كشفت صحيفة "دويتش فيلا" الألمانية أن وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية وفرت معلومات هامة للولايات المتحدة في عملية بحثها عن أسامة بن لادن، وصاحب هذا الكشف مؤخرا عن عمليات الوكالة جدلا واسعا، حول مدى العلاقة بين جهازي المخابرات الأمريكي والألماني فيما يخص التجسس على أهداف أوربية على سواء. أوضحت الصحيفة في تقرير نشرته في نسختها الإلكترونية، اليوم الأحد، أن دائرة الإستخبارات الاتحادية الألمانية "بي إن دي" قدمت لواشنطن معلومات عن مكان تواجد أسامة بن لادن، قبل مقتله في مايو 2011 من قبل القوات الخاصة الأمريكية في باكستان، حسبما ذكرت تقارير إخبارية ألمانية. قيل أن الدائرة قدمت لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية معلومات تفيد بأن بن لادن يختبئ في باكستان بعلم السلطات الأمنية الباكستانية - المعلومات التي وردت من أحد المخبرين داخل أجهزة المخابرات الباكستانية في البلاد. يقال إن هذه المعلومات أكدت شكوك المخابرات المركزية الأمريكية حول مكان تواجده، وذكرت الصحيفة أن الدائرة قدمت المساعدة قبل العملية التي قتل فيها بن لادن، وذلك باستخدام قاعدتها في بلدة بولاية بافاريا باد أيبلينج المختصة بمراقبة الهواتف وحركة البريد الإلكتروني في شمال باكستان. أثار التقرير قلقا متزايدا داخل ألمانيا حول مدى مساعدة وكالة التجسس الخاصة الألمانية الولاياتالمتحدة، ولا سيما وكالة الأمن القومي الأمريكي. من جانبه، دعا وزير العدل في ألمانيا، هايكو ماس، إلى رصد أكثر شاملا لأنشطة دائرة الإستخبارات الاتحادية الألمانية قائلا "إننا بحاجة إلى جلب أنشطة الدئرة بأكملها من خلال ضوابط ديمقراطية"، مضيفا أنها تحتاج إلى إثبات ما إذا كان هناك "أساس قانوني كاف" لعملياتها، ومضى بالقول "يمكن توفير حجة جيدة تشير إلى أننا بحاجة إلى صياغة هذه المعايير بشكل أكثر وضوحا. في الأسبوع الماضي، أشارت تقارير تفيد بمساعدة دائرة الاستخبارات الاتحادية الألمانية وكالة الأمن القومي الأمريكي فيما يخص أهداف أوربية، بما في ذلك مجموعة إيرباص الأوربية والرئاسة الفرنسية والمفوضية الأوربية. قد هاجمت المعارضة الألمانية حكومة المستشارة أنجيلا ميركل حول تلك المزاعم قائلين إنها لم تفعل شيئا لوقف تصرفات الدائرة المزعومة، وأضافوا أيضا أن المسؤولين كذبوا بشان احتمالات وجود "صفقة لا للتجسس" أمريكية وألمانية قبل الانتخابات عام 2013. في وقت سابق من هذا الأسبوع، نشرت ويكيليكس نصوص سرية من تحقيق أجراه البرلمان الألماني حول التعاون المشترك بين الوكالتين، وبدأت لجنة التحقيق البرلمانية في مايو 2014، للتحقيق في الأنشطة المخابراتية للولايات المتحدة على الأراضي الألمانية. يذكر أنه في الوقت الذي دافعت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل عن التعاون المخابراتي "الألماني الأمريكي"، أعربت عن رغبتها في المثول أمام لجنة التحقيق البرلمانية الألمانية كشاهدة، وقالت في هذا السياق: "سأدلى بأقوالى هناك، وأُجيب على الأسئلة، حيثما كان ذلك ضروريًا". قد دافعت ميركل عن التعاون الوثيق بين أجهزة المخابرات الأمريكية والألمانية، وقالت - في مقابله مع إذاعه بريمن "أنه بالنظر إلى الوضع الراهن، فإننا بحاجة إلى مثل هذا التعاون بين أجهزة المخابرات، ويجب علينا أن نهتم بتأمين قدرتها على العمل. فالأمر هنا يتعلق بحماية حياة ثمانين مليون إنسان". يذكر أنه إضافة إلى المستشارة الألمانية يتعرض بعض السياسيين الألمان الآخرين للنقد، بينهم وزير الداخلية توماس دى ميزير، زميل ميركل في الحزب الديمقراطي المسيحي، إذ كشفت تقارير إعلامية أن دى ميزير - باعتباره المنسق السابق للتعاون المخابراتي- كان على علم منذ عام 2008 بتجسس وكالة الأمن القومى الأمريكية على شركات أوربية وألمانية، بمساعدة المخابرات الألمانية.