رواية «سيجارة سابعة» الصادرة عن دار ميريت هى الرواية الثانية للكاتبة الشابة دنيا كمال، ولقد صدرت روايتها الأولى منذ ثلاثة أعوام تحت عنوان «هى وضحى». التراتب الزمنى غائب فى الرواية فالأحداث متداخلة وجميعها تلتقى فى النهاية بميدان الثورة، وهذا يفسر الارتباط الوثيق بين التفاصيل الشخصية وتفاصيل الثورة، تحكى نادية بلغة رائعة عن الطفولة مع الجدة وغياب الأم والعلاقة المتوترة بها، وتحكى عن سنوات مراهقة غلب عليها الانعزال، تحكى عن الحبيب القديم زين الشاعر الساحر الذى مثل الأمان والإقبال على الحياة وكان يكبرها بثلاثين عاما وبقى حبه معها دائما، ثم تحكى عن فراق زين المفاجئ والذى تلاه فراق الأب المفاجئ أيضا وما تلى ذلك من كوابيس وخواطر عن الموت صاحبت البطلة فى كل حياتها، سبب موت زين صدمة وخوف وتشتت أما الأب فبموته انتهى التعلق بكل شىء، فمع شعور بالغضب والحزن والإشفاق على الأب من الحجرة المظلمة التى انتهى به الحال إليها، أصبح كل شىء إلى زوال. الاب كان محورا هاما فى حياة البطلة، هو كاتب وسياسى من جيل الستينيات حكاء بارع خاصة حكايات السجن ورفاقه وحكاياته عن ترحاله والذى ورثته عنه الابنة كثيرة الترحال، الأب حاضر دائما يواسى ويدعم ويسمع وينصح، حاضر فى الثورة بقوة فى كل أحداثها.