· الرجل الذي هتفت له الجماهير لاعبا ومدربا : «حسن شحاتة ياحبيبنا.. وحياة كريم ماتسيبنا» · خرجت الجماهير لتهتف باسمه في قلب القاهرة بعد مباراة الخرطوم لتؤكد أنه أدي واجبه كاملاً لم يتخل يوما عن مسئوليته ودائما يتدخل في اللحظات الحالكة ليرسم البهجة علي شفاة الجميع.. لا يعرف اليأس ويخوض المواجهات بشجاعة المقاتل وإيمان القديسين لا لمجرد هزيمة أو حتي كارثة مثل التي جرت في السودان سيخرج المعلم من وجدان الجماهير المصرية الغفيرة، سيظل حسن شحاتة رجلا بكل معني الكلمة وقائدا وحارسا علي أحلام البسطاء وصانعا للبهجة في حياة المصريين المقرعة بالمرارة. لن تغير الهزيمة من الواقع شيئا، فالمؤكد أن الجماهير التي خرجت تهتف باسمه في ميدان التحرير عقب المباراة الكارثية الأخيرة شعرت بأن الرجل أدي واجبه كاملا، لذلك هتفت «واحد أثنين، تلاتة.. بنحبك ياشحاتة». ولد المعلم في 19يونيو1947 بمركز كفر الدوار محافظة البحيرة وعندما بلغ 10سنوات كان يمارس هوايته المفضلة كرة القدم في مدرسته وفي المرحلة الثانوية انضم إلي فريق كفر الدوار. وكانت النقطة الفاصلة في حياته الكروية عام68 يقول المعلم في أحد اللقاءات الودية التي جمعت فريق الزمالك مع منتخب بحري للناشئين لعبت شوطا واحدا ظهر فيه تألقي ليشاهدني محمد حسن حلمي رئيس نادي الزمالك الاسبق والذي أكد لي أن الفريق يحتاج إلي وارتديت الفانلة البيضاء. جاءت حرب 67 لينضم شحاتة وحتي 1973 إلي نادي كاظمة الكويتي وهناك ظهرت مهارات اللاعب المصري الذي أسر الجماهير الكويتية واستطاع المعلم أن يصعد بفريق كاظمة من دوري الدرجة الثالثة إلي الثانية وتزداد شعبيته عندما صعد بالفريق إلي الدرجة الأولي. مهاراته الفائقة وعشقه للساحرة المستديرة جعلت نادي العربي الكويتي يستعين بخبراته في الأدوار النهائية لبطولة أندية آسيا التي أقيمت في تايلاند وليحصل شحاتة علي لقب أحسن لاعب، كان المعلم يهوي بشدة إحراز الاهداف في مرمي فريق الاتحاد السكندري والمصري وعن هذه الفترة يقول: كنت محظوظا بشدة عند اللعب أمام الاتحاد والمصري ولم أكن ألعب مباراة أمام أي منهما إلا وأسجل فيها، وهو ما صنع لي شهرة كبيرة بين جماهير الاسكندرية وبورسعيد العاشقة للساحرة المستديرة، كانت هذه الجماهير تحرص علي تشجيعي والهتاف لي. وكثيرا ما أجدهم يتذكرون أهدافا لي. خاصة هدفي في المصري موسم 80/1981 باستاد القاهرة والذي قطعت فيه الكرة من أمام منطقة جزاء الزمالك حتي مرمي المصري وسجلت، كذلك هدفي في الأوليمبي موسم 77/1978. تاريخ عريق للمعلم في الملاعب المصرية أحب المواسم لقلبي تلك المواسم التي حصلت فيها علي لقب الهداف سواء في بطولة كأس مصر أو الدوري وكذلك المواسم التي حصلت فيها علي لقب أحسن لاعب ، هذه المواسم محفورة بداخلي وأعتز بها وأعتز بأهدافي فيها، خاصة إذا كانت مؤثرة أو حسمت بطولة لصالح نادي الزمالك مثل هدفي في مرمي عبد الستار حارس