروان" سيطر المخرج علي الحالة العامة للفيلم، أجاد في نسجها، لكنه لم يستطع أن يكسر حالة المباشرة والخطابية، وكان كثيراً ما يلجأ إلي شرح ما سبق شرحه وتوضيح ما سبق توضيحه، كما أنه أسرف بلا داع في مشهد الفضلات التي يتم إهداؤها إلي الأساتذة من الطلبة كنوع من السخرية.. ربما تأثر بمشهد في "مليونير العشوائيات" الحائز علي الأوسكار عندما رأينا الطفل وهو يلقي نفسه في بئر الفضلات ولكن هذا لا ينفي أنه كان ينبغي أن يكتفي بالجزء الأول فقط.. ثم نأتي أيضاً إلي مشاهد القبلات كان من الممكن الاكتفاء بنصف زمنها.. أقول ذلك بالطبع من خلال رؤية فنية وليست أخلاقية، فلم يكن هناك داع لهذا الإسراف طالما أننا فقط نسعي لتقديم معلومة.. "بالألوان الطبيعية" فيلم أؤيده بالتأكيد فكرياً في ظل مجتمع يرفع شعار القيود ويمارسها علي أفراده باسم الدين والأخلاق فيظلم الدين والأخلاق ويحيل حياة الناس إلي جحيم ولكني أري أن سحر السينما قد تضاءل كثيراً عن جزئه الأول "بحب السيما"! إلا أن السؤال ظل يتردد وحتي اللقطة الأخيرة عن حيرة البطل بين أماله وقناعاته وتساؤلاته التي لا تعرف اجابة وهي نفس الأسئلة التي لايزال يعشها المجتمع. ******* «راشدي» والليلة الأخيرة مع «عبدالحليم»! في لقاء عابر بمهرجان دبي الأخير جمعني مع المخرج الجزائري المعروف "أحمد راشدي" حيث كان رئيساً للجنة تحكيم "المهر العربي" تذكرت حكاية رواها لي "راشدي" لا أدري علي وجه الدقة هل كنا في "وهران" أم "قرطاج" أم "القاهرة"؟ باح لي "راشدي" بتفاصيل الليلة الأخيرة في حياة "عبد الحليم حافظ" ليلة 29 مارس، حيث مات "عبد الحليم" صباح اليوم التالي مباشرة 30 مارس 1977، لم يشأ "أحمد راشدي" من قبل أن يروي للإعلام أو للصحافة عن تلك الليلة، فلقد ارتبط "راشدي" بعبد الحليم في مطلع عام 70 واقترب منه علي مدي 7سنوات وذلك بعد أن وقع اختيار "عبد الحليم حافظ" عليه لإخراج قصة "لا" للكاتب الكبير "مصطفي أمين".. كان "مصطفي" يكتب هذه القصة وهو لا يزال في السجن وكان حلقة الوصل بين "عبد الحليم" و "مصطفي أمين" الكاتب اللبناني "سعيد فريحة" الذي كان يزوره في السجن بحكم اقترابه في تلك السنوات من رجال الحكم في مصر ويحصل منه علي القصة مكتوبة ورقة بعد ورقة - علي الوجهين - وهذه الأوراق طبقاً لما قاله لي "راشدي" لا تزال بخط يد "مصطفي أمين" في بيته بالجزائر!! بعد الرحيل فكر "راشدي" في أن يقدم لصديقه "عبد الحليم" فيلماً تسجيلياً، حيث كان يصحبه دائماً في سنواته الأخيرة إلي لندن وباريس والقاهرة ومعه كاميرا سينمائية تسجل لقطات حية لعبد الحليم حافظ كان من المنتظر أن يتضمنها فيلم "لا".. وبدأ "راشدي" في الإعداد للفيلم التسجيلي "أغنية الوداع" 90 دقيقة الذي يتناول بعض لمحات من حياة "عبد الحليم" وأراد أن يحصل علي تسجيل صوتي لعبدالوهاب يتضمنه الفيلم!! كان "عبد الوهاب" مباشراً في طلباته فقد قال له إن التليفزيون الجزائري سبق أن أجري معه تسجيلاً مقابل 100 ألف دولار.. ولم يزد وفهم بالطبع "راشدي" أن "عبد الوهاب" يريد نفس الرقم للحديث عن "عبد الحليم" وتعطلت بينهما لغة الكلام بعد أن تباينت لغة الأرقام وعرض الفيلم عام 1980 بدون صوت أو تعليق "محمد عبد الوهاب"؟! "أحمد راشدي" قال لي إن فيلم "لا" تتابع علي الترشيح لبطولته بعد عبد الحليم "عزت العلايلي" الذي أخرج له "راشدي" بعد ذلك "الطاحونة" ثم "عادل إمام" لكن "راشدي" لم يستطع أن يتخيل أحداً في "لا" سوي "عبد الحليم حافظ".. وهكذا لن يري الفيلم النور.. قلت لراشدي: قدم "يحيي الفخراني" هذا الدور في مسلسل تليفزيوني قبل 20 عاماً إخراج "يحيي العلمي".. قال لي "راشدي": لم أشاهد المسلسل حتي الآن وكلهم فنانون كبار ومبدعون ولكني لا أري حتي الآن سوي "عبد الحليم حافظ"!! tarekelshinnawi @yahoo.com