· حفيد البارون «جان إمبان» يحضر للقاهرة ويقول أمام المحكمة مازلت حيا أنا وشقيقتي · ماهر ميلاد محامي البارون يؤكد اعتوار قرارات الاستيلاء علي ممتلكات البارون التي تهدد الاستثمار · البنك وضع يده علي الأملاك بقرار سلطوي واستند لتحريات شرطية مرسلة يوم الثلاثاء الماضي كان يوماً مشهوداً داخل أروقة محكمة جنوبالقاهرة استعداداً لقدوم حفيد البارون إمبان مؤسس ضاحية مصر الجديدة البلجيكي الجنسية الذي فوجئ باستيلاء بنك ناصر الاجتماعي علي أملاكه التي ورثها هو وشقيقته عن جده «البارون» صاحب القصر الشهير والرائع بمصر الجديدة ويعتبر تحفة معمارية نادرة ويجسد الروعة الإنشائية في الزمن الجميل الذي ولي! ما علينا: فوجئ الحفيد «ادوارد جان إمبان» والحفيدة «نيكول إمبان» بأن البنك اعتبر أملاكهما أموالاً شاغرة فضم ملكيتهما إليه دونما سند علي الرغم من وجود الورثة كما أكد لي ماهر ميلاد إسكندر المحامي بالنقض محامي البارون وقال إن بنك ناصر ارتكب ما يدمر سمعة مصر لأن ما حدث يوحي بأن الدولة تستولي علي الأملاك فما بالك بقيامها بالاستيلاء علي أموال البارون الذي انشأ ضاحية مصر الجديدة ويتم انكار حق الورثة في حقوقهم المثبتة والمسجلة والموروثة عن جدهم الذي توفي يوم 22 يوليو عام 1928 وترك أملاكاً لا حصر لها!! وقد أثبت ذلك أيضاً المحامي أسعد كامل خطاب المحامي بالنقض في الدعوي المقامة لمحو القائمة المشهرة التي قام بشهرها البنك فهل من المنطقي أن يبتلع هذا البنك الحقوق!! طبعاً هذا لا يجوز وبمحضر تحريات شرطية. عموماً وصل الحفيد البلجيكي لمقر محكمة جنوبالقاهرة بباب الخلق يوم الثلاثاء الماضي بصحبة محاميه وكان فرحاً وبشوشاً للاستقبال الذي لاقاه خارج المحكمة وكنت متواجداً وانتهزتها فرصة لالتقاط العديد من الصور منذ لحظة خروجه من السيارة المرسيدس الفخمة وأثناء دخوله من باب المحكمة الرئيسي وكان طقم الحراسة بالمحكمة في استقباله ورافقوه فصعد للدور الثاني بالأسانسير واتجه لقاعة الدائرة «24» بالمحكمة منتظراً الدور في رول الجلسة. ما علينا، بدأ نظر الدعوي في تمام الساعة الثانية إلا ربع بعد الظهر وتأكدت هيئة المحكمة برئاسة المستشار أسامة الوكيل بأن الماثل أمامها هو حفيد البارون وقدم محامياه ما يفيد تحقيق شخصيته وتم الاطلاع علي جواز سفره وقدمت المستندات التي تؤكد طبيعة ممتلكاته.. وقال حفيد البارون أنا مازلت حيا أنا وشقيقتي وحضرت بلحمي وشحمي أمام هيئة المحكمة الموقرة التي استمعت له بانصات وكانت هناك المترجمة التي أوفدتها السفارة البلجيكية لتترجم للمحكمة ما يريد أن يوضحه للهيئة الموقرة.. كانت الجلسة هادئة وبلا صخب ومثل البنك المحامية ناديه هلال وبعد ما يقرب من ثلث ساعة قررت هيئة المحكمة تأجيل نظر الدعوي لجلسة 17 نوفمبر القادم لتقديم المذكرات ولشهر صحيفة الدعوي التي اختصمت كلا من رئيس مجلس إدارة بنك ناصر ومدير إدارة التركات الشاغرة ووزير العدل بصفته الرئيس الأعلي للشهر العقاري وأيضاً أمين عام مصلحة الشهر. ويبدو أن بنك ناصر لم يعلم أو قل تجاهل أن البارون امبان بعد أن توفي في عام 1928 انحصر ارثة في ولديه «جان امبان» و«لويس امبان» ورغبة منهما في انهاء حالة الشيوع القائمة بينهما فيما يتعلق بالعقارات التي آلت اليهما عن مورثها فقد حررا عقد قسمة مؤرخ في 12 يناير عام 1931 بقلم العقود الرسمية بمحكمة مصر المختلطة فيما يتعلق بالقصر الهندي والعقارات رقم 9، 11، 13 بشارع السلطان حسين «سابقاً» وحالياً 9، 11، 13 بشارع الثورة بمصر الجديدة وأيضاً العقار رقم 7 بشارع كومانوس «سابقا» وحالياً شارع الصومال وكذلك العقار رقم 10 بشارع سيزوسترس وشاءت الأقدار أن يتوفي «جان» التي آلت إليه تلك العقارات فانحصر الأرث في أربعة من أبناء العائلة وهم ادوارد ومدام جانين وهوجيت ونيكول امبان وبتاريخ أول سبتمبر 1953 أقام هؤلاء الورثة دعوي البيوع رقم 39 لسنة 1953 كبيع اختياري لبيع القصر الهندي وتمت بالفعل اجراءات البيع أمام محكمة القاهرة الابتدائية ورسي المزاد علي الشيخ عبدالله السليمان ولكن علي الرغم من وجود هؤلاء الورثة إلا أن رئيس مجلس إدارة بنك ناصر ومدير إدارة التركات قاما بشهر قائمة أملاك ورثة البارون بمحكمة شمال القاهرة علي افتراض أن مورثهم ليس له وارث!! وكان من المفترض وثبت أن الوريث مازال حياً وأن التركة ليست شاغرة بأن يبادر البنك بمحو قائمة التأشير بملكية بنك ناصر لهذه الأملاك ودون أن يضطر «البارون» إلي رفع دعوي والتقاضي في قضية محسومة وهي وجود ورثة من عدمه.. وعليه فمن الضروري أن يبادر وزير التضامن الاجتماعي الدكتور مصيلحي الذي يخضع البنك لوزارته برد الأموال المستولي عليها دون الدخول في منازعات قضائية تسئ لمصر التي ترفض اغتصاب الحقوق وقد يكون من الوفاء أن نذكر أن حفيد البارون العاشق لمصر قرر تخليداً لذكري جده البارون اقامة ضاحية جديدة بالقاهرة علي غرار ضاحية مصر الجديدة سوف تتكلف الملايين من الدولارات!