· كريستينا جاءت علي «عكازين» وتم «دفنها» في رمال «جبل الدكرور» وتم شفاؤها! ما بين الطب الحديث والطب البديل مساحة كبيرة من الجدل العلمي ما بين رأي رافض وآخر مؤيد ورأي ثالث يقبل تقنين تجربة الطب البديل تحت اشراف علمي وطبي ووسط كل هذا الزخم من الرفض والتأييد تخرج علينا كل يوم تجربة في مجال الطب البديل تزيد من مساحة دائرة الجدل وتزيد معها حيرة المجتمع ويزداد مع كل هذا صمت غير مقبول ويعد بمثابة علامة استفهام لصوت العلم والعلماء والذين خرجوا وبارادتهم خارج دائرة الجدل كما خرجوا من قبل خارج دائرة الضوء لتسود بعدها هالات من الظلام أركان عربة الطب والتي مرت بالعديد من المحطات ما بين التداوي بالأعشاب والتداوي ببول ولبن الأبل والعلاج بالأبر الصينية وتتوقف في محطة جديدة عند الواحة الأخيرة وهي واحة سيوة لتكون شاهدة علي تجربة علاجية بديلة وهي حمامات الرمال الساخنة.. والتي أخذ عدد المترددين عليها في تزايد كل عن الذي من قبله في بداية الأمر يقول محمد أحمد إبراهيم 55 سنة من أبناء سيوة من الذين يعملون في مجال الدفن في الرمال الساخنة منذ 27 عاماً ويمتلك احد الحمامات يوجد بواحة سيوة 9 حمامات رمال كلها تقع في مكان واحد وهو جبل الدكرور وأن الرمال بهذا الجبل عبارة عن رمال حرشة «عبارة عن رمال جافة لا يوجد بها أي نسبة رطوبة أو ماء» لذي يكفي للمريض الواحد نصف ساعة أو ساعة إلا ربعا علي الأكثر كجلسة واحدة من ضمن ثلاث أو خمس أو سبع أو تسع أو احدي عشرة جلسة علي حسب الحالة ودرجة استجابة المريض ولنلاحظ أن كلها بالوتر العددي يشرب بعدها المريض عصير الليمون والجنزبيل وعرق السوس والتمر هندي والكركديه ثم يستريح قليلاً ويقوم بتغيير ملابسه ويتناول الطعام الذي يتكون من شريحة لحم أحمر مسلوق مع شربة بلسان العصفور وفي المساء يكون طعامه عبارة عن طبق أرز وطبق سلطة خضار ويجب علي المريض ألا يتعرض لهواء أجهزة التكييف وكذلك محظور عليه الاستحمام وشرب المياه المثلجة وأكل البطيخ والشمام وما يشبهما من فواكه وخضر خلال فترة الجلسات وفي آخر يوم للجلسات يتم تدليك جسم المريض بزيت الزيتون لغلق المسام لمنع تسرب الهواء من جسده وفي حالة صعوبة تحديد نوع المرض الذي يشكو منه المريض يتم عمل عصير مكون من الخل وعصير التفاح والليمون والملح لزيادة تفتيح مسام الجسم ليزيد العرق وهنا يمكن وبسهولة تحديد نوع المرض ويكون هذا في حالة عمل الحجامة خلال الحمام في حالات العقم وبعد دفن الزوجين وعمل تدليك للزوجين بطريقة معينة لكل منهما وعمل حجامة للزوج في آخر فقرات الظهر فمثلاً في احدي المرات أتي إلينا شاب من محافظة الإسكندرية متزوج من ابنة عمه لم ينجب فقام بعمل ثلاث جلسات وتم عمل حجامة له في منطقة فقرات القطنية وبعد عام أتي إلينا وهو يحمل طفله علي يده ويخبرنا بأن زوجته حامل في الطفل الثاني ويضيف الحاج محمد ان اسم حمامات الدفن باللغة الأمازيغية وهي لغة أهالي الواحة تعني «أردام - جرمل» وان لهذه الرمال سر الهي ولا يعني هذا أننا نعمل بعيداً عن الاشراف العلمي فطوال شهور الدفن الثلاثة والتي تبدأ من 15/6 إلي 15/9 من كل عام يكون هناك طبيب مكلف من قبل المحافظة متواجد طوال نهار اليوم ويقوم بالكشف علي كل مريض قبل بدء الجلسة وهو الذي يحدد زمن الجلسة حسب حالة قلب المريض والرئة وضغط الدم وفي حالات كثيرة تم منع مرضي من حمامات الدفن بناء علي تعليمات الطبيب ويضيف الحاج محمد قائلاً أنه أقدم دافن بعد الحاج أبوالقاسم أشهر وأول دافن واحة في سيوة. وعن أشهر وأغرب الحالات التي مرت به وخلدت في ذاكرته طوال ال27 عاماً قال إنها كانت طفلة تدعي كرستينا جيمث ووكر من ولاية نيفادا وعمرها ثلاث سنوات أمريكية الجنسية وكانت لا تستطيع المشي من آلام الظهر والركب وتسير علي عكاز فقام أصدقاء أمها بنصحها للذهاب إلي واحة سيوة ودفن ابنتها في رمال الدكرور.