دخلت الحملة الامنية الكبرى التى يقوم بها الجيش فى سيناء اسبوعها الثالث وذلك فى حربها الشاملة على العناصر التكفيرية والارهاب وهى العملية التى يطلق عليها (نسر 2) بدأها الجيش المصرى بنقل قوات ومعدات كبيرة الى شبه جزيرة سيناء لأول مرة منذ الحرب الاخيرة مع اسرائيل فى 1973 وهى الحملة التى اعقبت الهجوم الذى تعرض له كمين للجيش المصرى فى رفح المصرية وراح ضحيته 16 ضابطا وجنديا. بدأت الحملة الامنية فى سيناء بالاعتماد على المعلومات التى كانت لدى جهاز أمن الدولة السابق والذى تم حله خلال احداث الثورة فى مصر حيث تمت مداهمة منازل وبيوت وأوكار الجماعات السلفية فى سيناء وهى فى غالبيتها ليس لها اى عداء مع الجيش او الحكومة وخاصة مشايخ الدعوة الذين يعملون فى القضاء الشرعى وانهاء وفض المنازعات بين الناس والاهالى فى سيناء وهو ما أدى الى اطلاق سراح غالبية المقبوض عليهم فى تلك العمليات بعد التحقيقات الاولية وحتى الآن كما ذكر مصدر امنى مسئول وكبير فى الحملة الامنية أننا نحارب الاشباح فلا نعرف حتى الآن من هو عدونا الذى نحاربه فى سيناء ولهذا فإن الحملة الامنية للجيش المصرى فى سيناء لم تحقق أى نتائج ملموثة حتى الآن على الارض سوى القضاء على 5 اشخاص فقط قامت بإطلاق قذيفة عليهم فى أحد الاوكار فى منطقة نجع شبانة بالمنطقة الحدودية الشرقية فقط ولم تتوصل الى اى معلومات حيث وجدت جثث المقتولين فى نجع شبانة متفحمة تماما وهو ما يتعزر معه معرفة وتحليل تلك الجثث بشكل جيد ولم يتم القبض واعتقال اى مطلوب من ضمن العناصر حتى الآن ولقد لجأت الحملة الامنية فى سيناء الى الاستسهال أو الشو الاعلامى فقط حيث اتخذت منحى آخر غير المنحى المطلوب وهو مطاردة الخارجين على القانون وتجار المخدرات والاشقياء وابتعدت عن العناصر التكفيرية وهى العناصر المطلوبة فعلا وهى التى تشكل خطورة على الامن القومى المصرى فعلا والتى تطالب بجعل شبه جزيرة سيناء إمارة إسلامية. فالأوضاع فى سيناء مازالت كما هى ولم يتغير اى شىء على الارض ولا تحت الارض فالانفاق ايضا مازالت تعمل اكثر من الاول حيث يقول الناشط السياسى خالد عرفات اننا فى هذه الحملة كما يقول المثل (نسمع جعجعة ولا نرى طحين) اى ان الحملة حتى الآن لم تسفر عن اى شىء وذلك مع دخولها الاسبوع الثالث ونخشى ان تلقى الحملة الامنية التى يقوم بها الجيش والشرطة المصرية فى سيناء نفس مصير العملية السابقة فى العام الماضى (نسر 1) والتى فشلت فشلا زريعا وهى التى مهدت لما حدث فى رفح فى شهر رمضان فى الهجوم على كمين الجيش المصرى). ويحذر عرفات من انه اذا ما فشلت الحملة (نسر 2) فسوف تضيع سيناء فنحن فى خطر داهم ولابد من الضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه الاعتداء على الجيش المصرى فى سيناء ولابد من العمل بكل قوة لانجاح الخطة «نسر 2» بكل الوسائل ويجب التعاون مع الجيش فى القضاء على الارهابيين. ورغم حالة الهدوء الحذر التى تسيطر على المنطقة الحدودية، التى تنتظر حملة تمشيط ومداهمات ضارية حسب تسريبات وتصريحات المصادر الأمنية والعسكرية، إلا أن حالة عامة من السخط والغضب باتت تسيطر على المواطنين بمدن الحدود «الشيخ زويد ورفح» عقب فرض إجراءات أمنية صارمة على الحواجز المنتشرة على الطريق من رفح إلى العريش، حيث تخضع السيارات لتفتيش دقيق وكذا المواطنين الذين يستقلونها وبعض الضباط يتعاملون مع الناس من منطلق الاشتباه ويتم تفتيشهم بطريقة مهينة حيث قال احد شهود العيان ممن خضعوا لعملية تفتيش على حاجز الريسة الأمنى بمدخل العريش الشرقي: يتركون الحدود مرتعا لإسرائيل ويفتشون على الحواجز بطريقة مهينة تذكرنا بنفس طريقة اليهود فى تفتيشهم للفلسطينيين على الحواجز الإسرائيلية. وفى مدينة العريش سادت أيضا حالة من السخط بعد قيام قوات مشتركة من الجيش والشرطة المعززة بالمدرعات والكلاب البوليسية بمداهمة احد المنازل الواقعة بشارع أسيوطجنوب مدينة العريش للبحث عن متهم هارب يدعى «كمال علام» على خلفية اعتقاله لنحو سبع سنوات فى قضية تفجيرات طابا عام 2005، وبعد ان قامت القوات بالهجوم على المنزل بطريقة «بربرية» حسب شهادة شقيقته التى قالت إن «العساكر كانوا يرتدون ملابس سوداء ويضعون على أعينهم قناعا اسود لا يظهر سوى أعينهم، وهاجموا المنزل فجرا واقتحموا علينا غرف النوم وداسوا بأقدامهم على طفل صغير، وحطموا آثاث المنزل ولم يتركوا شيئا فى مكانه، ومن ثم اقتادوا أخى «يوسف» بعد أن قيدوا يديه بالسلاسل واخفوا وجهه بقناع اسود واقتادوه فى مدرعة إلى مكان مجهول». ميدانيا شهدت منطقة الشريط الحدودى بين الرفحين المصرية والفلسطينية تحركات لمعدات بينها حفارات ولوادر وجرافات قامت بردم عدد من الانفاق المتوقفة أصلا عن العمل، حسب شهود العيان فيما استمرت حركة العمل بعدد من الانفاق وقال مواطنون من رفح انها تعمل بموجب اتفاق وتفاهم مع السلطات المصرية حيث تعمل بمواعيد محددة خلال النهار لإدخال بعض المواد الغذائية والاحتياجات الضرورية لسكان قطاع غزة، مع توقف حركة عبور الأفراد من كلا الجانبين عبر الانفاق. وحسب تصريحات خاصة ل«صوت الأمة» قال الدكتور سامى أنور مدير مستشفى العريش العام ان نحو 16 طبيبا من إخصائيى الجراحة وصلوا الى شمال سيناء نهاية الأسبوع وتم توزيعهم بموجب 6 أطباء على مستشفى العريش العام و6 على مستشفى رفح تحسبا لتداعيات المرحلة القادمة من تنفيذ العملية «نسر» بالمنطقة الحدودية التى تشمل رفح ووسط سيناء. تم نشر المحتوى بعدد 611 بتاريخ 28/8/2012