لا أحد يستطيع أن ينكر دور مصر أو يزايد عليه حتى فى السنوات القليلة الماضية عندما تخيل البعض أن البساط يكاد يسحب من تحتها، الحمد لله أنها لحقت بطرف البساط واستعادته اليوم ورجعت لها الريادة بتحفيظ القرآن وحفظه والاحاديث النبوية الشريفة، ولو دخلنا بهذه النوعية من المسابقات فلا شك أننا سنحصل على المراكز الاولى على مستوى الوطن العربى والدول الاسلامية لسنوات قادمة. ألا تكيفنا هذه الريادة؟ المسميات فقدت معانيها الجميلة والعميقة فأى سيدة يطلق عليها هانم، وعامل اليومية الذى لم ينه تعليمه أو حتى لم يدخل المدارس «بشمهندس» واللى مش لاقيين له اسم نلقبه «بالباشا»، والأكبر سناً وخاصة إذا غزت بعض الشعيرات البيضاء رأسه ولا يضير إن كان نصاباً أو مرتشيا أو سفيها أو حتى تاجر مخدرات، نطلق عليه «الحاج»، واليوم ظهرت مسميات قديمة ولكن افعالها مستحدثة تمشى على كله، فمن يشهر بالناس ويتفوه بألفاظ بذيئة ويقذف المحصنات ويثير الفتن بين الناس ولا يحاسبه أحد، انتبهوا لكلمة لا يحاسبه أحد، يطلق عليه داعية اسلامي، إذا كان امثال هؤلاء يطالبون بتطبيق الشريعة، فلنبدأ بهم دون رحمة، وهم أنفسهم الذين يطالبون بمسمى دولة اسلامية على مصر، إذا كانت الدولة الاسلامية التى يريدونها على نهجهم وفجرهم، فعلى كل مواطن شريف وعلى خلق فى هذا البلد أن يرفض هذا المسمي، «صورتنا بقت وحشة قوى». ■ قبل المطالبة بتطهير الداخلية من الفاسدين كما نسمع كل يوم ففاسدو الداخلية ربما يظلمون شخصاً أو اثنين أو مائة وأكثر، المطلوب تطهير المجتمع من الفاسدين والمفسدين الذين يظهرون على المنابر والشاشات وصفحات التواصل الاجتماعى والذين يقتلون نفوس مئات الآلاف من البشر ويحرضون الناس على فعل الجريمة بإهدار دم بعضهم البعض، وتحية اوجهها لمفسدى الداخلية لو استطاعوا القضاء على مفسدى الأرض. ■ الشامتون بضحايا إعصار أمريكا والذين يعتبرون هذا غضب من الله عليهم، أمريكا خلال فترة وجيزة ستعوض كل ما فقدته بفعل احوال جوية خارجة عن ارادتها، عدا المولى طبعا، أما نحن انظروا إلى أحوالنا فى مصر، نفوس كارهة حاقدة، شعب منقسم كما لم يحدث من قبل ثورة طاهرة آتتنا لم نحس بها وأضعنا اهدافها النبيلة، ولن تقوم لنا قائمة قبل تطهير أنفسنا، إذن ربنا غاضب على مين أكثر، احنا ولا أمريكا «منفوق بقي». ■ لما نكون عاوزين نطبق حاجة فى بلدنا، بلاش تقول الدول المتحضرة، أومال هى اسمها متحضرة ليه، لأنها لما تقرر اغلاق أسواقها ومطاعمها تكون قد درست ما تود فعله سنوات طوال، ومن منطلق قواعد وضوابط وقوانين مفعلة، ده احنا حتى اليوم متخبطين فى وضع دستور. أما المليارات التى يتكلمون عن توفيرها ممكن أن نوفر اضعافها لو تحقق الأمن ونظم المرور وطبق الحدان الأدني والأقصى للأجور وفعّل القانون. ■ بيقولوا اللى مش حيلتزم بالقرارات حنعمل له محضر هى المحاكم ناقصها محاضر، ده حتى الورق خلص، وبدلاً من أن توفر الأمن والقضاء وكل ما يتبع مؤسسات الداخلية لحل قضايانا المعلقة والكثيرة، نشغلهم، على مين فتح ومن قفل، حتى لو غلق الاسواق نجح بعض الشيء، غلق المطاعم مش حيمشى، القرار ده بدرى قوى عليه، الأهم لما يكون فى دولة الأول، ولا تنسى أن مصر لها طبيعة خاصة عن أى دولة اخرى، مصر جمالها الليل وآخره. ■ طالما عارفين إن القرار مش ح يمشى وستكون له تبعياته السيئة، طب بتشغلونا عن الأهم ليه نشر بالعدد 621 بتاريخ 5/11/2012