ياما في الحبس مظاليم، مثل شعبي يعبر بدقة وحرارة في نفس الوقت عن حال هذا الشعب الذي من الممكن أن ينكوي أحدهم بنار السجن ظلماً وعدواناً ليظل خلف الجدران سنوات دون أن يكون هناك بارقة أمل في الحرية ثانية.. هذا ما حدث مع «محمود كمال الدين» الشاب الذي يبلغ من العمر 22 عاماً، والذي وجد نفسه معتقلاً وقابعاً خلف القضبان منذ عامين في سجن أبوزعبل دون سبب أو اتهام! المأساة ترويها والدته «كوثر محمد» فتقول: ابني اعتقل يوم 23/3/2008 بدون سبب حيث فوجئنا برجال الأمن يقتحمون منزلنا بعزبة النخل بعد أن ألقوا القبض علي أحد أصحاب محلات العطارة في الشارع فقط لأنه «ملتحي»، وأخذوا في تعذيبه ولم يتركوه إلا بعد أن ذكر لهم 17 اسماً منهم ابني الذي ألقوا القبض عليه وأطلقوا سراح صاحب محل العطارة، الذي زارنا وظل يبكي ويعتذر لي لأنه ظلم ابني وقال: أنهم عذبوه لدرجة أنه اضطر للكذب والاعتراف علي أشخاص لم يقترفوا أي ذنب، وتضيف: منذ ذلك الوقت لا أعلم شيئاً عن ابني بعد أن هاجمت الشرطة منزلي واستولوا علي التليفون المنزلي والكمبيوتر ولم يجدوا فيه ما يدين ابني بشئ لأنه طالب بالجامعة العمالية، وظللت أكثر من ثلاثة شهور لا أعلم مكان ابني وسألت بجميع أقسام الشرطة أنا وأخوه محمد الذي يبلغ من العمر 20 عاماً ولم نتوصل لمكانه إلا بعدما ذهبنا إلي «لاظوغلي» وهو المكان الذي يعتقلون فيه الملتحين والإخوان المسلمين ودفعت مبلغاً من المال ليقولوا لي أنه في سجن أبوزعبل الذي تمنع فيه الزيارة إلا في المناسبات فقط، فزرته في يوم 6 أكتوبر الماضي ووجدت أنه تم تعذيبه وآثار التعذيب الظاهرة علي وجهه وجسمه وتضيف: قال لي محمود أثناء زيارتي له أنهم قاموا بتوصيله بالكهرباء بعد أن نزعوا عنه ملابسه، وأخذه أحد الضباط من أمامي، وحين طلبت منه أن يتركه لأجلس معه ضربه أمامي وأهانني.. الغريب انني حصلت علي ثلاثة اعفاءات لابني محمود إلا أنه لم يخرج أبداً من المعتقل حتي الآن.