منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع، لم تدخر الدولة المصرية جهداً في دعم الفلسطينيين لتخفيف وطأة العدوان، ولا في دعم مؤسسات الإغاثة. ومن بين المؤسسات التي حظيت بالدعم المصري، وكالة الأونرا، حيث تتعامل الدولة معها على أنها لا غنى عنها في تقديم المساعدات لغزة وللفلسطينيين، بل وعملت إزالة العوائق التي تضعها إسرائيل أمام دخول المساعدات، ووقف سياسات التجويع والعقاب الجماعي في القطاع. واليوم، أكد وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، الدكتور بدر عبد العاطي، في مؤتمر صحفي مشترك مع مفوض عام وكالة "الأونروا"، على رفض مصر لأي محاولة لإيجاد بديل للوكالة، كونها الوكالة الوحيدة التي تحظى بولاية من الأممالمتحدة في مساعدة ودعم اللاجئين الفلسطينيين. وأكد عبد العاطي أن وكالة "الأونروا" تعد من أهم وكالات الأممالمتحدة في المجال الإنساني، خاصة في ظل الانتهاكات السافرة للقانون الدولي والقانون الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة. كما شدد على أن دور الوكالة لا يقتصر على قطاع غزة فقط، بل يمتد لشؤون اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا. وعبّر الوزير عن اعتراضه على الحملات التي تستهدف زعزعة مصداقية وكالة "الأونروا"، مشدداً على أن مثل هذه الحملات تهدف إلى كسر قدسية عمل المنظمات الدولية التي تدعم الشعب الفلسطيني. ووجه عبد العاطي نداءً إلى المجتمع الدولي والجهات المانحة لإعادة النظر في مساهماتها المالية لوكالة "الأونروا"، معتبراً أن استمرار تعليق تلك المساهمات يعد مشاركة في المجاعة أو استخدامها كأداة للعقاب الجماعي، مما يهدد المنظومة الدولية ويثير قضايا حول ازدواجية المعايير وتطبيق القانون الدولي. وختم عبد العاطي بتأكيد أن عمل "الأونروا" سيستمر حتى يحقق اللاجئون الفلسطينيون حقوقهم كاملة بما في ذلك العودة أو التعويض، وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194. وأثنى على دور مصر الرئيسي في تقديم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، مشيراً إلى أن مصر قدمت أكثر من 70% من المساعدات رغم التحديات الاقتصادية الكبيرة التي تواجهها. الوزير عبد العاطي قدّم شكره وتقديره للحكومة المصرية والشعب المصري على دعمهم الكبير لوكالة "الأونروا"، وخصّ بالذكر مفوض عام الوكالة فيليب لازاريني على جهوده الشخصية ولجهود الوكالة بأكملها. وأعرب عن تعازيه في شهداء الأونروا الذين ضحوا بأرواحهم في ظل الأوضاع الصعبة في قطاع غزة.