غزل المحلة في نهائي كأس مصر عام 1975. هكذا يتحدث شحاتة عن ذكرياته الجميلة في الملاعب الخضراء، خلال مشواره الطويل مع الزمالك لعب المعلم 157 مباراة محرزا 77 هدفا ومحققا 103 انتصارات مع زملائه، كما شارك في 70 مباراة دولية تعد رصيدا ضخما بالنسبة للقاءات الدولية المعتادة في هذا التوقيت، كذلك شارك مع المنتخب المصري في بطولات افريقيا أعوام 1974 في مصر وحصل علي جائزة أفضل لاعب في قارة افريقيا وفي أعوام 1968 - 1980 حصل علي وسام الجمهورية من الدرجة الأولي وفي عام1979 رفضت الجماهير اعتزال حسن شحاتة ونادته هاتفة «حسن شحاتة ياحبيبنا وحياة كريم ما تسبينا» وناشدت الجماهير المعلم بحياة ابنة كريم ألا يترك الملاعب لدماثة أخلاقه وموهبته الفريدة. وها هي الجماهير الوفية وكأن التاريخ يعيد نفسه وعقب مباراة مصر والجزائر تهتف ومعها كل عشاق الساحرة المستديرة ألا يتركها المعلم وتستحلفه بابنه أن يظل مديرا فنيا للمنتخب القومي . في منتصف الثمانينيات قرر شحاتة اعتزال الكرة واتجه للتدريب وحصل علي شهادات عديدة ليدرب فريق الاتحاد السكندري موسم 91/1992 واستطاع الصعود بفرق عديدة إلي الدوري الممتاز، منها المنيا والشرقية والمقاولون العرب ويحصل مع الفريق الأخير عام 2003/2004 علي بطولة كأس مصر وحصل مع نفس الفريق علي كأس السوبر في العام نفسه، كما حصل مع منتخب الشباب علي كأس الأمم الافريقية عام 2003 وفي هذه البطولة اكتشفت المعلم عماد متعب وعمرو زكي وأحمد فتحي وحسني عبد ربه وهي اسماء لمعت في سماء كرة القدم قاد شحاتة منتخب الشباب ليحصل علي بطولة الأمم الأفريقية في بوركينا فاسو عام 2003 وشارك منتخب الشباب في كأس العالم بالإمارات واستطاع الصعود إلي دور الثمانية وعندما فشل المدرب الإيطالي ماركو تارديللي مع المنتخب القومي قرر الاتحاد المصري اسناد مهمة قيادة المنتخب بصورة مؤقتة إليه وعندما فشل الاتحاد في التفاوض مع بعض المدربين الأجانب منهم الإيطالي ماركو تارديللي والفرنسي هنري كاسبرزاك تم الاعتماد علي شحاتة في قيادة المنتخب القومي وأختار المعلم الكابتن شوقي غريب وحمادة صدقي كمساعدين له، أستطاع محبوب الجماهير أن يحقق بطولة كأس الأمم الأفريقية في القاهرة عام2006 باستاد القاهرة وذلك في المباراة الفاصلة التي اقيمت بين منتخبي مصر وكوت ديفوار رغم تشكيك بعض الإعلاميين في قدراته والتطاول عليه ولتتواصل انتصاراته ويثبت أن المدرب الوطني هو الأفضل من نظيره الأجنبي، حيث فاز بالمنتخب بكأس افريقيا عام 2008 في غانا وليحتفظ بالبطولة لدورتين متتاليتين. المعلم مدرب وطني من طراز فريد لا تهمه المصالح الخاصة الشخصية وجمع الاموال إلي مثل نظيره الأجنبي مما جعله يستأثر بحب وعرفان جماهير البسطاء. تحية لحسن شحاتة وأبنائه المقاتلين في منتخب مصر رغم ما حدث ولنهتف له مثلما هتفت الجماهير في منتصف الثمانينيات «حسن شحاتة ياحبيبنا وحياة كريم ماتسيبنا».