· ما حدث في المنيا خلال شهور قليلة أكثر مما حدث في باقي المحافظات خلال عامين · الفتنة تبدأ بالصراع علي الأرض وإقامة الشعائر الدينية وتنتهي بالقصص العاطفية محافظة المنيا مسقط رأس طه حسين عميد الأدب العربي وسوزان مبارك - حرم الرئيس - وفاروق سيف النصر وشيخ الأزهر الأسبق مصطفي عبدالرازق والمشير عبدالحكيم عامر وماريا القبطية تحولت بقدرة قادر إلي مستنقع للفتن الطائفية وشهدت خلال الأشهر الماضية العديد من الأحداث في دير القديس أبوفانا بين عرب «قصر هور» والرهبان العاملين بالدير، واشتعلت الأحداث بسبب النزاع علي قطعة أرض بها «24» مكانًا للاعتكاف والخلوة وكان الدير اشتري الأرض المتنازع عليها منذ 5 سنوات باسم الأب كيرلس لضمها إلي الدير وحاول الرهبان بناء سور يضم هذه المساحة مما فجر الصراع، الذي أدي إلي اختطاف ثلاثة من رهبان الدير واحتجازهم مما دعا البابا شنودة إلي التعليق بقوله «إن اختطاف وتعذيب الرهبان سابقة هي الأولي من نوعها، وهؤلاء الرهبان في دير أبوفانا لا يشعرون بالأمان» لم يكد يهدأ الصراع بين الأقباط والمسلمين حتي نشب صراع آخر بينهما في مركز بني مزار بسبب قصة حب بين شاب مسيحي وسيدة مسلمة متزوجة ووقعت اشتباكات بين مسلمي ومسيحيي قرية دير السنقورية أسفرت عن تلفيات في المنازل مما دفع الأمن لحصار القرية، والأمر الذي أثار المسلمين مجاهرة الشاب المسيحي بالعلاقة بينه وبين المسلمة واعتدي المسلمون علي المحل الخاص بالشاب المسيحي مما دفع الأمن إلي التدخل للسيطرة علي الموقف. وتواترت الأحداث لتسجل المنيا أعلي نسبة حوادث الفتنة بين المحافظات وشهدت قرية الحواصلية التي أصيب في أحداثها أربعة «مناصفة» بين المسلمين والمسيحيين كما نتج عن الأحداث احتراق ثلاثة منازل وست حظائر بسبب اقامة أحد المسيحيين شعائر دينية داخل منزله بصحبة آخرين دون أن يحصل علي إذن مسبق من الجهات الأمنية. ومن إقامة الشعائر الدينية إلي الفتنة بسبب بقرة يمتلكها أحد المسيحيين في قرية «دفش» التابعة لمركز سمالوط نتيجة لدهس أحد المسلمين البقرة، مما أدي إلي نشوب صراع جديد واصابة مسيحي باصابات بالغة استدعت دخوله مستشفي المنيا. وفي قرية منقطين مركز سمالوط يطالب أكثر من خمسة آلاف مواطن مسيحي بضرورة إنشاء كنيسة ليتمكنوا من إقامة شعائرهم الدينية، حيث اضطر الأقباط إلي الذهاب إلي دير سمالوط لاقامة الصلوات كل أسبوع، لتتحول محافظة المنيا إلي فتيل طائفي مشتعل لدرجة وصلت إلي مطالبة والدة شهيد حادث المنيا محمود الدهشان بوضع اسم ابنها علي شارع يخلد ذكراه، وتقدمت والدته بطلب إلي المجلس المحلي بأبوقرقاص لإطلاق اسم ابنها علي الشارع الذي تقيم فيه رغم موافقة المجلس المحلي والمجلس التنفيذي إلا أن هناك عضو مجلس مسيحيا اعترض علي إطلاق الاسم علي أي شارع، مما دفع المحافظ في النهاية إلي نزع اللافتة واسقاطها علي الأرض بعد تركيبها، مما أدي إلي سخط الأهالي، وهددوا بالاعتصام أمام المحافظة إذا ثبت أن أحد المسيحيين يقف ضد هذه التسمية.. ما حدث في المنيا خلال الشهور القليلة الماضية تخطي ما حدث في باقي المحافظات علي مدار أكثر من عامين، لدرجة وصلت إلي تجمهر المسيحيين ضد المحافظة بسبب إصرار الأخيرة علي تغيير اسم قرية «دير أبوحنس» إلي «وادي النعناع» لنزع الفتيل الطائفي إلا أن ذلك أشعل غضب المسيحيين اعتراضا علي تغيير الاسم.. وأرجع المراقبون ما يحدث في محافظة المنيا إلي عدم سيطرة اللواء أحمد ضياء الدين علي مقاليد الأمور في المحافظة، وعدم وجود دور للمحافظة في احتواء الفتنة الطائفية، ورد المحافظ بأن هناك بعض أصحاب المصالح داخل المحافظة يصطنعون الأحداث للمزايدة علي الحكومة، والنظام وأطلق المحافظ علي هذه المجموعة اسم «مجموعة الألف» وهم متضررون من سياساته التي فتحت ملفات سرقة الأراضي الصحراوية ووضع الأيدي علي الأراضي داخل الزمام.