ارتفاع أسعار الذهب في مصر بقيمة 35 جنيهاً    رئيس جامعة المنوفية يكلف الدكتور أسامة عبدالرؤوف بالإشراف على إنشاء الجامعة الدولية بالسادات    الرئيس السيسي يشارك في الحدث الافتراضي «نداء عالمي لقمة المستقبل»    الصحة العالمية تدعو للمساعدة العاجلة في إعادة التأهيل الطبي بقطاع غزة    قبل ساعات من غلق باب القيد للسوبر الأفريقي.. آخر تطورات مفاوضات الأهلي والزمالك مع الصفقات    مهرجان الجونة السينمائي يتوسع في دعم المواهب    بمناسبة المولد النبوي الشريف.. طارق فؤاد طرح ألبومه الجديد ولد الحبيب    لماذا نحتفل بمولد سيدنا النبي؟.. أمين الفتوى يجيب    18 صورة.. رئيس ألمانيا ووزير التعليم العالي المصري يفتتحان الجامعة الألمانية "GIU" بالعاصمة الإدارية    رسميًا.. تجديد عقد أرتيتا مع أرسنال    اندلاع حريق داخل مطعم سوري بمدينة نصر    حالة الطقس غدًا الجمعة 13-09 -2024 بوادي النطرون    سرقة سبائك ذهبية من فيلا أيمن طاهر.. القبض على متهم جديد    رومانيا تنفي استهداف سفينة حبوب متجهة إلى مصر في مياهها    إسلام عفيفى يكتب: الناشطة المثالية.. واستراتيجية الخائب !    القاهرة الإخبارية: موجة استقالات فى إسرائيل بسبب سياسات بن جفير    خاص| مؤلف "عمر أفندي" عن اتهام علي الطيب بسرقة مصطلحاته: السوشيال ميديا بتكبر الدنيا    ديوان نتنياهو ينفي تشكيل مجلس أمني مصغر    مفتي الجمهورية يُهنِّئ الرئيس السيسي والأُمَّتين العربية والإسلامية بذِكرى المَولد النبوي الشريف    نقيب الأطباء يتواصل مع أمين عام الزمالة المصرية لاعتماد المستشفيات الجامعية للتدريب    بليغ «عاش هنا»    حملة ل«بيطرى سوهاج» بقرية الجلاوية للقضاء على الكلاب الضالة والتوعية بمرض السعار    كيف تستفيد مصر من توجه شركات الاتصالات نحو تصنيع الراوتر؟    مراسل «القاهرة الإخبارية»: استمرار القصف الروسي على سومي وخاركيف ودونيتسك    «القاهرة الإخبارية» تكشف تفاصيل الخلاف بين بن غفير وسموتريتش: وصل للصراخ    انطلاق أسبوع «المرأة بين الثقافة والفنون» بسوهاج السبت    الأورمان توزع 500 حقيبة مدرسية للطلاب بسوهاج ضمن جهود التحالف الوطنى    محافظ القاهرة يخفض تنسيق القبول في مدارس للتعليم الفني    برشلونة يتخلص من تسديد مديونية بوروسيا دورتموند في صفقة ديمبيلي    المنصورة يعلن التعاقد مع لاعب وادي دجلة    السبت.. كريم عبد العزيز وياسمين صبرى يبدآن تصوير فيلم «المشروع»    المجرى الملاحي تمر به 10% من التجارة البحرية و12% من الدولية.. «التموين» و«اقتصادية قناة السويس» تناقشان الفرص الاستثمارية المرتبطة    مباحث الغربية تضبط قاتل مسنة لسرقة هاتفها المحمول ببسيون    كوكا يكشف لحظة لا تنسى في كأس العالم للأندية    إزالة 204 تعديات ضمن المرحلة الثالثة من الموجة ال23 في بني سويف    برواتب مجزية.. «العمل» تعلن وظائف جديدة للشباب بالإسماعيلية    كاظم الساهر.. ناظر مدرسة الغناء بالفصحى ورائد الرومانسية    حملات تفتيشية مفاجئة.. ضبط 120 مخالفة تموينية في المنيا    التعليم تعلن فتح باب التقدم لمدرسة NTG 2 لعام 2025.. تستمر ل 19 سبتمبر    زوجة سعد الصغير برلتني عامر لمنتقديه: «حسبي الله ونعم الوكيل»    هل يحتاج الطفل إلى تطعيم الإنفلونزا مع دخول المدارس؟    9 نوفمبر المقبل.. انطلاق فعاليات المؤتمر الدولي الأول لكلية طب الأسنان بجامعة أسيوط    نقيب الأشراف: القراءة العصرية لسيرة النبي وتطبيقها أصبحت ضرورة ملحة    كرة يد - الكشف عن قرعة دوري أبطال إفريقيا بمشاركة الأهلي والزمالك    المشاط: بحث استعدادات إطلاق الاستراتيجية الوطنية المتكاملة لتمويل أهداف التنمية المستدامة في مصر    شيخ الأزهر يهنئ الرئيس السيسي والأمة الإسلامية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف    رئيس جامعة بنها يتفقد أعمال الصيانة والكشف الطبي على الطلاب الجدد بكلية العلوم    "دماء في المصحة".. الداخلية تكشف كواليس مقتل طالب خلال محاولة علاجه من الإدمان    هل هي بدعة؟.. الأزهر للفتوى يوضح حكم شراء حلوى المولد النبوي    محافظ أسوان يتابع مشروعات رصف الطريق الدائرى بنصر النوبة    حزب المؤتمر: قضية محو الأمية ليست مجرد تحدٍ تعليمي    القاهرة الإخبارية: العملية العسكرية في مخيم طوباس مستمرة    فريق طبى من حميات بنى سويف يجرى الكشف على طفل مصاب باشتباه متلازمة ستيفنز جونسون    حسن مصطفى: الأهلي يحتاج لمهاجم وجناح قوي    موعد إجازة المولد النبوي الشريف 2024 للقطاعين العام والخاص (3 أيام متتالية)    صحة المنيا: تقديم الخدمات الطبية ل 1415 مواطنا خلال قافلة مجانية بالسرارية    وزير الدفاع يشهد تنفيذ مشروع مراكز القيادة الإستراتيجي للهيئة الهندسية    تشييع جثمان إيهاب جلال من مسجد حسن الشربتلى بالتجمع الخامس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفتى يوضح معنى النهي الوارد في السُّنَّة بشأن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام
نشر في صوت الأمة يوم 15 - 07 - 2024

