· أحمد فؤاد ل«صوت الأمة» : فريال أوصت بدفنها بجوار الملك فاروق «كان يجب أن أعمل لنعيش بعد أن خرجنا من مصر عقب قيام الثورة» بهذه الكلمات استهلت الأميرة فريال - كبري بنات الملك فاروق - كلامها في معرض حديثها مع أحد الصحفيين الأجانب.. لم تتجاوز الأميرة فريال سن السادسة عشرة حينما خرجت مع الملك المخلوع من مصر، علي متن المحروسة متجهين إلي إيطاليا.. وبعد أن عملت فريال كمدرسة للآلة الكاتبة، ثم عملت سكرتيرة، استطاعت أن تواجه الصعوبات والأزمات المادية التي عصفت بها، خاصة بعد رفض أبيها الملك فاروق ارتباطها بالرسام الإيطالي الذي أحبته.. وبعد أن فرق الموت بين أختيها فوزية وفادية جمعهما قبر مسجد الرفاعي بالقاهرة.. وبعد 71عاما وثلاثة أسابيع هاجمها مرض سرطان المعدة بعد ما كانت قد شفيت منه تماما.. ونظرا لارتباطها بالوطن الذي ولدت فيه أوصت بدفنها في مصر بجوار أبيها وشقيقتيها. احتشد عدد كبير من المصريين لوداع الأميرة إلي مثواها الأخير، فيما غاب المسئولون عن الحضور، واقتصر العزاء في مسجد السلطان الرفاعي علي وجود المصريين من كل حدب وصوب، نظرا لارتباط جموع المصريين بعلاقة عاطفة مع أسرة الملك فاروق الذي حكم البلاد خلفا لوالده الملك فؤاد.. وبوفاة الأميرة فريال فإن العائلة المالكة تنخفض إلي 7أفراد يتصدرهم الملك أحمد فؤاد أو الأخ غير الشقيق للأميرة فريال وستة أفراد من الأحفاد ويتصدرهم علي شعراوي نجل هدي هانم شعراوي وزوجته الأميرة ياسمين ابنة الأميرة فريال و4أفراد من الأحفاد. شهدت الجنازة حضورا مكثفا من أصدقاء وصديقات العائلة المالكة، فحضرت صفية هانم النقراشي ود.هاني النقراشي أنجال محمود فهمي النقراشي، وحضر الدكتور شامل أباظة والدكتورة هدي شامل أباظة وصديقة العائلة الدكتورة لوتس، التي أصيبت بنوبة بكاء حارة أثناء رؤيتها للأميرة فريال وهي تواري الثري. اقتصرت مراسم الدفن علي حضور الملك أحمد فؤاد ملك مصر السابق وآخرين، بينما غاب الأمير عباس حلمي نجل الأمير محمد عبد المنعم الوصي علي عرش الملك أحمد فؤاد وغاب عن الحضور لانشغاله. ورفض الأمن دخول أحد غير أفراد الأسرة المالكة إلي حجرة الدفن واستطاعت «صوت الأمة» أن تخترق الحصار، وحضرنا مراسم الدفن التي بدأت بفتح التابوت القادم من سويسرا بعد أداء الصلاة عليها في مسجد الرفاعي، وتلون وجه الملك أحمد فؤاد عندما رأي جثمان شقيقته خارجا من التابوت متجها ناحية المقبرة التي تجاور مقبرة والده فاروق، لكنه أبدي تماسكا يتسم مع كونه ملكا سابقا للبلاد.. بينما انهارت ابنتها ياسمين وأجهشت بالبكاء، وبات التابوت المزين بعلم مصر الملكي ذي الهلال والثلاث نجوم فارغا. وتم إخراج الجثمان الملفوف بالكفن الأبيض بشكل فستان زفاف أبيض، تزينه نقوش تطريزية. وجدير بالذكر أن التابوت الذي حمل الجثمان تابع لرئاسة مجلس الوزراء يحمل بادج رقم «277» عليه خاتم الشمع الأحمر مطبوعا عليه نسر الجمهورية، لم تستغرق عملية الدفن سوي نصف ساعة تبادل خلالها الملك التعازي مع الحضور من أفراد أسرته .. واستطعنا أن نحصل منه علي تصريح خاص قائلا: أنا مسرور جدا لوجودي في مصر أرض أجدادي وآبائي، وسعادتي غامرة برغم مشقة السفر من سويسرا إلي مصر، وأضاف: الأميرة فريال أوصت بدفنها في مصر هنا - مشيرا بأصبعه إلي مقبرة أبيه الملك فاروق لانها - فريال - تحب المصريين.. فيما انتهي تصريحه سأل الدكتور ماجد فرج المتحدث الرسمي باسم العائلة المالكة عن ترجمة كلمة «لوجودكم» إذ قال الملك للحضور نشكركم لوجودكم علي مواساتنا».. انتهت مراسم الدفن وبعد أن وضعت الأميرة ياسمين باقة ورد علي قبر أمها، انصرف الجميع إلي الخارج لاستقبال المعزين من الشعب المصري.. ولم يحضر سوي الفنان خليل مرسي ممثلا لنقابة المهن التمثيلية. وقد أعطت وزارة الأوقاف أوامرها المشددة إلي الائمة والدعاة و«الترابية» الذين حضروا مراسم الدفن بضرورة عدم طلب أي «أتعاب» أو أموال من أسرة الملك حفاظا علي هيبة الوزارة أمام العائلة المالكة!!