رغم أهمية الكثير من الأحداث التي لا يجب أن تمر مرور الكرام و وفي مقدمتها زلزال الدكتور محمد البرادعي لخوض انتخابات الرئاسة القادمة و إنما بشروط، إلا أنني آثرت أن أعقب علي هذه القضية لاحقاً، و أركز اليوم علي قضية تبدو شبه منسية و هي دهس فلسطيني عدة مرات بواسطة مستوطن إسرائيلي بسيارته ذهابا و عودة حتي وضعه تحت السيارة نفسها. هذا الحدث مروع و أذاعته القناة الثانية الإسرائيلية وتناقلته بعد ذلك القنوات الفضائية العربية و في مقدمتها العربية و الجزيرة ثم وضعت اللقطة علي اليوتيوب و ما زالت حتي نشر هذا المقال تأتي بردود أفعال قوية. كما تناقلتها المواقع الفلسطينية و نشعر من ردود الأفعال هول الحدث فهو لم يكن من مشهد مسلسل أمريكي أو فيلم تليفزيوني مفبرك بل كان يعكس بشاعة ما يحدث علي الأرض الفلسطينية بالصوت و الصورة. و خرجت تعليقات المواقع بنمط متقارب من ردود الأفعال و منها: "حسبي الله و نعم الوكيل"، " لعنة الله عليهم"، "إلي متي يصمت الضمير العالمي"، " اللهم إنا نشكو إليك ضعف قوتنا وقلة حيلتنا وهواننا علي الناس"، "مستوطن يمارس سيادته في دهس فلسطيني"، "إسرائيل حرمت أكثر من 4500 مقدسي من حق الإقامة في مدينتهم". المستوطن الإسرائيلي من مستوطنة كريات أربع دهس بسيارته عمدا مواطنا من الخليل، ويكرر عملية الدهس والرجوع علي جسد الشاب وسيم أسامة مسودة (21عاما). و الحادث المرعب، نقلاً عن أحد المواقع العربية، حدث أمام مرأي عدد كبير من جنود الاحتلال وطواقم الإسعاف الإسرائيلية التي لم تتدخل لإيقاف السائق عن تكرار عملية الدهس. و ما يلي منقول عن منتدي الأقصي للحوار: ماذا لو أن فلسطينياً أطلق ست رصاصات علي المجند الإسرائيلي "جلعاد شاليط" ثم دهسه بالسيارة ورجع إليه ليدهسه مرة ثانية أمام عدد من الجنود وعدد من رجال الإسعاف؟! هل سيسكت الإسرائيليون عن هذا العمل الفلسطيني؟! وهل سيضع الأمريكيون أذناً من طين وأخري من عجين وهم يشاهدون الحدث أمام شاشات المرئية ؟! وهل سيمر الحادث علي الأوروبيين وكأنه لقطات لبرنامج "الكاميرا الخفية"؟! نعم لو أن ضحية الرصاصات الست والدهس هو حيوان ما لظهرت علينا أصوات الاستهجان والاستنكار والإدانة ولكن الذي تم رميه بالرصاص ودهسه بالسيارة ليس جلعاد شاليط بل فلسطينيا اسمه "وسيم أسامة مسودة" لهذا لم نسمع صوت منظمات حقوق الإنسان ولا حتي جمعيات الرفق بالحيوان تعلن علي الأقل عن الأسف لما حدث. هل دماء الإسرائيليين هي دماء "سوبر بلود" بينما دماء الفلسطينيين والعرب هي مجرد مياه للصرف الصحي ؟! وهل الإسرائيليون أكبر من أبناء آدم بينما الفلسطينيون والعرب أقل من أبناء آوي ؟! وإلي متي يبقي الضمير العالمي في حالة بيات سياسي ؟! و أكرر أن هذا التعليق منقول من منتدي الأقصي للحوار. و في تطور مماثل قالت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" نقلا عن مصادر أمنية ان الفتاة هند خليل موسي العمور 15 عامًا أدخلت إلي مستشفي يطا الحكومي بعد أن تعرضت لحادث دهس بمركبة كان يستقلها احد المستوطنين الذي لاذ بالفرار من مكان الحادث. و أكتفي بهذا القدر من مشاعر الغضب الفلسطيني وننتظر تصويت المجموعة الأوروبية علي مشروع قرار مقدم من الرئاسة السويدية للمجموعة بأن القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية، و حينئذ يأتي حديث آخر.