أجاب الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، على سائل يقول: ما معنى النهي الوارد في السُّنَّة النبوية المطهرة عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام؟ وهل يُفهم من هذا أنه لا يجوز ادخار لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام؟

الجواب
النهي الوارد في السُّنَّة النبوية المطهرة عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيامٍ كان مخصوصًا بِسَنَةٍ مُعيَّنةٍ أصاب الناسَ فيها جهد شديد، وبحال مخصوصة ظهرت فيها الشِّدة والاحتياج، وحينما زال ذلك أَذِنَ صلى الله عليه وآله وسلم في الأكل والادخار من لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام؛ ولذلك فالادخار فوق ثلاثة أيام جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه.

معنى النهي الوارد في السُّنَّة عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام
من المعلوم أن مقصود الشرع الشريف هو تحقيق مصالح الناس مع مراعاة أحوالهم المختلفة، ومن هذا المنطلق جاء النهي عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، فقد ورد في حديث عبد الله بن بُرَيْدة، عن أبيه رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «نَهَيْتُكُمْ عَنْ زِيَارَةِ الْقُبُورِ، فَزُورُوهَا، وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، فَأَمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ» أخرجه مسلم في "صحيحه".

ولكنَّ هذا النهي ليس مطلقًا، وإنما كانت مصلحةُ الناس في هذا العام تقتضي ذلك؛ إذ حال الفاقة والحاجة التي كان الناس عليها حينما وقع القحط بالبادية ودخل أهلها المدينة، يقتضي توزيع اللحوم لسد تلك الحاجة وتقليل هذه الفاقة، ولَمَّا ارتفع هذا الحال جاء الأمر الشرعي بجواز الادخار، فقد جاء عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لما سُئل عن نهيه عن أكل أو ادخار الأضاحي بعد ثلاثة أيام قال: «إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ مِنْ أَجْلِ الدَّافَّةِ الَّتِي دَفَّتْ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا» أخرجه مسلم في "صحيحه".

وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ: «مَنْ ضَحَّى مِنْكُمْ فَلاَ يُصْبِحَنَّ بَعْدَ ثَالِثَةٍ وَبَقِيَ فِي بَيْتِهِ مِنْهُ شَيْءٌ» فَلَمَّا كان العامُ المُقْبِلُ، قَالُوا: يا رسول الله، نَفْعَلُ كما فَعَلْنَا عَامَ المَاضِي؟ قَالَ: «كُلُوا وَأَطْعِمُوا وَادَّخِرُوا، فَإِنَّ ذَلِكَ العَامَ كَانَ بِالنَّاسِ جَهْدٌ، فَأَرَدْتُ أَنْ تُعِينُوا فِيهَا» أخرجه البخاري في "صحيحه".

فهذان الحديثان يدلان على أن النهي كان مخصوصًا بحال معينة وظروف خاصة، وأن الأصل في لحوم الأضاحي جواز ادخارها والأكل منها بعد ثلاثة أيام.

قال الإمام ابن بَطَّال في "شرح صحيح البخاري" (6/ 32، ط. مكتبة الرشد): [فدلَّ هذا القول أنَّ النهي من رسول الله للعارض المذكور؛ فلما ارتفع ذلك العارض أباح لهم رسول الله ما كان حظر عليهم] اه.

