· قدم المزيد من التنازلات ل« إسرائيل.. والمفاجأة.. أنها ليست من بين الدول صاحبة التصويت! · هاجم الحجاب وامتدح «البكيني» من أجل عيون الغرب · «حسني» أضعف المرشحين.. ويداهن الأوروبيين للفوز بالمنصب · توقعات بسقوط المرشح المصري بسبب حبس أيمن عبدالمنعم ومشروعات «الوزير» الفاشلة بعد أيام معدودة.. وبالتحديد يوم 14 سبتمبر تبدأ الاجراءات الفعلية لاختيار مدير عام لمنظمة اليونسكو وهو المنصب المرشح له فاروق حسني وزير الثقافة بجانب ثمانية منافسين. بالطبع نحن نرغب في أن تحصل مصر علي هذا المنصب تقديرا لمكانتنا الحضارية والثقافية التي لايمكن لأي منصف انكارها.. مصر تستحق المنصب ولكن المرشح من مصر هو فاروق حسني..ومن ادار المعركة الشرسة علي المنصب الرفيع هم رجاله، وستدخل الدولة المصرية الرسمية بكل ثقلها وخاصة في المرحلة الأخيرة من الصراع فيبقي هناك الكثير من الحسابات الدولية وتوازنات السياسة التي قد تؤدي إلي مالانريد من نتائج. ورغم ماتروجه الدعاية- داخل مصر- عن ضمان فوز فاروق بالمنصب فإن القراءة الموضوعية لظروف المنافسين وطريقة اختيار رئيس هذه المنظمة العالمية ربما لاتدعونا أن نفرط في التفاؤل. المفاجأة الأخيرة جاءت من روسيا عندما قدمت في اللحظات الأخيرة نائب وزير خارجيتها اليهودي كمرشح منافس لوزيرنا الهمام الذي جاءته الضربة هذه المرة من نيران كان يظنها صديقة ! وما يظنه فاروق حسني بتفاديه أقوي المعوقات التي تواجهه بعد قيامه بتقديم التنازلات إلي إسرائيل ومحاولة استرضائها.. كما حاول التودد إلي الأوروبين بالإعلان عن رأيه في الحجاب أنه قادم من الجزيرة العربية ولاعلاقة لمصر به، وأنه يري أن النساء بشعرهن الطبيعي مثل الورد فإن ما يقدمه الوزير من تنازلات وما يعلنه من دعاية لاعلاقة له بأي إنجاز في ترشيحه للمنصب، فاسرائيل ليست عضوا في دول المجلس التنفيذي التي لها الحق في الاختيار الأساسي والمبدئي والرئيسي للمرشح، كما أن اهتمامات الأوروبيين تتعلق بانشطة ومهام المنظمة الدولية من الثقافة والفنون والآداب ولاتعينها مشكلة الحجاب أو حتي المايوه البيكني! يضاف إلي ذلك عمليات «تفتيت» للأصوات الإفريقية والعربية بعد أن دفعت كمبوديا بمرشح جزائري بينما لم تقدم الجزائر مرشحا لها أما «بنين» الإفريقية فقدمت مرشحا جديد في اليوم الآخير لقبول الأوراق وبعيدا عن هذا كله، فأن المرشحين للمنصب وعلي رأسهم السويدية بنيتا فالدنر أقوي من فاروق حسني والذي تقف امامه معوقات عديدة- ليس من بينها «إسرائيل» ومن ابرزها حبس ساعده الأيمن أيمن عبدالمنعم .. وحتي المشروعات التي يظن أنها تؤهله بها عيوب تستوجب استبعاده. فماذا عن أبعاد هذه المعركة؟ .. بداية، فإن ترشيح المدير العام ل«اليونسكو» يتم عن طريق الدول الأعضاء في المجلس التنفيذي للمنظمة، وعددهم طبقا لدستور المنظمة 58 دولة ، يتم تقسيمهم إلي خمس مجموعات، الأولي «دول غرب أوروبا» وتضم 27 دولة، ولها 9 مقاعد في المجلس التنفيذي. المجموعة الثانية جزء من دول شمال غرب أسيا وشرق أوروبا وتضم 24 دولة ولها 7 مقاعد. والثالثة تضم دول الكاريبي وأمريكا الجنوبية، وتضم 33 دولة ولها 10 مقاعد. والرابعة تضم دول شرق آسيا وعددا من دول الشرق الأوسط ولها 12 مقعدا، و الخامسة، تضم دول أفريقيا وعددها 64 دولة ولها 20 مقعدا وتبدأ اجراءات الانتخاب بعقد مقابلة لمدة ساعة مع كل مرشح ويحضر هذه المقابلة رئيس المجلس التنفيذي، ولجنة تضم ممثلين الاعضاء المجلس التنفيذي تختار من 30 دولة وليس ال58 دولة- وهذه الدول هي: فرنسا، ليتوانيا، المانيا، ايطاليا، لكسمبورج، البرتغال، بلغاريا، صربيا، روسيا الفيدرالية- المجر، شيلي، وكوبا، الهند، المكسيك، الارجنيتين، الصين، سريلانكا، كولومبيا، كوريا الجنوبية، مصر، تونس، الجزائر، اثيوبيا، بنين، مدغشقر، جنوب افريقيا، تنزانيا، لبنان، السعودية. وتجري المناقشات مع كل مرشح يوم 14 سبتمبر، ويبدأ التصويت 15 سبتمبر حتي يوم 21 سبتمبر، ليتم الوصول إلي المرشح المختار ثم يعد رئيس المجلس التنفيذي مذكرة للعرض وإعلان الاسم يوم 23 سبتمبر ويتم عرض الاسم علي المؤتمر العام لليونسكو والذي سيعقد في أكتوبر المقبل ليتم التصديق علي المرشح المختار، ولكن بشرط، موافقة ثلثي أعضاء المؤتمر وهم الدول اعضاء المنظمة. أماعن أقوي المرشحين بحياد وحتي لاتجئ الصدمة مثل صفر المونديال فهم بالترتيب بنيتا فالدنر «النمسا» وهي رئيسة المفوضية الأوروبية، ووزير الدولة للشئون الخارجية النمساوية، الحاصلة علي دكتوراة في القانون من جامعة سترا اسبورنج وخصصت جزءا كبيرا من دعايتها بموقعها علي الانترنت عن الاخلاف السامية والتمسك بالقيم الروحية. مرشحة «الاكوادور» ايفون باكي، وكذا مرشحة «ليتوانيا» إينامار شينليوبنتش ومحمد بجاوي وزير الدولة للشئون الخارجية الجزائري والرئيس السابق لمحكمة العدل الدولية والحائز علي أكثر من 30 جائزة عالمية والعضو الفاعل في اليونسكو ولسنوات عديدة،وبابا لولا يوسف باي «بنين» المرشح كرئيس المجلس التنفيذي لليونسكو، وهؤلاء من أقوي المرشحين ذوي السمعة الجيدة والخبرة الطيبة بمنظمة اليونسكو، وليس من بينهم فاروق حسني! وإذا رصدنا المرشحين نجد مرشح «بنين» بابا لولا، تم الدفع به لتفتيت أصوات المجموعة الإفريقية ضد فاروق حسني مرشح مصر. كما أن محمد بجاوي «الجزائر» رشح من قبل «كمبوديا» والتزمت الجزائر بعدم ترشيح مرشح عربي لإتاحة الفرصة لفاروق حسني، فإذا به يأتي بترشيح من خارجه دولته ليفتت «الأصوات» ويصعب المهمة أمام فاروق حسني. أما مرشح مصر لليونسكو فيبدو أنه يصدق بعض المحيطين به و«الارزاقية» الذين يخدعونه بالنجاح، وكأنه يخوض انتخابات مصرية يمكن «طبخها» وتزويرها علي طريقة انتخابات مجلس الشعب! وبالطبع لسنا ضد وجود مرشح مصري، ولكن مع حسن اختيار المرشح ولو قامت مصر بترشيح زاهي حواس بماله من «كاريزما» وعلاقات دولية أو رشحت أسماء ذات سمعة جيدة في المحافل الدولية المتعلقة بالثقافة مثل د. صالح لمعي، رئيس الفريق المسئول عن ترميم المسجد الأقصي، وممثل مصر في الاجتماعات والمؤتمرات أو د.نعمات أحمد فؤاد، أو د.علي رضوان أو د. فايزة هيكل الاستاذة في الجامعة الأمريكية وكل هؤلاء لهم مواقف متميزة في الدفاع عن الآثار والتراث وسمعة دولية عالية وأمثالهم كثير ولكن منذ متي كان الترشيح لدينا يعتمد علي الموضوعية فلو كانت الموضوعية موجودة لما كان فاروق حسني يشغل ولو منصب وزير الثقافة أو مادون ذلك. فبينما برنامج فاروق حسني ينصب علي إرضاء إسرائيل والاعتذار لها بصورة أو بأخري، والتودد لها نجد أن إسرائيل ذاتها ليست من الدول صاحبة التصويت الأساسي فهي خارج دول المجلس التنفيذي للمنظمة !! ويحاول الوزير مداعبة ومداهنة الأوربيين فاذا به يعلن أن الحجاب قادم من الجزيرة العربية، وأنه يري أن النساء من غير الحجاب مثل الورد وهي محاولة «رخيصة» لكسب الدول الأوروبية ولو علي حساب خسارة السعودية والدول العربية والإسلامية، كما أن الدول الأوروبية تهتم بشكل أكبر بالقضايا الحيوية للمنظمة في التربية والثقافة والعلوم وهي قضايا أهم من الاستغراق في الحجاب! ويبدو أن حسام نصار، مدير دعاية فاروق حسني، بلا خبرة ويعتمد علي ماتكتبه الجرائد المصرية و«الإعلانجية» رغم أن الترشيحات والانتخابات خارج مصر. ونقاط ضعف فاروق حسني في ترشيحه عديدة يتصدرها الآتي: قوة المرشحين المنافسين بما يفوق فاروق حسني بفارق كبير جدا. الحكم الصادر ضد أيمن عبدالمنعم بالسجن لمدة عشرين عاما، وكان عبدالمنعم موفد فاروق حسني في زيارات عديدة إلي اليونسكو، ويبدو أن أيمن كان يبحث عن «بيزنس» أو «فسحة» وبالطبع تمثيل أيمن يهدر فرصة فاروق حسني لأن هناك اهتماما بالنزاهة ولايوجد مرشح واحد ساعده الأيمن «مرتشي»!.. كما أن منصب مدير عام المنظمة إداري بالدرجة الأولي كما نص علي هذا دستور المنظمة، فان دولا مثل فرنسا وايطاليا.. وهما من أبرز الاعضاء الفاعلين في المجلس التنفيذي لن يسمحا لفاروق حسني بأن يصبح مديرا عاما للمنظمة خوفا من إدخال اشخاص قد يؤثرون سلبا علي إدارة المنظمة خلال الأربع سنوات المقبلة. المجتمع الدولي يرفض ترشيح من قاربت أعمارهم علي السبعين بسبب ثقل وأعباء المنصب «فاروق حسني 66 عاما» إن اعتماد فاروق حسني الأساسي علي ما قدمه للآثار داخل مصر، بينما حقيقة ما قدمه في حقيقته هو تدمير للآثار، فما الحال لو تولي هو إدارة المنظمة؟! والامثلة علي فساد مشروعات فاروق حسني كثيرة منها ما عارضته منظمة «اليونسكو» ذاتها. نحن لانتمني تكرار «صفر المونديال» ولكننا عرضنا للحقائق حتي لايظن أحد أن «إسرائيل» أو عدم الحياد في الاختيار وراء الفشل، لاقدر الله فالأمر كما الشاعر: وما نيل المطالب بالتمني.. ولكن تؤخذ الدنيا غلابا وإن كان البعض ينطقها.. ولكن تأخذ الدنيا الغلابة!