وقد علَّل صلى الله عليه وآله وسلم رَفْعَه هذا النهي بما يقرر هذا الأصل -جواز ادخارها-، وهو ما استقر بين الناس من أوجه الانتفاع المتنوعة بلحوم الأضاحي، وذلك فيما جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «وَنَهَيْتُكُمْ عَنْ لُحُومِ الْأَضَاحِيِّ فَوْقَ ثَلَاثٍ، ثُمَّ بَدَا لِي أَنَّ النَّاسَ يَبْتَغُونَ أَدَمَهُمْ، وَيُتْحِفُونَ ضَيْفَهُمْ، وَيَرْفَعُونَ لِغَائِبِهِمْ، فَكُلُوا وَأَمْسِكُوا مَا شِئْتُمْ» أخرجه الإمام أحمد وأبو يعلى في "مسنديهما"، والضياء المقدسي في "الأحاديث المختارة".

ومما ذكرنا يظهر أن النهي الوارد في السُّنَّة النبوية المطهرة عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيامٍ إنما هو وَجْهٌ من أوجه الحكمة في الشرع الشريف، ودليلٌ من أدلة يسر الشريعة الإسلامية ومرونة أحكامها وتشريعاتها التي ترفق بالناس وأحوالهم، وترفع المشقة وتزيل العنت عنهم، ولَمَّا أنْ تغير هذا الواقع ولم يَعُدْ بالناس جهد زال هذا النهي وعاد الأمر إلى أصله، أي: من جواز أكل وادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام، فهذا من السنة، وليس مخالفًا لها.
نصوص الفقهاء الواردة في هذه المسألة

هذا ما قرره فقهاء وأئمة المذاهب الفقهية الأربعة المتبوعة.

قال الإمام السَّرَخْسِي الحنفي في "المبسوط" (24/ 10، ط. دار المعرفة): [والنهي عن إمساك لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيام قد انتسخ بقوله عليه الصلاة والسلام: «فَأَمْسِكُوا مَا بَدَا لَكُمْ وتَزَوَّدُوا»؛ فإن القُربة تنادي بإراقة الدم، والتدبيرُ في اللحم بعد ذلك -من الأكل والإمساك والإطعام- إلى صاحبه، إلا أنه للضيق والشدة في الابتداء نهاهم عن الإمساك على وجه النظر والشفقة ليتبع موسرهم على معسرهم، ولَمَّا انعدم ذلك التضييق أذن لهم في الإمساك] اه.

وقال الإمام اللَّخْمِي المالكي في "التبصرة" (4/ 1566، ط. وزارة أوقاف قطر): [أمر الله سبحانه وتعالى في الهدايا أن يُؤكَل منها ويُتصدَّق، فقال عز وجل: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ﴾ [الحج: 28]، وقال: ﴿فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ﴾ [الحج: 36]، وأبان النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن الضحايا كذلك، فقال: «كُنْتُ نَهَيْتُكُمْ أَنْ تُمْسِكُوا مِنْ لحُومِ نُسُكِكُمْ بَعْدَ ثَلَاثٍ، فَكُلُوا وَادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا»، فأباح الإمساك بعد ثلاث، وأثبت الصدقة فلم ينسخها، فقال: «ادَّخِرُوا وَتَصَدَّقُوا»] اه.

وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع" (8/ 418، ط. دار الفكر): [يجوز أن يدخر من لحم الأضحية، وكان ادخارها فوق ثلاثة أيام منهيًّا عنه، ثم أذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه، وذلك ثابت في الأحاديث الصحيحة المشهورة. قال جمهور أصحابنا: كان النهيُ نهيَ تحريمٍ، وقال أبو علي الطبري: يحتمل التنزيه، وذكر الأصحاب على التحريم وجهين: في أن النهي كان عامًّا ثم نسخ، أم كان مخصوصًا بحالة الضيق الواقع تلك السَّنَة فلما زالت انتهى التحريم؟ وجهين، على الثاني: في أنه لو حدث مثل ذلك في زماننا هل يُحكم به؟ والصواب المعروف: أنه لا يحرم الادخارُ اليومَ بحالٍ] اه.

وقال الإمام ابن قُدَامة الحنبلي في "المغني" (9/ 449، ط. مكتبة القاهرة): [ويجوز ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاث في قول عامة أهل العلم] اه.

الخلاصة
بناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن النهي الوارد في السُّنَّة النبوية المطهرة عن ادخار لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيامٍ كان مخصوصًا بِسَنَةٍ مُعيَّنةٍ أصاب الناسَ فيها جهد شديد، وبحال مخصوصة ظهرت فيها الشِّدة والاحتياج، وحينما زال ذلك أَذِنَ صلى الله عليه وآله وسلم في الأكل والادخار من لحوم الأضاحي بعد ثلاثة أيام؛ ولذلك فالادخار فوق ثلاثة أيام جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.